قررت شركة “أبل” بصورة مفاجئة التخلي عن حلمها الخاص بإنتاج السيارات الكهربائية، وذلك بعد عمليات بحث وتطوير استمرت على مدار عقد من الزمن، حيث أنفقت الشركة منذ عام 2014 – بحسب التقارير – مليارات الدولارات على هذا المشروع، الذي خضع لعدة جولات من إعادة الهيكلة على مدار السنوات الماضية.
نيو نيوز - سيارتك
كشفت بلومبيرغ أن شركة أبل وصلت إلى مفترق طرق هذا الأسبوع، عندما أبلغت موظفيها بأنها ستتوقف عن استكمال مشروع السيارات الكهربائية الخاص بها، حيث قام الرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة جيف ويليامز، ورئيس المشروع كيفن لينش، بإبلاغ أعضاء فريق العمل المكلف بتطوير السيارة والبالغ عددهم نحو 2,000 موظف بهذا القرار.
وأفاد التقرير أن الشركة الأمريكية سوف تعيد تعيين بعض العاملين بمشروع السيارات الكهربائية في مشروعات الذكاء الاصطناعي، بينما يتم تكليف آخرون بشغل وظائف أخرى داخل الشركة أو خارجها.
الافتقار إلى الرؤية الواضحة هو السبب في توقف مشروع سيارة أبل الكهربائية
يرى بعض المحللين أن مشروع أبل لدخول مجال صناعة السيارات الكهربائية قد شهد حالة من عدم الاستقرار منذ بدايته من الأساس؛ بسبب الافتقار إلى الرؤية الواضحة، لذا يعتقد كل من أنوراغ رانا وأندرو جيرار، المحللين في بلومبيرغ إنتليجنس، أن تحويل أبل مواردها نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي، هو القرار الصحيح بالنظر إلى إمكانات الربحية طويلة المدى، لهذه التكنولوجيا مقابل السيارات.
مشيرين إلى أن ذلك القرار الحاسم الذي اتخذته الشركة العملاقة جاء في توقيت صحيح جدًا وبخاصة أن سوق السيارات الكهربائية باتت مزدحمة بالمنافسين، ويشوبها حالة من عدم اليقين، فبحسب توقعات بلومبيرغ إنتليجنس، سترتفع مبيعات المركبات الكهربائية بنسبة 9 بالمئة فقط في 2024، بعد نموها بمعدل سنوي مركب قدره 65 بالمئة، على مدى السنوات الثلاث الماضية.
تحديات واضحة أمام عمالقة صناعة السيارات الكهربائية في العالم
في ظل تراجع نسب مبيعات السيارات الكهربائية في العالم، أصبحت كل من الشركات الناشئة، بل والرائدة أيضًا في هذا المجال تواجه الكثير من العقبات التي تهدد مستقبل استمرار تلك الصناعة الثورية. فقد تخلت شركة مرسيدس بنز الألمانية عن خطتها للتحول كلياً إلى السيارات الكهربائية بحلول عام 2030، كما تواجه جنرال موتورز صعوبة في تصميم السيارات الكهربائية، بسبب مشاكل الإنتاج، ما دفعها لتأخير خططها، لافتتاح مصنع لإنتاج بيك أب كهربائي خارج ديترويت.
أما بالنسبة للشركات الناشئة في مجال إنتاج السيارات الكهربائية، فقد توقعت شركة ريفيان للسيارات، ثبات إنتاجها هذا العام، وقالت إنها ستسرح بعض العمال، كما ستقوم مجموعة لوسيد بتصنيع 9 آلاف سيارة فقط خلال 2024.
مصائب قوم عند قوم فوائد
يعتقد بعض الخبراء أن قرار أبل المفاجئ بإيقاف خط إنتاج السيارات الكهربائية يصب في مصلحة الشركات المسيطرة على هذا المجال منذ سنوات مثل تسلا، والتي شارك صاحبها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك منشورًا عبر منصة إكس “تويتر سابقًا” يعبر فيه عن سعادته الغامرة بهذا القرار.
وأفاد تقرير بلومبيرغ أن التحديات التي تواجه مستقبل صناعة السيارات الكهربائية لا تقتصر على المنافسة الشرسة وقلة المبيعات فقط، بل تمتد لتشمل عقبات البنية التحتية لهذه السيارات أيضًا في كثير من الدول مثل عدم توفر محطات الشحن الكهربائية، وانخفاض جودة الإنترنت والاتصال بالأقمار الصناعية.
المصدر: بلومبيرغ
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية