طالما اعتبرت ألواح التقطيع من الضروريات التي لا غنى عنها في المطبخ على مر العصور. وبمرور الوقت أصبح الاعتماد على ألواح البلاستيك أكثر من استخدام الألواح الخشبية التقليدية. إلا أن ثمة تساؤلات مطروحة عما إذا كانت مادة البلاستيك التي تصنع منها ألواح التقطيع أحيانا آمنة على صحة الإنسان أم لا.
نيو نيوز - صحتك
أشارت دراسة علمية حديثة إلى أضرار محتملة لألواح التقطيع البلاستيكية. حيث يعتقد الباحثون أن حركة السكاكين في أثناء التقطيع تتسبب في انفصال قطع صغيرة جدا من البلاستيك تعرف باسم “الميكروبلاستيك” والتي تختلط بالطعام؛ مما يشكل خطورة على الصحة العامة.
ماذا يحدث لمادة البلاستيك في لوح التقطيع؟
تشير بعض الأبحاث إلى أن استخدام العبوات المصنوعة من البلاستيك مثل زجاجات المياه قد يعمل على امتصاص جزيئات الميكروبلاستيك الضارة داخل أنسجة جسم الإنسان.
ويرى بعض العلماء أن هذا الامتصاص قد يؤدي إلى الإصابة بالالتهابات المزمنة والإجهاد التأكسدي، مما قد يسبب العديد من المشكلات الصحية.
ولفت الباحثون إلى أن بعض أنواع الميكروبلاستيك بصورة عامة بما في ذلك الناتجة عن استخدام ألواح التقطيع البلاستيكية قد تكون كبيرة الحجم بدرجة تحول دون امتصاصها في الجسم، وبالتالي فقد تمر عبر الجهاز الهضمي دون ضرر.
وأضافوا بأن أصغر الجسيمات فقط – التي يقل حجمها عن 10 ميكرومترات فقط – هي التي يمكن للجسم البشري امتصاصها وهنا قد تتمكن تلك الجزيئات الضئيلة من اختراق خلايا الكبد أو إحداث تغييرات في خلايا القولون البشرية.
ووفقا لإحدى التجارب، فإن ضربة واحدة بالسكين على اللوح كافية لإطلاق ما بين 100 و300 جسيم بلاستيكي دقيق، وعادة ما يبقى نحو 50% من هذه الجسيمات على اللوح بعد الغسيل.
ولعل مصدر القلق هنا لا يقتصر على النسبة المتبقية على اللوح فحسب، بل ينبغي التفكير في النسبة الأخرى التي ذهبت مع الماء الجاري؛ مما يتسبب في تلوث مياه الصرف.
دراسة إماراتية تؤكد خطورة ألواح التقطيع البلاستيكية
وفي دراسة أخرى أجريت بدولة الإمارات العربية المتحدة، فحص باحثون مدى اختلاط جزيئات الميكروبلاستيك بالأسماك والدجاج غير المطهيين بعد تقطيعها على ألواح بلاستيكية في الجزارة، حيث لاحظوا وجود جسيمات بحجم 15.6 ميكرومتر، علما بأن تقطيع الجزارين القوي قد ينتج أحجاما مختلفة مقارنة بالتقطيع المنزلي.
وأكد الباحثون أن ألواح التقطيع البلاستيكية تصبح أكثر ضررا كلما مر عليها وقت أطول، أي أن كثرة الاستخدام قد تضاعف من مستوى الخطورة.
وخلصت الدراسة إلى أن غسل الطعام لمدة دقيقة واحدة بالماء الجاري بعد تقطيعه قد ساهم في التخلص من كميات صغيرة فقط من الميكروبلاستيك، بينما بقيت الغالبية العظمى ملتصقة بالطعام.
ولا يزال الجدل قائما حول ما إذا كانت ألواح التقطيع البلاستيكية آمنة أم لا، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن الجسيمات جميعها حتى الأكبر منها قد تتمكن من عبور حواجز الجسم.
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية



















