في إطار خطتها لتحقيق مزيد من الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، قررت شركة سيسكو التكنولوجية تسريح نحو 5,500 موظف، علماً بأنها ليست المرة الأولى التي تميل الشركة فيها إلى تنفيذ سياسة خفض أعداد الأيدي العاملة.
وتنضم سيسكو بذلك إلى قائمة طويلة من الشركات الأخرى مثل مايكروسوفت وإنتويت صانعة TurboTax، التي اتخذت من الذكاء الاصطناعي ذريعة لتبرير التقليص الجماعي لقوتها العاملة.
وفي بيان أصدرته هيئة الأوراق المالية وأسواق الأوراق المالية الأمريكية، تم التأكيد على قرار الإقالة الجماعية الذي اتخذته سيسكو، مما أثر في نحو 7% من الموظفين.
نيو نيوز - بزنس
سيسكو تعطي أولوية للذكاء الاصطناعي على حساب طاقم العمل بها
ومن جانبه أشار الرئيس التنفيذي لشركة سيسكو تشاك روبينز إلى جهود الشركة لمواكبة سباق الذكاء الاصطناعي الجاري، وتحقيق المزيد من الاستثمارات في تطبيقاته الهائلة خلال الفترة المقبلة.
يذكر أنه في وقت سابق من هذا العام، قامت سيسكو أيضًا بتسريح 4,000 أو خمسة في المائة من موظفيها، بزعم السعي نحو إعادة هيكلة آلية العمل بها وتمكين المزيد من الاستثمار في مجالات تعتبرها بمثابة أولوية رئيسية في خططها المستقبلية.
ويعتقد المحللون والمتابعون لتطورات سوق العمل، أن شعور الشركات حاليًا بالتفاؤل إزاء قرارات التسريح من أجل تعزيز مجالات العمل المستندة إلى الذكاء الاصطناعي، يعكس واقعًا محبطًا بالنسبة للقوة البشرية في المؤسسات التي تعتمد سياسة تقليص أعداد العمال.
ارتفاع أسهم سيسكو بعد قرار إنهاء خدمات العاملين بها
دفعت أخبار تسريح العمال إلى تعزيز سعر سهم سيسكو، حيث ارتفع من 45.04 دولارًا في صباح الأربعاء الماضي إلى ارتفاع حاد يتجاوز 48 دولارًا للسهم في تداولات ما بعد ساعات العمل.
كما شهدت شركات التكنولوجيا الأخرى أيضًا التي أعلنت عن تنفيذ خطة تسريح العمال ارتفاعات مماثلة في أسعار أسهمها.
وتبرر شركات التكنولوجيا قررت تقليص الأيدي العاملة بها بأنها تعتبر استراتيجية جديدة وجزءاً من حملة إعادة الهيكلة لتحويل الموارد وتعزيز جهود الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضا: أمازون تنهي خدمات 100 ألف موظف وتستبدلهم بـ 750 ألف روبوت آلي
خبراء يشكون في مواقف الشركات الكبرى من سياسة تسريح الموظفين
في حين استخدمت العديد من الشركات الذكاء الاصطناعي كذريعة عامة لجهود إعادة الهيكلة المزعومة، ثمة شكوك من قبل بعض الخبراء الذين يعتقدون أن التكنولوجيا تستخدم هنا كغطاء لأمور أخرى.
قال فابيان ستيفاني، الخبير الاقتصادي وخبير البيانات بجامعة أكسفورد، لموقع بيزنس إنسايدر في وقت سابق من هذا العام:
“إن الصراع ضد الروبوتات تعد بمثابة غلاف لطيف لقصة خفية، ولكن إذا أمعنت النظر، فستجد أنها ليست إلا مجرد تكرار لسيناريوهات تمثل ديناميكيات وحيلاً اقتصادية قديمة، مثل الاستعانة بمصادر خارجية (التعهيد – Outsourcing) أو خفض تكاليف قسم إدارة العملاء بهدف زيادة الرواتب في مواطن أخرى”.
تقوم شركة جوجل بعمليات تسريح متواصلة للموظفين منذ بداية عام 2023. ففي مايو الماضي، تم تسريح نحو 200 موظف، وقد وعد الرئيس التنفيذي، ساندر بيتشاي، بأن جوجل ستقلل من عدد التسريحات خلال النصف الثاني من عام 2024.
كما بدأت مايكروسوفت خطتها لتقليص الأيدي العاملة العام الماضي من خلال تسريح 10 آلاف موظف، ومؤخرًا أعلنت في يونيو الماضي عن تسريح ما يصل إلى 1,000 موظف في قسم الواقع المختلط.
وتعكس سياسة تسريح العمال واقعًا مؤسفًا من التنافسية بين شركات التكنولوجيا، ففي السابق اعتدنا متابعة أخبار السباق التكنولوجي بينهم من خلال طرح الجديد والمزيد من المنتجات في الأسواق، ولكن حاليًا أصبح السباق يتمثل في تسريح العدد الأكبر من القوة العاملة.
المصدر: فيوتشريزم
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية
تعليقات 1