بحسب البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء، فإن الناتج المحلي الإجمالي في الصين نما بنسبة 5.3 بالمئة في الفترة من يناير إلى مارس مقارنة بالعام السابق، وهو ما يفوق توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز لنمو محتمل بنسبة 4.6 بالمئة في الاقتصاد الصيني.
نيو نيوز - بزنس
تمكن الاقتصاد الصيني من تحقيق نمو ملحوظ بوتيرة أسرع من المتوقع خلال الربع الأول من عام 2024 على نحو أقوى من المتوقع في بداية هذا العام، ويرجع ذلك في الأساس إلى الطفرة الهائلة التي حققتها الصين في مجال الصناعات التكنولوجيا المتقدمة. هذا بالرغم من الركود الذي يشهده قطاع العقارات وتزايد ديون الحكومات المحلية، وفقًا لما ذكرته بيانات رسمية.
وركزت بكين خططها تجاه إنعاش النمو الاقتصادي ليصبح هو أولويتها القصوى هذا العام وجددت جهودها لجذب المستثمرين الأجانب. وعلاوة على ذلك فإن معدل النمو الذي حققته الصين في مطلع العام الجاري يزيد عن نظيره خلال الربع الأخير من 2023 والذي بلغ 5.2 في المائة.
قفزات هائلة يحققها الاقتصاد الصيني في شتى القطاعات
وقفز الإنتاج الصناعي بنسبة 6.1% خلال الربع الأول مقارنة بالعام الماضي، مدعومًا بالنمو القوي في قطاع الصناعات التكنولوجية عالية التقنية.
وعلى وجه الخصوص، ارتفع إنتاج معدات الطباعة ثلاثية الأبعاد ومحطات شحن السيارات الكهربائية والمكونات الإلكترونية بنحو 40% مقارنة بالعام السابق.
وقال شنغ لايون، المتحدث باسم المكتب الوطني للإحصاء، في مؤتمر صحفي في بكين:
“حقق الاقتصاد الصيني بداية موفقة خلال الربع الأول من العام الحالي… مما يضع حجر الأساس للأهداف المرجو تحقيقها على مدار العام بأكمله”.
موضحًا بأن البنية التحتية اللازمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في البلاد ما زالت بحاجة إلى مزيد من الدعم والتطوير.
وخلال الشهر الماضي، أظهر استطلاعا رسميا أن مؤشر مديري المشتريات الصناعي في الصين (PMI) توسع للمرة الأولى منذ ستة أشهر. كما سجل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي Caixin/S&P – وفقًا لنتائج استطلاع أجراه القطاع الخاص- أقوى قراءة له منذ أكثر من عام، مع ارتفاع الطلب الخارجي.
وخفضت السلطات أسعار الفائدة هذا العام لتعزيز الإقراض المصرفي وتسريع وتيرة الإنفاق الحكومي لدعم الاستثمار في البنية التحتية.
ومن ناحية أخرى، أظهرت بيانات يوم الثلاثاء أن مبيعات التجزئة نمت بنسبة 4.7% في الفترة من يناير إلى مارس، مدعومة بالإنفاق على الأنشطة الرياضية والترفيهية، بالإضافة إلى خدمات تقديم الطعام.
وزاد الاستثمار في الأصول الثابتة – مثل المصانع والطرق وشبكات الكهرباء – بنسبة 4.5% خلال الفترة نفسها.
استراتيجية لا تخلو من المخاطر
عمدت الصين خلال السنوات الأخيرة إلى الاستثمار في عدد من الصناعات الاستراتيجية وأهمها السيارات الكهربائية، والألواح الشمسية، والبطاريات، مما ساهم في زيادة حجم الإنتاجية بوجه عام وارتفاع الصادرات – خاصة بالنسبة للمركبات الكهربائية – وسط تراجع أوسع نطاقا في الطلب العالمي.
إلا أن عددا من الخبراء قد لفتوا إلى حالة من القلق تسود الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من احتمال أن يتسبب فائض الإنتاج في الصين إلى إغراق الأسواق العالمية بالمنتجات الصينية مما يؤثر سلبًا على حركة مبيعات المنتجات المحلية.
ولعل هذا ما دفع وزارة الخزانة الأمريكية إلى التلميح بشأن احتمالية فرض التعريفات الجمركية على الواردات الصينية، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى تقويض محتمل للنمو لدى ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
مؤشرات غير مطمئنة في سوق العقارات الصيني
وفقًا لبيانات المكتب الوطني للإحصاء، فإن الاستثمارات العقارية انخفضت بنسبة 9.5% في الربع الأول مقارنة بالعام الماضي، وانخفضت مبيعات العقارات الجديدة بنسبة 27.6% خلال نفس الفترة.
كما انخفضت أسعار المنازل الجديدة في 70 مدينة بنسبة 2% في مارس مقارنة بالعام السابق، وهو أسرع من انخفاض فبراير بنسبة 1.3%.
وقال هاري ميرفي كروز، الخبير الاقتصادي في وكالة موديز أناليتيكس:
“إن مشاكل سوق العقارات مستمرة”. مشيرًا إلى التأثير السلبي لتباطؤ سوق العقارات على حجم الإنفاق الاستهلاكي للأسر الصينية”.
ولفت كروز إلى أن ضعف فرص العمل وعدم اليقين الاقتصادي يعيقان الإنفاق بوجه عام، وقد انعكس ذلك بدوره على نمو مبيعات التجزئة التي تراجعت من 3.1% من 5.5% في فبراير.
يذكر أن النمو في حجم الاستثمارات خلال الربع الأول جاء بشكل أساسي من الشركات المملوكة للدولة، التي أنفقت 7.8% أكثر من العام الماضي. وارتفعت استثمارات القطاع الخاص بنسبة 0.5% فقط، أما الشركات الأجنبية، فقد تراجعت استثماراتها في البلاد بنسبة 10.4% في الأشهر الثلاثة الأولى، حيث لا تزال الثقة بثاني أكبر اقتصاد في العالم ضعيفة أيضًا بين المستثمرين الأجانب.
ومن جانبه عمد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال لقائه مؤخرًا مع المستشار الألماني أولاف شولتس إلى دعوة ألمانيا إلى تعميق التعاون والتبادل التجاري بين البلدين في ظل استمرار قلق الاتحاد الأوروبي من المنتجات الصينية التي تغرق الأسواق المحلية.
كما وجه دعوته أيضًا بمواصلة الاستثمار في الصين إلى عدد من الرؤساء التنفيذين والأكاديميين الأمريكيين مؤكدًا على حرص بلاده على المحافظة على مناخ استثماري صحي خلال الأشهر المقبلة.
المصدر: سي أن أن
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية