في الفترة الأخيرة، شهدت الأسواق العالمية تراجع الدولار والذهب بشكل حاد وغير متوقع، حيث حقق كل منهما خسائر كبيرة في الأيام الماضية. في هذا المقال سنوضّح أبرز الأسباب التي أدت إلى التراجع وأهم التصريحات في هذا الصدد.
الأسباب الرئيسية لانخفاض الدولار
فقد الدولار الكثير من قوته بعد الخسائر الكبيرة التي حققها أمام العملات الرئيسية الأخرى، ويعود ذلك إلى تقليص التجار رهاناتهم على أن المجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) سيرفع أسعار الفائدة بقوة بعد بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت في اليوم السابق أضعف من المتوقع.
ففي الساعات المبكرة من التعاملات الأوروبية ليوم 11 أغسطس ظل الدولار متراجعاً بنسبة 0.2٪ إلى 105.010، ويعتبر هذا أكبر انخفاض يومي للدولار خلال الأشهر الخمس الماضية، بعدما بلغ واحد في المئة في الليلة السابقة.
شهد شهر يونيو/حزيران ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 1.3، أما في شهر يوليو/تموز أسعار المستهلكين الأمريكيين لم تتغير وحافظت على ثباتها، طبقاً للبيانات الصادرة يوم الأربعاء 10 أغسطس.
وصرّح محللو العملات في البنك التجاري الألماني: “بيانات الأمس أعطت آمالاً بأن التضخم بلغ ذروته وسيحتاج مجلس الاحتياطي الاتحادي لأن يخفف من حدة رفع أسعار الفائدة لإبقاء التضخم تحت السيطرة“.
وقلص المتعاملون الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيرفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الثالثة على التوالي في اجتماع السياسة في سبتمبر/ أيلول، ويعتقدون الآن أن زيادة أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة هو الخيار الأكثر احتمالاً.
تراجع الدولار والذهب وتأثيرهما على الفوائد والعقود الأمريكية
انخفضت أسعار الذهب اليوم الخميس من أعلى مستوياتها في أكثر من شهر، إذ أشارت تعليقات مسؤولين في مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر على الرغم من دلائل على تراجع التضخم في أكبر اقتصاد في العالم.
ارتباط الذهب بالدولار أدى إلى تراجع أسعار الذهب نظرا لتأثره بارتفاع أسعار الفائدة والتضخم، وبالتالي انخفاض الطلب على شراءه من قبل المستهلكين
وتراجع الدولار والذهب معاً يعود سببه إلى تأثّر الذهب بارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية، لأنه يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك السبائك التي لا تدر عائداً مالياً.
ففي الخامس من يوليو سجل الذهب أعلى مستوياته عند 1807.79دولارا للأونصة الواحدة، لكن حدث انخفاض مباشر في 11 أغسطس حيث نزل الذهب في المعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 1786.79 دولار للأوقية (الأونصة).
تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.6 بالمئة إلى 1802.10 دولار.
وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات إلى 2.7910 بالمئة، بعد انخفاضها إلى 2.6740 بالمئة يوم الأربعاء 10 أغسطس.
وأظهرت البيانات أن أسعار المواد المستهلكة في الولايات المتحدة لم ترتفع في يوليو تموز بسبب الهبوط الحاد في تكلفة البنزين، مما أعطى الأمل بأن مجلس الاحتياطي سيتروى بشأن خطط رفع الفائدة في المستقبل، لكن ورغم ذلك أشار صناع السياسات في مجلس الاحتياطي إلى أنهم سيواصلون تشديد السياسة النقدية حتى يتم احتواء ضغوط الأسعار بشكل كامل.
وبما أن الذهب والدولار مرتبطين مع بعضهما البعض بشكل أساسي، فقد حد الدولار من خسائر الذهب بعد انخفاضه بنسبة 0.1 بالمئة مقابل منافسيه بعد تراجعه إلى أدنى مستوى في شهر ونصف الشهر في الجلسة الماضية.
ونلاحظ تأثر المعادن النفيسة الأخرى، حيث انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 20.53 دولار اللأوقية، في الوقت الذي ارتفع البلاتين واحدا بالمئة إلى 951 دولارا، واستقر البلاديوم عند 2240.64 دولارا.
وكان قد صرّح إدوارد مير المحلل لدى إي.دي. آند إف مان كابيتال ماركتس “بعد بيانات التضخم في الولايات المتحدة، نزل الدولار بشدة وانخفضت عوائد (السندات) أيضا، ولكن بحلول نهاية اليوم عاودت السندات الارتفاع… وهو ما يضر بالذهب”.
وفي يوم الجمعة 12 أغسطس في الساعة 11: 50 حسب توقيت غرينتش، حافظ الذهب على انخفاضه بنسبة 0.15 بسعر مبيع 1787 دولار للأونصة الواحدة.
شكرًا لقراءتكم هذا الخبر على نيو نيوز بزنس.. وندعوكم لمشاركته مع أصدقائكم ومشاركتنا آرائكم في التعليقات!
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية