أعلنت منظمة الصحة العالمية WHO حالة الطوارئ تجاه تفشي مرض جدري القرود في أفريقيا، وهو أعلى مستوى من التحذيرات يمكن للمنظمة أن تطلقه عالميًا، مما يبرهن على خطورة الأمر وبخاصة بعد اتساع رقعة التفشي خارج حدود جمهورية الكونغو الديمقراطية… فما هي أسبابه وأعراضه وكيفية انتقاله؟ وهل يوجد لقاح مضاد لهذا المرض المعدي؟
نيو نيوز - صحتك
هذي هي المرة الثانية، وخلال عامين، التي ينتشر فيها مرض جدري القردة على نطاق واسع بما يكفي لدفع منظمة الصحة العالمية إلى إصدار إعلان التحذير.
وقد أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في اجتماع لجنة الطوارئ عن قلقه البالغ بعد التفشي السريع للسلالة الجديدة من جدري القردة في وسط وغرب أفريقيا، ورصد أول حالة مصابة في السويد.
ما هو مرض جدري القرود وما هي أسبابه؟
مرض جدري القردة mpox هو مرض معدٍ يسببه فيروس ينتمي إلى نفس عائلة الفيروس المسبب للجدري، أو فيما يعرف بالجدري الصغير Smallpox. وينتشر هذا الفيروس عادة بين الحيوانات مثل القوارض والقرود في وسط وغرب أفريقيا، ولكنه ينتقل أحيانًا إلى البشر من خلال الاتصال المباشر مع القرود المصابة وبين الأفراد من خلال اللمس أو الاتصال الجنسي.
وقد أفاد العلماء بأنه يوجد سلالتان من مرض جدري القردة، السلالة الأولى clade I والسلالة الثانية clade II وتعتبر السلالة الأولى هي الأشد فتكًا، كما يوجد نوع فرعي أيضًا من تلك السلالة القاتلة، يسمى clade Ib، وهو المسبب للمرض حاليًا، في حين أن تفشي مرض جدري القردة خلال الفترة بين عامي 2022 و2023 كان مدفوعًا بنوع فرعي من السلالة الثانية.
وأضافوا بأن أكثر من 99.9% من الأشخاص الذين أصيبوا بالسلالة الثانية قد تعافوا من المرض بالفعل، إلا أن تفشي الفيروس الأخير من السلالة الأولى قد أدى إلى وفاة ما يصل إلى 10 في المائة من الأشخاص المصابين.
لافتين إلى أن الأطفال والسيدات الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض الخطير.
وبحسب تقرير WHO، فإن العدوى قد انتقلت بالفعل من الكونغو الديمقراطية إلى 11 دولة أفريقية أخرى على الأقل، بما في ذلك أربع دول لم تبلغ من قبل عن وجود الفيروس وهي: كينيا ورواندا وبوروندي وأوغندا.
وقال غيبريسوس في مستهل اجتماع لجنة الطوارئ:
“قد يكون السبب الرئيسي وراء التفشي السريع للسلالة clade Ib في جمهورية الكونغو الديمقراطية (DRC) هو انتشار الشبكات الجنسية المنافية للآداب العامة، وهو أمر مقلق جدا وبخاصة بعد رصد حالات إصابة خارج حدود بؤرة التفشي الأولى”.
ما هي أعراض الإصابة وكيفية انتقاله؟
الطفح الجلدي
عادة ما تظهر أول أعراض فيروس جدري القردة على الوجه في صورة طفح الجلدي، والذي يأخذ شكل القرح المنتشرة على سطح الجسم، والتي تتطور إلى بثور قد تكون مثيرة للحكة أو مؤلمة. ومن الممكن أن يصاب الأشخاص أيضًا بجروح في أفواههم، أو على الأعضاء التناسلية أو الشرج.
ويستمر الطفح الجلدي والجروح عادة ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر وتضخم الغدد الليمفاوية.
وتبدأ الأعراض عادةً في الظهور في غضون أسبوع من الإصابة بالفيروس، ولكنها قد تبدأ في أي وقت من يوم إلى 21 يومًا بعد العدوى. ومع ذلك، قد تكون هناك بعض الحالات المصابة بالفيروس بالفعل دون ظهور أعراض.
طرق انتقال العدوى
تنتقل عدوى جدري القردة من خلال التواصل عن قرب مع الأشخاص المصابين بالمرض، وعادة ما يكون ذلك من خلال ملامسة الجلد للجلد. كما يمكن أن ينتشر الفيروس من خلال الرذاذ التنفسي ولمس الأغراض الملوثة الخاصة بالمريض مثل أغطية الأسرة أو المفروشات الأخرى وعبر العلاقة الجنسية مع شخص مصاب.
كما يمكن أن تنتقل العدوى أيضًا من خلال الاتصال بالحيوانات المصابة سواء من خلال لمسها أو الإصابة بلدغات وخدوش عند التعامل معها، أو ربما في حال اصطيادها بغرض الأكل.
اقرأ أيضا: قد تسبب العمى وتساقط الشعر: مخاطر إبر إنقاص الوزن مثل أوزمبك
علاج جدري القردة
لا يوجد علاج لمرض جدري القرود… ولكن
تبدأ خطة علاج مرض جدري القردة في المقام الأول من خلال السيطرة على الأعراض ومنع المضاعفات مثل العدوى الثانوية. كما تم استخدام بعض مضادات الفيروسات التي تم تطويرها في الأصل لعلاج الجديري في الماضي.
ومع ذلك، وجدت نتائج تجربة حديثة لعقار تيكوفيريمات المضاد للفيروسات، والذي تم استخدامه في تفشي الموجة السابقة من جدري القردة، أنه لم يكن فعالاً ضد فيروس المجموعة الأولى.
ويجب على الأشخاص المصابين بـ mpox عزل أنفسهم وارتداء قناع. كما يوصي الأطباء بتجنب خدش القروح، مما يسهم في التعجيل بالشفاء، ومنع خطر الإصابة بالعدوى الثانوية وانتشارها إلى أجزاء أخرى من الجسم.
هل يوجد لقاح؟
أكد العلماء أنه يوجد نوع معين من اللقاحات تم تطويره خصيصًا للوقاية من جدري القردة، حيث يوفر أفضل حماية بعد جرعتين. كما وجد الأطباء أن لقاحات الجديري تسهم في الوقاية من جدري القردة أيضًا، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كانت أي من هذه اللقاحات ستكون فعالة ضد متغير mpox الجديد.
ويُنصح الأشخاص بالحصول على التطعيم فقط إذا كانوا معرضين عن قرب لخطر للإصابة بالمرض، أما بالنسبة للأشخاص الذين لا يعيشون في المناطق المتضررة من تفشي المرض الحالي، فهم في مأمن منه، ومن ثم لا حاجة بهم للحصول على اللقاح.
ويذكر أن البلدان الأفريقية المتضررة من الفيروس لديها حاليًا إمدادات ضئيلة أو معدومة من اللقاح، على الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن المنطقة ما زالت بحاجة إلى 10 ملايين جرعة.
المصدر: نيو ساينتست
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية