بعد أن كان الهاتف في الصدارة.. أمست وسائل التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياتنا، حيث باتت قناة الاتصال الأولى مع الأقارب والأصدقاء، وبوابة لاستكشاف العالم من حولنا، ووسيلة للترفيه على مدار الوقت.. ولكن ما مدى تأثيرها على صحة الأطفال النفسية؟
نيو نيوز - صحتك
من منا لا يقوم باستخدام مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي من أجل الترفيه والتزود بأحدث المعلومات والاتصال بالأحباب من الأهل والأصدقاء وكذلك المقربين من زملاء العمل؟
وبالرغم من جميع تلك الحسنات على الصعيدين الثقافي والنفسي للفرد، إلا أنها قد تكون سببا من أسباب الإدمان في هذا العصر لما لها من تأثير سلبي كبير على صحة الكبار والصغار نتيجة للاستخدام المفرط والغير صحيح، وسنبحث في هذا المقال عن أثرها على صحة الأطفال النفسية.
أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأطفال
رغم العديد من السلبيات التي تحيط بوسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها قد تكون أداة مفيدة جدا إذا ما تم استخدامها بحرص واعتدال شديدين من قبل أفراد المجتمع عامة والأطفال خاصة.
إليك أبرز الآثار السلبية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على صحة الطفل النفسية:
أولا: الاكتئاب
أظهرت الدراسات المختصة في علم النفس بأن صغار السن الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لمدة تزيد عن الساعتين في اليوم هم الأكثر عرضة من الإصابة بأعراض الاكتئاب، حيث تعزز تلك الوسائل من الشعور بالعزلة والقلق وتدني الثقة بالنفس لدى الأطفال.
ثانيا: اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
في حال ازدياد الوقت المستغرق في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال لمدة تزيد عن الثلاث ساعات من الزمن، فأن ذلك من شأنه أن يشخص أولئك الأطفال ضمن المصابين باضطرابات نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، لأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤثر سلبا على جودة الانتباه والتركيز لدى الصغار.
ثالثا: اضطرابات في النوم
إن الطفل الذي يستخدم وسائل التواصل الرقمية قبل موعد نومه تزيد لديه فرص التعرض إلى اضطرابات في النوم، ويعزوا الخبراء الأمر إلى تأثير الضوء الصادر عن شاشات الأجهزة الإلكترونية على إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تهيئة الجسم إلى الاسترخاء والاستعداد للنوم.
رابعا: التنمر
أصبح التنمر الرقمي ظاهرة مقلقة ومن أبرز القضايا الخطيرة التي تهدد الصحة النفسية للملايين من الأطفال حول العالم الذين يقضون أوقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بلا رقابة أو ربما برقابة ضعيفة من قبل ذويهم، مما قد يعرضهم إلى خطر التنمر أو التحرش من قبل العديد من المسيئين والمتربصين.
كيف أتصرف حيال حماية طفلي من إدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟
إليك بعض النصائح فيما إن كنت قلقا من احتمالية إدمان طفلك على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو من التعرض إلى الإسائة:
حاور طفلك حول مخاطر الإدمان الرقمي
وضح لطفلك كيف أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي قد يؤثر سلبا على صحته وعلى جودة نومه وعلى علاقاته الاجتماعية مع الآخرين، وارفع من درجة وعيه حول خطورة التواصل مع الغرباء والإدلاء بأي معلومات عنه عبر الفضاء الرقمي.
ضع قيودا حول قنوات ومدة الاستخدام
من الضروري أن يضع الوالدان حدودا لمدة استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي من قبل أطفالهم، بالإضافة إلى مراقبة كافة البرامج والمواقع التي يستخدمونها والحسابات التي يتابعونها وحظر أي منها مما لا تناسب أعمارهم.
شجع طفلك على المشاركة في نشاطات اجتماعية وبدنية
إن انشغال الطفل في نشاطات بدنية وانخراطه مع أقرانه في المجتمع يثري من وقته ومعرفته ويصقل مهارات التواصل لديه. ومن الأمثلة على ذلك تسجيله في نادي رياضي أو ممارسته لهواية يحبها وما إلى ذلك من نشاطات تبعده عن الأجهزة الرقمية.
كن مثالا يحتذى به
إذا أردت أن يستخدم طفلك وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحي، فكن أول من يقم بذلك. لذا حد من وقت استخدامك للإنترنت وللأجهزة الرقمية وكن مثالا لطفلك.
اطلب المساعدة إن تفاقمت المشكلة
في حال بلوغ الأمر إلى فقدان السيطرة على استخدام طفلك لوسائل التواصل الاجتماعي، فاستعن بمشورة خبير العلاج السلوكي لأن باستطاعته مساعدة طفلك على ضبط سلوكه وتعليمه أساسيات تنظيم وقته وكيفية استثماره فيما يفيده.
نصائح إضافية
بالإضافة إلى ما ذكرناه مسبقا، إليك بعض النصائح التي نوصيك باتباعها من أجل الحفاظ على صحة طفلك النفسية:
- ساعدهم على بناء صورة إيجابية عن أنفسهم: كلما ارتفعت ثقة الطفل بنفسه، كلما كان أقل تأثرا بالرسائل السلبية التي قد يتلقاها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
- دربهم حول مهارات التعامل مع المشاعر السلبية: طور من مهارات فهم وتعامل طفلك مع مشاعره السلبية مثل مشاعر الحزن والغضب مما سيساعده في كيفية التحكم بها.
- حثهم على قضاء المزيد من الوقت مع الأقارب والأصدقاء على أرض الواقع: إن في قضاء وقت الأطفال مع أحبائهم في الواقع الحقيقي يعزز لديهم مشاعر الترابط والدعم، مما يسهم في تخفيف حاجتهم إلى قضاء أوقات طويلة على وسائل التواصل الافتراضية.
تعتبر وسائل التواصل الرقمية اليوم من أكثر وأسرع قنوات التواصل الافتراضي بين الناس، مما سهل من عملية الاتصال فيما بينهم، رغم بعد المسافات.
وبالرغم من تلك الفائدة العظيمة، إلا أنها باتت أيضا من أكبر التحديات نظرا لأثرها السلبي على أطفال هذا العصر.. لذا فإنه من المهم جدا أن ندرك مدى خطورة هذا الأمر وأن نتعلم مهارات تثقيف أنفسنا وأطفالنا حول مخاطر وضوابط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل الحفاظ على صحتهم النفسية.
شكرًا لقراءتك هذا الخبر على نيو نيوز صحتك.. وندعوك لمشاركته مع أصدقائك ومشاركتنا رأيك في التعليقات، والاشتراك مجانا في نشرة الأخبار أدناه لتكن أول من تصله آخر الأخبار!
المصدر: نيو نيوز - أبحاث ودراسات
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية
تعليقات 1