هل أنت من أولئك الذين يصدقون الإشاعات أو الحقائق المغلوطة عن منتجات الوقاية من الشمس؟ إذا كانت إجابتك بنعم، فربما عليك مراجعة نفسك؛ لأن أشعة الشمس الحارقة قادمة إليك لا محالة… ومع حلول فصل الصيف واستمرار أشعة الشمس في التوهج يومًا بعد يوم، فإن الكثيرين يلجؤون إلى استخدام واقي الشمس من أجل حماية بشرتهم من الأضرار الجسيمة الناجمة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة وتجنب الإصابة بمرض سرطان الجلد.
نيو نيوز - صحتك
التعرض لأشعة الشمس تؤدي إلى إتلاف الحمض النووي لخلايا الجلد
صحيح قد تتفاوت نسبة الضرر ما بين تغير لون الجلد إلى الإصابة بالحروق، وبخاصة إذا مكثت طويلًا في مكان مشمس، إلا أن ذلك لا يمنع أنك بحاجة إلى الحصول على الحماية طوال فترات النهار.
ووفقًا لمنظمة سرطان الجلد الأمريكية Skin Cancer Foundation فإن التعرض لكل من الأشعة فوق البنفسجية الطويلة UVA والأشعة البنفسجية المتوسطة UVB يؤدي في الأحوال جميعها إلى إتلاف الحمض النووي في خلايا الجلد، مما يسبب حدوث طفرات، ومن الممكن أن تتراكم هذه الطفرات مع مرور الوقت، وتتسبب في نمو الأورام.
كلما زادت مدة تعرضك لأشعة الشمس فوق البنفسجية، زادت فرصة التعرض لخطر السرطان.
وبحسب البيانات الصادرة عن المعهد القومي الأمريكي للسرطان National Cancer Institute، فقد أصيب ما يقدر بنحو 100,640 أمريكيا هذا العام بسرطان الجلد، علاوة على وفاة نحو 8,290 شخصا متأثرين بالإصابة.
وبالرغم من أن مرض سرطان الجلد يعتبر من أكثر أنواع السرطانات ندرة، إلا أنه في الحقيقة صُنِّف ضمن الأنواع الأشد فتكًا إطلاقا.
والآن بعد أن تعرفت إلى المخاطر الهائلة للتعرض لأشعة الشمس، فهل ما زلت من المشككين في الدور الهام الذي يلعبه واقي الشمس في حياتنا؟ على أية حال كن على يقين أن جميع أنواع منتجات الحماية من الشمس سواء الواقيات الكيميائية أو المعدنية تعتبر بمثابة درعك الواقي لحماية بشرتك خلال فصل الصيف.
10 خرافات عن استخدامات واقي الشمس
عادة ما تنتشر بعض الحقائق المغلوطة عن منتجات الحماية من الشمس وبخاصة بحلول فصل الصيف كل عام، لذا عليك الانتباه وعدم الانسياق الأعمى وراء كل ما تسمعه.
والآن إليك أبرز خرافات عن استخدام واقي الشمس عليك ألا تصدقها:
الخرافة الأولى: طالما أن بشرتك لم تصب بالحروق، فلا حاجة إلى استخدام واقي الشمس
الحقيقة: الإصابة بالحروق وحدها ليست الضرر الوحيد الناجم عن التعرض لأشعة الشمس، فالأشعة فوق البنفسجية تسبب أضرارًا كثيرة في الحمض النووي قد تحدث تأثيرات تراكمية حتى وإن لم تُر بالعين المجردة.
كما أنه في كل مرة تتعرض خلايا الجلد للإصابة، فإن جسم الإنسان يحاول إصلاحها ذاتيًا، إلا أن قدرته على الإصلاح قد تقل بمرور الوقت مع تكرار التعرض لأشعة الشمس الحارقة. وهذا ما يجعل من استخدام واقي الشمس باستمرار ضرورة لا غنى عنها من أجل حماية بشرتك من التلف.
الخرافة الثانية: واقي الشمس يمنع جسم الإنسان من الحصول على فيتامين “د”
الحقيقة: كل ما يحتاجه الإنسان هو التعرض لأشعة الشمس لبضع دقائق فقط كي يتمكن من الحصول على جرعة من فيتامين د. لذا فإنك حينما تستخدم واقي الشمس، فأنت تحصل على الحد الأدنى من أشعتها بما يكفي لتأمين حصتك من فيتامين الشمس الهام.
توصلت إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من أصحاب البشرة البيضاء في بوسطن إلى أن التعرض للشمس لمدة 5 إلى 10 دقائق على الوجه والذراعين والساقين مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا خلال أشهر الصيف كان كافيًا لإنتاج كميات كافية من فيتامين د.
لذا ينصح الأطباء بضرورة تطبيق واقي الشمس وعدم القلق بخصوص تأثيره في إمدادات الجسم من فيتامين “د” والتي لا يمكن تأمينها من خلال التعرض للشمس فحسب، بل يجب البحث عن العناصر الغذائية في الأطعمة أو تناول المكملات الغذائية.
الخرافة الثالثة: المواد الكيميائية الموجودة في واقي الشمس يمكن أن تسبب السرطان
الحقيقة: العكس هو الصحيح، تقول آن تشاباس، طبيبة الأمراض الجلدية في مانهاتن:
“إذا كنت تحاول عدم الإصابة بالسرطان، فاستخدم واقي الشمس”.
وهذا يعني أن بشرتك غير المحمية هي ما قد تجعلك عرضة للإصابة بهذا المرض الخطير.
وقد أثبتت الدوائر العلمية المتخصصة مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA بأن منتجات الوقاية من الشمس التي تُصْنَع محليًا في الولايات المتحدة لا تحتوي على أية مواد كيمائية ضارة.
الخرافة الرابعة: لا تحتاج إلى وضع واقي الشمس عندما يكون مؤشر الأشعة فوق البنفسجية منخفضًا
الحقيقة: يقيس مؤشر الأشعة فوق البنفسجية في المقام الأول الأشعة فوق البنفسجية المتوسطة من الفئة B، فحتى لو كانت نسبة الأشعة فوق البنفسجية فئة B منخفضة، فلا تزال بحاجة إلى حماية نفسك من الأشعة فوق البنفسجية فئة A.
يقول الدكتور هنري ليم، اختصاصي الأمراض الجلدية في مركز هنري فورد هيلث في ديترويت:
“خلال فترة النهار بوجه عام، هناك ما يكفي من الأشعة فوق البنفسجية التي قد تتسبب في اسمرار البشرة، وظهور التجاعيد، بل والإصابة بسرطان الجلد أيضًا”.
كما أكدت تشاباس على أنه حتى خلال الأيام الملبدة بالغيوم، قد يتسلل حوالي 80% من أشعة الشمس إلى بشرتك مما قد يجعلك عرضة للضرر.
الخرافة الخامسة: أصحاب البشرة السمراء ليسوا بحاجة إلى واقي الشمس
الحقيقة: الجميع معرضون للإصابة بأضرار أشعة الشمس وسرطان الجلد، سواء كانوا من أصحاب البشرة البيضاء أو السمراء.
وفقًا للدكتور سيمال ديساي، رئيس الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، يقول:
“غالبًا ما يُشخَّص سرطان الجلد لدى المرضى ذوي البشرة الداكنة في مراحل لاحقة، وحينئذ قد يكون علاجه أكثر صعوبة”.
وأشارت تشاباس إلى أن البشرة ذات اللون الداكن تنتج الميلانين بشكل أكبر عند التعرض لأشعة الشمس، مما يجعلها أكثر عرضة للتغير في لونها مقارنة بالبشرة ذات اللون الفاتح.
اقرأ أيضا: الإقلاع عن التدخين مبكرا يقلل فرص الإصابة بمرض السرطان
الخرافة السادسة: واقيات الشمس المعدنية تعتبر أكثر أمانًا من الواقيات الكيماوية.
الحقيقة: واقيات الشمسية المعدنية والكيميائية آمنة للاستخدام، ولكن ربما قد لا يفضل البعض استخدام الواقيات المعدنية، لأنها لا يتم امتصاصها بشكل كامل في البشرة، وهذا ما يجعلها تترك آثارًا بيضاء على الجلد. لذا يجب اختيار النوع المناسب منها.
ومن ناحية أخرى، قد تفضل بعض السيدات استخدام الواقيات المعدنية عن الكيميائية، نظرًا لأنها يمكن تطبيقها فوق الماكياج أو مرطب البشرة.
الخرافة السابعة: يمكنك حماية بشرتك باستخدام “منتجات التسمير” أو التان
الحقيقة: يقول ليم إن منتجات التسمير أو التان يمكن أن توفر القليل من الحماية، لكنها أقل مما يعادل عامل الحماية من الشمس 5، وهذه نسبة ضئيلة جدا لا توفر حماية كافية لبشرتك، مما لا يجعلك في غنى عن استخدام واقي الشمس.
زيادة على ذلك، فإن السمرة في حد ذاتها هي علامة على الضرر الناتج عن أشعة الشمس، لأن التعرض للأشعة فوق البنفسجية يحفز إنتاج الميلانين لمنع امتصاص المزيد من الأشعة الضارة كي لا تتعرض خلايا الجلد الأساسية للتلف.
ومن ثم، فإن مستحضرات اكتساب اللون أو التان هي في الواقع تقويض لجهود الجسم عندما يحاول حماية نفسه من الأشعة الضارة.
الخرافة الثامنة: مضاد الأكسدة أستازانتين سوف يحميك من الأشعة فوق البنفسجية، ويعمل بمثابة “واق داخلي من الشمس”
الحقيقة: أن تضمين مضادات الأكسدة في نظام الحماية من الشمس أمر منطقي، لكنها لا تستطيع القيام بهذه المهمة بمفردها.
وقالت تشاباس:
“لا توجد أدوية تعمل بفعالية مثل واقي الشمس”.
صحيح أن مضادات الأكسدة تسهم في تقليل الضرر البيولوجي الناتج عن التعرض لأشعة الشمس من خلال العمل على تقليل نسبة الأكسدة التي قد يتعرض لها الحمض النووي بتأثير الأشعة فوق البنفسجية، إلا أن الاعتماد عليها وحدها غير كاف للحصول على حماية كاملة.
الخرافة التاسعة: المواد الكيميائية الموجودة في واقي الشمس تتراكم في الجسم بمرور الوقت
الحقيقة: لا توجد دراسات طويلة المدى تقوم على فحص دم الأشخاص الذين يستخدمون واقي الشمس بانتظام، لذلك لا توجد بيانات تؤكد ما إذا كان هذا صحيحًا أم خطأ. ومع ذلك، فإن المواد الكيميائية تفرز في البول، وهي علامة على أنها لا تتراكم داخل الجسم.
ويوصي الأطباء الأشخاص الذين يشعرون بالقلق من واقيات الشمس الكيميائية باختيار واقيات الشمس المعدنية بدلا من ذلك.
الخرافة العاشرة: يمكنك تجنب أضرار أشعة الشمس من خلال ارتداء قبعة مناسبة
الحقيقة: لا شك في أن قبعة البحر الواسعة تساعدك على الحماية من أشعة الشمس المباشرة فوق رأسك، وبخاصة إذا كنت مصابًا بالصلع، ولكن هل فكرت في أشعة الشمس الارتدادية المنعكسة من خلال الرمال أو الأسطح من حولك بوجه عام! لا شك بأن تأثيرها في بشرتك قد يسبب ضررًا بالغًا، لذا فأنت بالفعل تحتاج إلى تطبيق واقي الشمس بجانب ارتداء قبعتك الأنيقة.
والآن بعد أن اطلعت على جميع الخرافات السابقة، ألا زلت متشككًا في أهمية استخدام منتجات الحماية من الشمس؟ على الأرجح لا، لذا فلتجعل الواقي الخاص بك جزءًا من روتينك اليومي كي لا تحرم بشرتك حقها في الحصول على الحماية والأمان… ولكن احرص على شراء المنتج الجيد.
المصدر: ميديكال إكسبرس
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية
تعليقات 1