صحيح أن أدوية خفض الكوليسترول (الستاتينات) قد تفيد في التخلص من الدهون الضارة المتراكمة داخل الأوعية الدموية، والتي من شأنها التسبب في الإصابة بأمراض خطيرة، إلا أن ثمة بعض المخاوف من قبل الأطباء بخصوص تناول من هم في العقد الخامس من العمر وما فوق لهذه الأدوية.
وتستخدم الأدوية التي تحتوي على الستاتين لإعادة ضبط مستويات الدهون منخفضة الكثافة (LDL) داخل الجسم، حيث إن ارتفاع “الكوليسترول الضار” قد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض القلبية والسكتات الدماغية.
نيو نيوز - صحتك
أفاد الطبيب سكوت نوردا المتخصص في طب إطالة العمر ومكافحة الشيخوخة ومؤسس Resolve Medical بأن الستاتينات قد يكون لها بعض الآثار الجانبية الخطيرة على الأشخاص في الخمسينات من العمر أو أكثر، مما يستدعي ضرورة الحذر من التناول المطلق لأدوية خفض الكوليسترول.
مشيرًا إلى أنه فيما يتعلق بمحاولة ضبط مستويات الكوليسترول، فإنه لا يوجد حل سحري بعينه، حيث إن الأمر يتعلق في الأساس بالصحة العامة للفرد وتجنب عوامل الخطر بالنسبة لصحة القلب ومستويات الإدراك المعرفي.
كما أوضح بأن الطب الوظيفي ينظر إلى الصورة الأكبر، والتي تتضمن عوامل مثل احتمالات الإصابة بالالتهاب ومقاومة الأنسولين ونمط الحياة بوجه عام، وذلك لتحديد خطة العلاج الأكثر فعالية.
مؤكدًا أنه في حالة ارتفاع نسبة الكوليسترول، لا بد من استشارة الأطباء المتخصصين لمعرفة ما هو مناسب لكل شخص.
أدوية خفض الكوليسترول (الستاتينات) وأبرز آثارها الجانبية الخطيرة
كما ناقش نوردا الآثار الجانبية الشائعة للستاتينات، والتي يمكن أن تشمل آلام العضلات واضطرابات الجهاز الهضمي، وأحيانًا مشكلات الذاكرة، مشيرًا إلى أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا يحتاجون إلى إدراك هذه الآثار الجانبية على نحو خاص.
وأشار إلى أنه مع التقدم في العمر، يمكن أن يصبح جسم الإنسان أكثر حساسية للأدوية بوجه عام، مما قد يؤدي إلى زيادة احتمالية التعرض للآثار الجانبية.
كما شدد على ضرورة مراقبة هذه الأعراض من كثب وإبلاغ الطبيب المختص بأية تغيرات، حيث قد يستلزم الأمر في تلك الحالة تعديل خطة العلاج أو استخدام العلاجات البديلة إذا لزم الأمر.
اقرأ أيضا: أهم فحوصات وتحاليل الرجال والنساء الطبية بعد سن الأربعين
تعديل أسلوب الحياة هو الخيار الأمثل للتحكم في مستويات الكوليسترول
يمكن أن تصبح تغييرات نمط الحياة بديلاً أكثر صحة وفائدة لأدوية الكوليسترول بالنسبة للكثيرين. ويساعد اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه مثل التوت البري “كرانبيري” والحبوب الكاملة والدهون الصحية في التحكم في مستويات الدهون بالجسم.
وبحسب نوردا فإن تقليل تناول الأطعمة السكرية والخبز الأبيض والوجبات السريعة يسهم في التمتع بحياة صحية خالية من الكوليسترول.
كما أشار إلى أن إضافة الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي والكفير إلى النظام الغذائي اليومي يسهم في دعم صحة الأمعاء وخفض الكوليسترول.
كما أوضح أيضًا أن بعض المكملات الغذائية، مثل أحماض أوميجا 3 الدهنية وفيتامين B3 ومكمل CoQ10 والألياف القابلة للذوبان وبيتا جلوكان تعتبر من العناصر الهامة المستخدمة في الأنظمة الغذائية الصحية.
محذرًا من استهلاك زيوت البذور أو الزيوت النباتية مثل تلك الموجودة في زيت الكانولا وعباد الشمس وفول الصويا والذرة؛ نظراً لكونها غنية بأحماض أوميجا 6 الدهنية.
ممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين من السبل المثلى للتمتع بحياة صحية خالية من الكوليسترول
وأشار نوردا إلى ضرورة التخلص من زيادة الوزن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون السمنة، مؤكدًا على أن فقدان عدد بسيط من الكيلوغرامات من الوزن يسهم جليا في خفض مستويات الكوليسترول.
مشيرًا إلى أهمية ممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين وتجنب مشروبات الكحول باعتبارها أفضل السبل الصحية للتخلص من الدهون الخطيرة المتراكمة داخل الجسم.
كما لفت إلى أن ارتفاع مستويات الكوليسترول قد يرتبط بأسباب مرضية مثل مقاومة الأنسولين والالتهاب المزمن وضعف وظيفة الغدة الدرقية، أو عوامل وراثية مرتبطة بالجينات، أي أنه ليس في الأحوال جميعها يكون ناتجًا عن النظام الغذائي غير الصحي. مما يستلزم ضرورة المتابعة الدورية مع الطبيب المختص كي يتمكن من الوقوف على العوامل المسببة؛ وبالتالي تحديد خطة العلاج المناسبة.
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية