أحد الجوانب الأكثر غموضًا في النفس البشرية هو الحدس. ورغم عدم قدرتنا على لمس هذه الحاسة السادسة، إلا أنها تظهر للعديد من الناس في مواقف مختلفة. فربما تشعر أن هناك شيء ما ليس على ما يرام، أو أن عليك فعل شيء ما بدون أي سبب منطقي. وقد يكون الأمر صعب التفسير، فليس كل ما نشعر به حقيقيًا… ولكن هناك العديد من الأمثلة والمواقف التي اعتمد فيها الناس على غرائزهم دون التفكير مرتين.
وقد انتشرت واحدة من تلك القصص مؤخرًا على منصة تيك توك للتواصل الإجتماعي، حيث شاركتنا (جيسيكا هيغز) قصتها المؤثرة في أحد مقاطع الفيديو الذي يوضح أهمية الاستماع إلى الحدس البشري. ومن الجدير بالذكر أن (جيسيكا) تعمل في توصيل البقالة لتوفر قوت يومها لنفسها ولأولادها.
وبدأت (جيسيكا) المقطع قائلة: “أود فقط أن أقول للجميع ألا يترددوا في اتخاذ القرارات المبنية على احساسهم الداخلي الذي يقول لهم أن هناك شيء ما ليس على ما يرام”.
ثم أوضحت أنها كانت قد انتهت لتوها من توصيل طلبية لأبنة رجل كبير في السن، وكانت قد قامت المرأة بطلب المنتجات لأبيها لأنه لا يقدر على القيام بذلك بنفسه. وقالت (جيسيكا) أنها كانت قد طلبت منها ترك الطلبية عند الباب ومن ثم سيأخذها والدها من هناك. وهذا ما كانت ستفعله (جيسيكا) بالفعل.
ولكنها شعرت بشيء غريب بداخلها يحثها على مساعدة هذا الرجل بمجرد وصولها إلى المنزل. وعندما خرج الرجل ليأخذ الطلبية، عرضت عليه المساعدة. وأوضحت (جيسيكا) أنه ليس من المفترض من عمال التوصيل أن يدخلوا المنازل، ولكنها شعرت أنها يجب أن تساعده.
تسريب أنبوب الغاز
وعندها لاحظت أن الرجل يبدو مريضًا للغاية. وأخبرها حدسها أن عليها قول شيء ما… وبدلًا من إنهاء الطلبية والعودة إلى منزلها، قامت (جيسيكا) بمراسلة ابنة الرجل وأخبرتها أنها تشعر أن والدها ليس على ما يرام. وأخبرتها أنها قد لاحظت أنبوب غاز بالداخل، وأنها كانت تشعر بالدوار عندما دخلت المنزل. وكان القلق ينتاب (جيسيكا) عما إذا كلن هناك تسريب من أنبوب الغاز.
وعندها أخبرتها المرأة أنها سترسل ابنها للتحقق من الأمر، وبعدها تركت (جيسيكا) منزل الرجل. وفي الصباح التالي، فوجئت (جيسكيا) بأن المرأة قد رفعت البقشيش من 14 دولار إلى 100 دولار! وازدادت دهشتها عندما تلقت رسالة تقول فيها المرأة:
“يعجز لساني عن شكرك بما فيه الكفاية. فقد وجد ابني تسريب غاز بالفعل عندما ذهب إلى المنزل ليلة أمس. لقد أنقذت حياة والدى وأبني الأصغر!”
ومن ثم أنهت (جيسيكا) المقطع بقولها وهي تدمع: “أنا مجرد عاملة توصيل، ولكني أنصحكم بالاعتماد على حدسكم في اتخاذ القرار الصائب. فهذا ما قد فعلت، وأنا ممتنة لأنني فعلت ذلك”.
هذا وقد وصل مقطع الفيديو إلى أكثر من 15 مليون مشاهدة على تيك توك، وقد انتشر بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي. كما جذب انتباه الشركات الكبرى.
فقد قامت شركة (رويال كاريبيان) للرحلات البحرية بنشر فيديو على التيكتوك للإشادة بالعمل البطولي لـ(جيسيكا)، وعرضوا عليها وعلى عائلتها رحلة بحرية لمدة سبعة أيام في أي مكان في العالم. وكتبت الشركة: “هذا لأن الأبطال يحتاجون إلى إجازة أيضًأ”.
وعلقت مجلة (People) على الفيديو الأصلي: “أنت بطلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى!”، حتى أن شركة تيك توك نفسها علقت على الفيديو لتشكر (جيسيكا) على مشاركتها لهذه القصة الرائعة مع العالم أجمع.
ومن جانبنا، نود أن نشكر (جيسيكا) على فعلها البطولي، واستماعها لحدسها الإنساني الذي دائمًا ما ينقذ الأرواح. فقد لامست قصتها الملايين من القلوب.
شكرًا لقراءتكم هذا الخبر على نيو نيوز عجيبة… وندعوكم لمشاركته مع أصدقائكم ومشاركتنا آرائكم في التعليقات!
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية