حقائق جديدة عن فوائد فيتامين د وتوصيات طبية هامة

أصدر مجتمع الغدد الصماء Endocrine Society وهو رابطة تضم أطباء الغدد الصماء من أكثر من 100 دولة حول العالم مجموعة من التوصيات الجديدة بشأن استخدامات فيتامين د (فيامين دي D) وما إذا كان من الضروري أن يقوم الناس بعمل فحوصات دورية لقياس نسبته في أجسامهم أم لا.

نيو نيوز - صحتك

يعد فيتامين D من العناصر الغذائية الضرورية لصحة العظام والعضلات وتقوية المناعة، كما أنه يؤدي دورًا هامًا في تحسين الحالة المزاجية وتقليل الالتهاب. ويستمد الجسم حصته من فيتامين “د” من ضوء الشمس، ومن هنا جاءت التسمية “فيتامين أشعة الشمس”.

وقد يصعب الحصول على ما يكفي من فيتامين د من أشعة الشمس فقط. وذلك لأننا أجسامنا لا تتعرض لأشعة الشمس بصورة كافية يوميًا. كما أن الكثيرين يضعون مستحضرات الوقاية من الشمس، لذا فإن العديد من الأشعة فوق البنفسجية لا تصل إلى الجلد، على الرغم من وجود بعض الجدل حول هذا الموضوع.

وثمة عوامل أخرى تؤثر في كمية فيتامين د التي يمكن أن ينتجها الجسم يوميًا. مثلًا الضباب، ولون البشرة. هذا بالإضافة إلى الأشهر الباردة عندما نكون مغطيين بالملابس، ونقضي فترات أطول داخل منازلنا.

كما أن هذا الفيتامين الضروري لصحة الجسم يتوافر فقط في بعض الأطعمة القليلة مثل صفار البيض، والمشروم، وكبد الأبقار، والأسماك الدهنية كالسالمون والتونة. ولعل هذا ما يفسر أن نحو 1 من بين كل 4 مواطنين أمريكين يعانون نقص فيتامين D.

التوصيات تحسم الجدل الثائر حول الجرعة المثالية

اختلف الأطباء والباحثون كثيرًا فيما بينهم حول تحديد الحصة اليومية اللازمة لجسم الإنسان من فيتامين “د”. فمثًلا توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حاليًا بنسبة 20 ميكروجرامًا كجرعة يومية ضرورية لمعظم الأشخاص. لكن المعاهد الوطنية للصحة توصي بـ 15 ميكروغرام للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 1 إلى 70 عامًا، بما في ذلك في أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية، ولا تزيدها إلى 20 ميكروغرام حتى سن 71 عامًا.

قدمت جمعية الغدد الصماء بعض التوصيات الجديدة لحسم الجدل الثائر حول هذا الأمر بهدف تحديد من هم الأكثر استفادة من مكملات فيتامين “د”، وقد نُشِرت التوصيات مؤخرًا في مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي العلمية المحكمة.

توصيات مجتمع الغدد الصماء عن فيتامين د

أكدت التوصيات أنه في حال ما إذا كان الشخص لا يعاني أعراض نقص في مستويات فيتامين “د” فهو ليس بحاجة إلى إجراء فحوصات دورية لتحديد نسبة الانخفاض، وأبرز ما جاء في التوصيات ما يلي:

معظم الناس ليسوا بحاجة إلى مكملات غذائية

تقول التوصيات بأن معظم الناس البالغين الأصحاء الذين تبلغ أعمارهم 70 عامًا أو أقل ليسوا بحاجة إلى تناول مكملات فيتامين “د”، لذا فمن الأفضل الالتزام بتوصية معهد الطب بـ 15 ميكروغرام يوميًا. أما ممن تجاوز أعمارهم الـ 70 عاما فهم بحاجة إلى جرعة أكبر تصل إلى 20 ميكروغرام يومياً بهدف تقليل معدلات الوفاة.

يحتاج الأطفال والمراهقون إلى المزيد منه

يعتقد الخبراء أنه يجب أن يحصل الأطفال والمراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و18 عامًا على أكثر من الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين “د”. وتشير التوصيات إلى أن تناول 30 ميكروغرام يوميًا يهدف إلى منع الإصابة بالكساح والحد من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي في تلك الفئة العمرية.

تحتاج السيدات الحوامل إلى جرعة أكبر

تشير اللجنة إلى أنه، بناءً على الأدلة، فإن حوالي 63 ميكروغرام يوميًا من فيتامين “د” في أثناء الحمل قد يساعد على تقليل خطر الإصابة بتسمم الحمل، والوفيات داخل الرحم (ولادة طفل ميت)، والولادة المبكرة، وولادة الأطفال المبتسرين، وأيضًا وفيات الأطفال حديثي الولادة.

يحد من تطور مرض السكري

أشارت التوصيات إلى أن الأشخاص الذين يعانون مرض السكري في مراحله الأولى يجب عليهم الالتزام بتناول جرعات أكبر يوميًا من فيتامين د بمتوسط 25 ميكروغرام يوميًا، وذلك في ضوء الدراسات التي أثبتت قدرة هذا الفيتامين على الحد من تطور مرض السكري، ومنع بلوغه مراحل متقدمة.

هذا بالإضافة إلى ضرورة اتباع نظام غذائي مناسب يحتوي على الأطعمة المعززة بفيتامين د، وممارسة التمارين الرياضية، وخفض مستويات التوتر.

إرشادات عامة حول مكملات فيتامين د

وفقًا للتوصيات، فإن الفرد يمكن أن يحصل على جرعته اليومية من فيتامين “د” بالاعتماد على كل من الأطعمة المعززة والمكملات الغذائية، أو الاكتفاء بالثانية فقط. ولكن يؤكد الأطباء هنا بأن تناول جرعة صغيرة يوميًا هو أفضل كثيرًا من تناول جرعات كبيرة بشكل غير منتظم.

ربما يتساءل البعض الآن، كيف يمكن أن أقيس نسبة فيتامين د في طعامي؟ وهل الكمية التي يستمدها جسمي يوميًا من أشعة الشمس كافية؟ قد تبدو تلك التساؤلات مربكة إلى حد ما. لذا يوصي الأطباء باستشارة اختصاصي التغذية باستمرار وبخاصة إلى شعر الفرد بأعراض نقص فيتامين “د”. أو في حال كان من الفئات الأكثر احتياجًا لهذا الفيتامين الضروري كالحوامل والأطفال مثلًا.