أكدت الدراسة التي أجراها فريق منصة إمباكت دوت كوم Impact.com أن عام 2024 سيكون بمثابة العام الذهبي لسطوع نجم الشراكات التسويقية بين العلامات التجارية من أجل استيعاب التغيرات المطردة في سلوك الشراء لدى المستهلك الأمريكي خلال العام الماضي، مما يستدعي ضرورة بناء استراتيجية أعمال وتسويق ومبيعات محكمة بهدف جذب المزيد من العملاء وتوسيع القاعدة الجماهيرية من المستهلكين خلال العام الجاري.
نيو نيوز - بزنس
مؤشرات الإنفاق الاستهلاكي في 2024
وفقًا لأحدث بحوث السوق التي أجرتها المنصة، فإن المستهلكين قد أصبحوا أكثر حكمة في إنفاق أموالهم أكثر من أي وقت مضى، حيث أصبح الكثيرون يتخذون قرارتهم الشرائية بصورة أكثر استراتيجية.
وفي الوقت ذاته، أظهرت نتائج البحث أن نفس الأشخاص قد لا يخشون الإسراف عند توفر أنواع معينة من العروض الخاصة داخل العلامات التجارية، حيث إنهم يشعرون بأهمية الفرصة التي يجب ألا تفوتهم في تلك اللحظة.
ومن خلال دراسة العادات الشرائية للمستهلكين الأمريكيين في 2023 تبين أن العلامات التجارية يجب أن تكون أكثر استراتيجية للتأثير في القرارات الشرائية التي تستهدف ترشيد الميزانية، حيث يعدل المتسوقون سلوكياتهم، ويعمدون إلى الاحتفاظ بأموالهم من أجل الإنفاق فقط في المواسم التي تشهد غزارة المبيعات.
ومع ذلك، فإن هذه العادات الجديدة تمثل فرصة غير متوقعة لتجار التجزئة، حيث أصبح نحو أربعة من كل خمسة أمريكيين يتجهون نحو العلامات التجارية ذات الأسعار المتوسطة، والتي عادة ما توفر خصومات أفضل، ما يعني أنهم أصبحوا يمتلكون المزيد من المدخرات، مما يجعلهم على استعداد لإنفاق المزيد مقارنة بالسابق.
الشراكات التسويقية… الاتجاه الجديد لترسيخ القاعدة الجماهيرية
في ظل التغيرات الاقتصادية والتقلبات المزاجية لقرارات المستهلكين الشرائية، فإن العديد من العلامات التجارية الأقل شهرة تلجأ إلى الاندماج في نوع من الشراكات الاستراتيجية أو التسويقية مع شركاء موثوقين، مما يضمن لهم فرصة الصمود أمام العلامات التجارية الكبرى.
وكي تتمكن العلامات التجارية من تحقيق الاستفادة القصوى من الاتجاه الجديد، يجب عليهم فهم سلوكيات المستهلك المتغيرة وتحديد الطرق الأكثر فعالية للاستفادة منها بهدف الوصول إلى المتسوقين المراقبين لميزانيتهم اليوم من خلال استراتيجية شراكة قوية.
وتتمتع الشراكات بالقدرة على إدراج العلامات التجارية في قوائم رغبات المستهلكين قبل مواسم المبيعات الكبرى، وذلك من خلال زيادة الوعي لدى الجمهور وتوليد الرغبة في الشراء من خلال عروض الخصم.
وقد قام الباحثون في منصة إمباكت بعقد مقارنة بين كل من عامي 2022 و2023 لمؤشرات الأداء حول طبيعة الإنفاق الاستهلاكي بهدف الحصول على تصور عن طبيعة العادات الشرائية خلال العام الجاري.
5 مؤشرات حول أنماط سلوك الشراء لدى المستهلك في 2024
1. كلما زادت الأسعار، تغير سلوك الشراء تجاه التسوق
لاحظ الباحثون أن المستهلكين ما زالوا يتبعون اتجاهاتهم الشرائية خلال فترة ما بعد جائحة كورونا، والمتمثلة في تقليل تسوقهم من خلال إجراء عمليات شراء أقل بنسبة 7% في عام 2023. ومع استعداد المتسوقين لإنفاق المزيد على الضروريات مثل البقالة والغاز، خفض الكثيرون حجم إنفاقهم التقديري على السلع غير الضرورية.
أدى عدم اليقين هذا إلى استمرار انخفاض المعاملات الشرائية في معظم فترات عام 2023 مقارنة بعام 2022. وشهد شهر ديسمبر فقط زيادة بنسبة 6٪ على أساس سنوي، حيث إن ثلث معاملات العام تمت في الربع الرابع من العام، نظرا لإقبال المستهلكين على استخدام خدمة “اشتر الآن وادفع لاحقًا” من أجل تقسيط مبلغ الشراء على دفعات.
ويعتقد الباحثون أن توفير طرق دفع متعددة قد يؤدي إلى دفع المستهلكين نحو المزيد من الإنفاق التقديري مع استمرار التضخم في الثبات في عام 2024.
2. وداعًا لعهد التسوق بلا هدف مع سلوك الشراء المتعمد
بدت أبحاث المستهلك والتسوق التسكعي – أو فيما يعرف بتسوق مشاهدة المعروضات فقط – مختلفة قليلاً في العام الماضي، حيث شهدت العلامات التجارية زيادة بنسبة 32% في معدلات التحويل (Conversion Rate)، على الرغم من انخفاض النقرات في عمليات التسوق عبر الإنترنت بنسبة 29% في عام 2023.
كما شهدت مواسم التخفيضات الشائعة مثل عيد الأم وعيد الأب وغيرها من الأعياد عددًا أقل من النقرات مقارنة بالعام السابق، حيث تراوحت من انخفاض بنسبة 56% في أبريل إلى انخفاض بنسبة 42% في يونيو.
وتكشف هذه الإحصائيات أن نية الشراء لدى المستهلك كانت أعلى في عام 2023. ولكن بالرغم من انخفاض العمليات الشرائية ومرات التصفح، إلا أن المشترين ركزوا عوضا عن ذلك على انتهاز فرص العروض حول المنتجات المدرجة على قوائم اهتماماتهم بالفعل.
ويعتقد الباحثون أنه ربما تكون الشراكات قد ساعدت الأشخاص في تنظيم قوائم رغباتهم قبل بدء مواسم ذروة المبيعات، مما يوفر لهم الوقت والجهد في التسوق غير الهادف عبر نوافذ المحلات فقط.
وعليه يؤكد الباحثون أنه مع تغير سلوكيات التسوق، يصبح من الأهمية بمكان بالنسبة للعلامات التجارية جذب انتباه المستهلك واحتلال مكانة راسخة على قوائم الرغبات قبل عقد فعاليات البيع بالتجزئة الكبرى.
3. التضخم قد يؤدي إلى ارتفاع متوسط أسعار المنتجات
لاحظ الباحثون أنه حتى مع قيام المتسوقين المراقبين لميزانياتهم بالحد من إنفاقهم، استمر متوسط قيمة الطلب في الارتفاع.
وتشير الزيادة السنوية الضئيلة بنسبة 2% في متوسط قيمة الطلب (AOV – Average Order Value) إلى أن تضخم الأسعار قد يؤدي إلى ارتفاع قيمة سلة التسوق، ولكن ليس بالضرورة أن الناس يشترون المزيد من المنتجات.
فربما يكون الأشخاص الذين يحتاجون إلى شراء المزيد من العناصر قد قاموا بتسوية إنفاقهم من خلال البحث عن طرق أخرى لخفض التكاليف، كالتحول نحو العلامات التجارية منخفضة السعر في عام 2023، أو الشراء بكميات كبيرة لتوفير المال.
يمكن أن تفسر هذه الاتجاهات سبب بقاء الـ AOV أكثر استقرارًا من المعتاد، هذا بالرغم من أنه قد شهد انخفاضًا طفيفًا خلال موسم المبيعات الكثيف في الربع الرابع من 2023. ومع ذلك، قد يكون الانخفاض في متوسط قيمة الطلب في نهاية العام بسبب العلامات التجارية التي تقدم خصومات كبيرة حافزا للشراء.
4. يمنح ترشيد الاستهلاك الاستراتيجي المستهلكين فرصة الوصول إلى الكماليات
أشارت نتائج البحث إلى أن ارتفاع الأسعار لم يمنع نحو 40% من المتسوقين من الاتجاه نحو الإنفاق على مشتريات انتقائية، مثل السلع الفاخرة أو السفر. وفي حين انخفض الإنفاق الاستهلاكي الإجمالي بنسبة 5% على أساس سنوي، شهدت بعض أوجه الإنفاق مثل الترفيه زيادات غير متوقعة في الإنفاق.
وتعكس المؤشرات هنا كيف سمح الإنفاق الاستراتيجي على مدار العام للمتسوقين بالإسراف في شراء الأشياء غير الأساسية عندما وجدوا الفرصة والعرض المناسبين.
ويعتقد الباحثون أن العلامات التجارية قد تسعى إلى تقديم خصومات كبيرة على مدار العام عوضا عن انتظار العطلات وفعاليات التسوق. ومع وجود عدد أقل من الصفقات المتنافسة، يمكن للعلامات التجارية دفع المشترين لإجراء عمليات شراء غير ضرورية وزيادة الإيرادات السنوية.
5. الحد من إنفاق العلامات التجارية على الإعلانات التسويقية واتخاذ الشراكات كبديل
في حين ظلت أنماط الإنفاق على الإعلانات ثابتة إلى حد كبير، عمدت بعض العلامات التجارية إلى زيادة معدلات عمولة المعلنين بشكل طفيف في عام 2023. ومع ذلك، فقد أتى هذا الاستثمار الإضافي بثماره بمعدلات تحويل أعلى لبعض فئات المنتجات، فقد أدى ارتفاع الإنفاق الإعلاني المحدود بنسبة 7% إلى زيادة الإنفاق الاستهلاكي بنسبة 36% على العلامات التجارية للفنون والترفيه.
ومع زيادة تكاليف الإعلان، قد تسعى العلامات التجارية إلى زيادة عائد الاستثمار إلى أقصى الحدود من خلال الاستثمار في الشراكات كبديل عن الإعلان باعتبارها وسيلة ذكية لزيادة الوعي بالعلامة وتعزيز نية الشراء وتحفيز حتى المتسوقين الأكثر انتقائية على التحويل، مع الحد من النفقات في الوقت ذاته.
اقرأ أيضا: استراتيجيات التسويق الذكي لضمان نمو مبيعات أعمالك في 2024
2024 هو عام الفرص للشراكات الاستراتيجية لتعزيز المبيعات وترشيد النفقات
تسمح الشراكات القائمة على الأداء للعلامات التجارية بالوصول إلى عملاء جدد واكتساب المزيد من النقرات وزيادة المبيعات. ومن خلال العمل مع الشركاء، يمكن للعلامات التجارية زيادة الوعي وبناء المصداقية واحتلال مكانة واضحة على قائمة اهتمامات المتسوقين.
ويعتقد الباحثون أن الرغبة في التوفير لدى المستهلكين قد تدفعهم نحو علامات تجارية جديدة، مما يوفر فرصة كبيرة للوصول إلى عملاء جدد.
وفي الوقت نفسه، تسمح المدخرات التي يوفرها المستهلكون بإنفاق المزيد على البذخ أيضًا. وفي كلتا الحالتين، يريد المتسوقون طريقة سهلة للعثور على العلامات التجارية التي يمكنهم الوثوق بها… وهنا تأتي قوة الشراكات.
كما يؤكدون أن الشراكات لم تعد مجرد الخيار المفضل من الآن فصاعدا، بل إنها الطريقة الأساسية التي يمكن للعلامات التجارية من خلالها زيادة الإيرادات في خضم عدم الاضطرابات الاقتصادية التي يشهدها العالم اليوم.
المصدر: سي إن بي سي
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية