وجدت دراسة طبية حديثة نُشرت في دورية The New England Journal of Medicine الطبية أنه يمكن الاعتماد على فحص الدم لتشخيص الإصابة بمرض سرطان القولون عوضا عن الطرق التقليدية التي يعزف عنها المرضى في كثير من الحالات مثل فحص المنظار وفحص البراز.
نيو نيوز - صحتك
تعتبر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم هي السبب الثاني الأكثر شيوعًا لازدياد أعداد الوفيات الناجمة عن السرطان في الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي لوحظ فيه انخفاض معدل الوفيات لدى كبار السن، فقد زاد لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا.
وأشارت الدراسة الطبية إلى أهمية إجراء فحص الدم للمرضى بشكل دوري، حيث إن سرطانات القولون والأورام الحميدة الكبيرة – وهي كتل من الخلايا الموجودة على بطانة القولون، والتي تتحول أحيانًا إلى سرطانات – تفرز أجزاء من الحمض النووي في الدم.
وأفادت الدراسة بأن الاختبار التشخيصي الذي قامت شركة Guardant Health الأمريكية بتطويره للكشف عن حالات الإصابة بسرطان القولون، والذي يحلل أجزاء الحمض النووي الموجودة بالدم والمعروفة بـ Shield كشف عن 87 في المائة من حالات السرطان التي كانت في مرحلة مبكرة وقابلة للشفاء. وكان معدل التصنيف الإيجابي الخاطئ 10 في المئة فقط.
ما دقة الكشف عن سرطان القولون من خلال إجراء فحص الدم؟
قال الدكتور ماي، الذي يعمل مستشارًا لشركة Exact Sciences الأمريكية المتخصصة في الكشف عن السرطان في مراحله المبكرة، والمصنعة لاختبار البراز Cologuard تعليقًا على إنتاج أول اختبار يعتمد على فحص الدم لتشخيص سرطان القولون: “سيكون هذا حدثًا عظيمًا“.
ولكن حذر الدكتور جون إم كاريثرز نائب رئيس جامعة كاليفورنيا للعلوم الصحية من الاختبار الجديد قائلًا:
في الوقت الذي يكتشف فيه السرطان، فإنه يفشل في اكتشاف معظم الأورام الحميدة الكبيرة، حيث يجد 13 في المائة منها فقط. وفي المقابل، يكشف اختبار البراز عن 43 في المئة، ويكشف تنظير القولون عن 94 في المئة.
وأضاف:
بالرغم من أن الأورام الحميدة عادة ما تكون غير ضارة، إلا أن القليل منها يمكن أن يتحول إلى كتل خبيثة، لذا يرغب الأطباء في العثور عليها جميعًا وإزالتها لمنع تكون السرطان.
اختبار فحص الدم هو الخيار الأمثل للشباب في العقد الثالث من العمر
وفقًا للدراسة، فإنه يتعين على الأطباء تقديم كافة المعلومات الخاصة باختبار فحص الدم للمريض بحيث يصبح على يقين تام أن هذا النوع من الفحص بإمكانه فعلًا تشخيص الإصابة بالسرطان، ولكنه لا يمنعه، كما لا يمكنه اكتشاف الكتل الحميدة المتراكمة على القولون مسبقًا قبل الإصابة.
ويأمل الباحثون بأن يصبح فحص الدم هو الوسيلة الأكثر انتشارًا بين جميع أنواع الاختبارات الأخرى نظرًا لسهولته، كي تشجع أكبر عدد من الأشخاص وبخاصة البالغين أصحاب الثلاثينات من العمر على إجراء الفحص المبكر.
وقال دكتور كاريثرز:
إذا كان اختبار الدم يعني أنه سيُفْحَص عدداً أكبر من الأشخاص، فإن النتيجة بالتأكيد ستكون عدداً أقل من الوفيات الناجمة عن سرطان القولون.
هل ستكون تكلفة اختبار فحص الدم في متناول الجميع؟
أفاد مات برنز المتحدث باسم شركة Guardant أن الشركة كانت قد تقدمت بطلب إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للحصول على الموافقة لتسويق الاختبار. حيث تقوم الشركة حاليًا ببيعه على أنه “اختبار معملي” لا يتطلب موافقة إدارة الغذاء والدواء، كما أنه مازال غير مدرج أيضًا تحت غطاء التأمين الصحي.
وأضاف برنز أنه بالنسبة لأولئك الذين يريدون شراءه على نفقتهم الشخصية، فسيكون السعر هو 895 دولارًا. مشيرًا إلى أن الشركة تتفاوض حاليًا مع Medicare وMedicaid وشركات التأمين الخاصة من أجل “وضع اللمسات النهائية على التسعير” إذا حُصِل على الموافقة رسميًا من إدارة الغذاء والدواء.
ويعتقد الأطباء المشرفون على إجراء الدراسة أن اختبار فحص الدم سيكون هو الأفضل بين جميع الاختبارات الأخرى؛ لأنه ينتقل من مرحلة الوقاية إلى الكشف المبكر.
المصدر: نيويورك تايمز
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية