في ظل الصعود التاريخي لمستويات أسعار الذهب منذ بداية شهر مارس 2024، حيث ارتفعت قيمته بنسبة تقدر بنحو 7% خلال فترة لا تزيد عن 30 يوما وبواقع سعر 2,179 دولاراً للأونصة، تزداد التساؤلات عما إذا كان الإقبال على التحوط بالذهب هو الملاذ الآمن في مواجهة الأزمات الاقتصادية.
نيو نيوز - بزنس
ويرى الخبراء الاقتصاديون أن المخاطر الجيوسياسية الراهنة، مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا والحرب الدائرة في الشرق الأوسط، والتخفيض المتوقع لأسعار الفائدة على الدولار في الولايات المتحدة، قد أثرت جميعها على أسعار الذهب الذي وصل إلى مستويات هي الأعلى تاريخيا منذ سنوات.
هل المعدن الأصفر النفيس هو الملاذ الآمن للمستقبل؟
يعتقد بعض الخبراء أنه بالنسبة للمستثمرين في البلدان التي تشهد معدلات تضخم مرتفعة، وتتراجع فيها العملة الوطنية إلى حد بعيد، فإن الذهب هو الاستثمار الحقيقي وعندئذ يتحول إلى ملاذ آمن في هذه الحالة… أما بالنسبة للاقتصادات المتقدمة وذات العملة المستقرة، فإن هناك أدوات استثمارية أخرى تقدم عائداً أفضل من الذهب على المديين المتوسط والبعيد.
وعادة ما يلجأ مواطنو العديد من الدول التي يضربها التضخم الاقتصادي، إلى التحوط بالذهب، عوضا عن العملات الورقية، خوفاً من خسارة أموالهم لقيمتها، وهذا ما يفسر ارتفاع أسعار الذهب وكيف أصبح الذهب سلعة أساسية في حياة الكثير من الأسر العربية.
الذهب والفيدرالي الأمريكي… علاقة عكسية ذات تبعات اقتصادية
وفي حديثه لـ (بي بي سي) يقول الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي:
إن التوقعات بتخفيض البنك الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة كان لها التأثير الأكبر على سعر الذهب، إذ إن العلاقة بينهما عكسية تاريخياً… فعند رفع أسعار الفائدة، ترتفع قيمة العملة الأمريكية، ويؤثر ذلك سلباً على أسعار الذهب فينخفض، والعكس صحيح.
ويفسر الشوبكي أن “ما نراه الآن من نية لدى الفيدرالي الأمريكي بالبدء في تخفيض أسعار الفائدة خلال الأشهر القليلة المقبلة، مع البيانات الاقتصادية الضعيفة في الولايات المتحدة مؤخراً، يشير إلى انخفاض في قيمة الدولار، ومن ثم ارتفاع في قيمة الذهب”.
إلا أن نهاية العام الماضي قد شهدت تماسكًا واضحًا للذهب عند مستويات مرتفعة رغم ارتفاع الفائدة؛ نظرًا لارتفاع مؤشرات التضخم العالمي وتكالب الكثير من اقتصادات العالم والمصارف المركزية الكبرى على التحوط بالذهب في الربع الأخير من 2022 والربع الأول من 2023.
هل تستمر أسعار الذهب في التصاعد؟
تتجه كافة المؤشرات الاقتصادية نحو ارتفاع مؤكد لأسعار الذهب في العقود الآجلة، وفي المستقبل القريب، ويتعلق الأمر في الأساس باحتمالية حدوث تخفيضات على أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي، وإذا ما حدثت هذه التخفيضات الثلاثة المنتظرة، فهذا بالتأكيد سيرفع أسعار الذهب إلى حدود 2300 دولار للأونصة، بحسب تصريحات الشوبكي لبي بي سي.
مشيرًا إلى أن هناك من يتوقع مكاسب أكبر لسعر الذهب ليصل إلى 3 آلاف دولار للأونصة، إذا ما قررت بنوك مركزية حول العالم، استبدال احتياطاتها من الدولار باحتياطات إضافية من الذهب إلى حد بعيد.
المصدر: بي بي سي
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية