يعتقد الخبراء أن الضربات التي تتعرض لها شركة أبل الرائدة من جبهات عدة هي السبب الأساسي وراء هذا التراجع، ما بين انخفاض الطلب على منتجاتها في الصين، وتعرض متجر التطبيقات الخاص بها لانتقادات موسعة من السلطات الأوروبية، وصولًا إلى إيقاف مشروع السيارات الخاص بها، والذي كانت الشركة تعلق عليه آمالًا كثيرة.
نيو نيوز - بزنس
مايكروسوفت تصبح الشركة الأكثر قيمة في العالم
لقد تضرر تقييم سهم أبل على نحو ملحوظ مطلع العام الحالي، بعد بلوغه 3 تريليونات دولار مسجلاً أعلى مستوياته التاريخية خلال 2023، هبطت قيمتها السوقية بمئات المليارات من الدولارات في أوائل 2024، ما سمح لشركة مايكروسوفت – المنافس الأقوى لأبل – أن تحل محلها بوصفها شركة التكنولوجيا الأعلى قيمة حول العالم.
وارتفعت أسهم مايكروسوفت بأكثر من 3% في يناير الماضي، لتصل القيمة السوقية للشركة إلى 2.89 تريليون دولار، في حين انخفض سهم أبل بأكثر من 3%، مما خفض قيمتها إلى 2.87 تريليون دولار.
أسباب تراجع أبل وهبوط قيمة أسهمها السوقية
1. التأخر عن اللحاق بركب الذكاء الاصطناعي
بالرغم من السباق الذي تخوضه شركات التكنولوجيا في العالم منذ الانتشار الكبير لتطبيق تشات جي بي تي الذي طورته شركة أوبن إيه آي خلال عام 2022 لإضافة مزيد من خصائص الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلا أنه فيما يبدو أن شركة أبل كانت غائبة عن المشهد إلى حد كبير.
وتسعى أبل لدمج محرك الذكاء الاصطناعي Gemini الخاص بشركة جوجل في أجهزة آيفون حيث يمكن للشركة الحصول على ترخيص استخدام جيميناي، وهو مجموعة من طُرز الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بجوجل لتفعيل بعض الخصائص الجديدة المقبلة في برمجيات آيفون.
2. تراجع المبيعات في الأسواق الصينية
انخفضت مبيعات هواتف آيفون لشركة أبل في الصين بنسبة 24 في المئة على أساس سنوي في الأسابيع الستة الأولى من عام 2024، وفقاً لشركة أبحاث السوق كاونتر بوينت، إذ تواجه الشركة الأميركية منافسة متزايدة من منافسين محليين مثل هواوي.
وفي محاولة منها لتحفيز الطلب، قدمت أبل خصومات نادرة على متجرها الإلكتروني في يناير الماضي. وخفض البائعون المحليون أسعار آيفون بما يصل إلى 180 دولاراً.
3. دعوى وزارة العدل الأمريكية
رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى ضد أبل بزعم ممارستها للاحتكار وتقويض المنافسين، حيث تزعم الدعوى أن شركة أبل فرضت قيوداً على البرمجيات والمعدات على أجهزة آيفون، وآيباد، ما يُصعب على الشركات الأخرى منافستها.
وقد التقى ممثلو شركة أبل مع مسؤولين بوزارة العدل في فبراير الماضي في محاولة أخيرة لإقناع الوزارة بعدم مواصلة إجراءات اللجوء إلى القضاء.
4. ضغوط الاتحاد الأوروبي
يؤثر قانون الأسواق الرقمية الجديد الذي دخل حيز التنفيذ منذ مطلع مارس الجاري على القلعة الحصينة الخاصة بأبل فيما يعرف بـ حديقة أبل المسورة، وهي نظام بيئي يفرض على مستخدمي أبل الانحصار داخل محيطها الرقمي مع إمكانيات وصول محدودة أو غير متاحة من الأساس للخدمات المقدمة من المنصات الأخرى.
وسيتمكن العملاء من تحميل البرامج من خارج متجر أبل ستور للمرة الأولى، وهي عملية تُعرف باسم التحميل الجانبي للتطبيقات، وأيضاً الاستفادة من أنظمة الدفع البديلة واختيار متصفح ويب افتراضي جديد بسهولة أكبر.
5. توقف مشروع سيارة أبل الكهربائية
بعد أن قررت أبل التخلي عن حلمها باستكمال مشروع السيارات الكهربائية، توقع المحللون أن تُحرم الشركة من مصدر جديد للعوائد، حيث كان من المتوقع أن تطرح أبل السيارة بسعر 100 ألف دولار.
وقد أعلنت الشركة في فبراير الماضي عن إيقاف مشروعها الفريد من نوعه، سيارة أبل الكهربائية، والذي كان سيعد بمثابة توسع للشركة خارج حدود عالم الهواتف الذكية، مؤكدة على أنها تفضل تركيز استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
6. عيوب في نظارات فيجن برو للعالم الافتراضي
دخلت أبل في إنتاج فئة منتجات جديدة خلال 2024، وهي سوق الواقع المختلط من خلال منتجها “أبل فيجن برو” الذي أبهر المستخدمين الأوائل، إلا أن ارتفاع سعرها على نحو مبالغ فيه وظهور بعض العيوب عند الاستخدام مثل وزن النظارة الثقيل، جعل العديد من شركات تطوير البرمجيات يحجمون عن إنشاء تطبيقات مخصصة لها.
ويعتقد الخبراء أن التكنولوجيا المناسبة للمنتج الجديد ليست جاهزة بعد، لذلك كان على أبل اللجوء إلى حل وسط بتقديم سماعة رأس أكبر حجماً تمزج الواقع المعزز بالواقع الافتراضي.
7. معركة قانونية حول الساعة الذكية
أدت خاصية قياس نسبة الأكسجين بالدم التي أضافتها أبل إلى ساعتها الذكية إلى خوض الشركة معركة قانونية مع شركة ماسيمو المتخصصة في مجال التكنولوجيا الصحية. مما دفع أبل إلى التوقف عن إصدار هذا الجيل من الساعات الذكية.
وتمثل الساعات قطعة أساسية من الأجهزة القابلة للارتداء وأجهزة المنزل والملحقات بالنسبة للشركة، وهي أعمال تجارية أسهمت بما يتجاوز 10% من الإيرادات العام الماضي، أو 40 مليار دولار تقريباً.
8. ركود أجهزة آيباد
لم تعد الأجهزة اللوحية بوجه عام تحظى بالمكانة التي تمتعت بها في السابق؛ نظرًا لتحول معظم المستهلكين نحو استخدام هواتف أكبر حجمًا أو العودة إلى استخدام الكمبيوتر المحمول. الأمر الذي أدى إلى تراجع آيباد وبخاصة في ظل عزوف الشركة عن إصدار طراز جديد للجهاز خلال العام الماضي.
وتستعد أبل حاليًا لطرح آيباد إير المحدث بحجمين للمرة الأولى، وسيُزود طراز برو بشاشات أوليد (OLED)، وهو اختصار للصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء.
9. استبعاد الكفاءات
يعد تغيير المديرين التنفيذيين مسألة متكررة في أبل حيث خسرت الشركة بعضاً من أكثر قادتها تميزاً مؤخرا، ويرى المحللون أن غياب بعض الكفاءات مثل بارت أندريه صاحب فترة الخدمة الأطول بالشركة وأحد أكبر حاملي براءات اختراع أبل يعد أحد الأسباب التي أدت إلى تراجع أداء الشركة الوظيفي.
10. فترة ربع سنوية عصيبة
تحت هذه الظروف، يوشك تقرير أبل الفصلي المقبل أن يكشف عن بيانات غير مرضية للمستثمرين، وبالفعل، حذرت الشركة من أن الأرقام لن تشكل مقارنة جيدة مع الفترة نفسها من العام السابق.
ويتوقع محللون تراجع المبيعات حوالي 4% خلال الربع الحالي، الذي يمتد حتى نهاية مارس. ونتيجة لذلك ستكون قد انخفضت إيرادات أبل خلال 5 فترات ربع سنوية من الـ 6% الماضية.
والسؤال الآن هل يسعى عملاق التكنولوجيا إلى استعادة مكانته الريادية وقيمته السوقية مجددًا عبر تركيز جهود الاستثمار خلال الفترة المقبلة نحو عالم الذكاء الاصطناعي؟ شاركنا برأيك.
المصدر: بلومبرغ
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية