الذكاء الاصطناعي يواصل إبهارنا، ويوماً بعد يوم تزداد المجالات التي يتدخّل فيها الذكاء الصنعي حتى انتهى به المطاف إلى الصحة العقلية. ما الدراسات الجديدة في هذا المجال؟ وما إمكانيات برامج الذكاء الاصطناعي الجديدة وقدرتها على تشخيص الصحة العقلية للأشخاص؟ كل هذا وأكثر سنستعرضه ضمن هذا المقال.
برنامج الذكاء الاصطناعي الألماني لتقييم الصحة العقيلة
إن تطوّر الذكاء الصنعي بشكل مستمر قاد العلماء الألمان إلى ابتكار برنامج لتقييم الصحة العقلية والحالة النفسية للأشخاص، إذ يتم تحديد الاضطرابات النفسية عن طريق مراقبة ردّات الفعل التي تظهر على وجوه الأشخاص أثناء جلسات تقييم متتابعة، الأمر الذي يساهم في سد الكثير من الفجوات في مستقبل البشرية، أطلق الباحثون على هذه الطريقة اسم Opto Electronic Encephalography (OEG)، ومن ميزات هذه الطريقة أنه لا يوجد تواصل مباشر بين الطبيب والمريض بل يتم استنتاج الحالة العقلية عن طريق تحليل صورة الوجه بدلاً من المستشعرات الموضعية أو تقنيات التصوير الطبي القائمة على الأشعة.
كما يستطيع برنامج الذكاء الاصطناعي الجديد التمييز بين الأشخاص السليمين أو المتأثرين بأحد الاختلالات والاضطرابات، إضافة إلى قدرة البرنامج على التمييز بشكل دقيق بين حالات الاصابة بالاكتئاب والفصام، وتحديد درجة تأثّر المريض بالمرض.
يقول الأطباء إن الأشخاص المصابين باضطرابات عاطفية يميلون رفع الحواجب، وتسديد النظرات الحادة، إضافة إلى تورم الوجوه والشفاه، ولضمان خصوصية المريض، ولتقييم كفاءة هذا البرنامج يتم مزج هويات عدة أشخاص في خلال فترة الاختبارات حيث تم جمع البيانات من 100 مريض من الجنسين بمستشفى الجامعة في آخن، إلى جانب مجموعة مراقبة قياسية من 50 شخصاً من الأصحاء. وكان من بين المرضى 35 مصاباً بالفصام و65 مصاباً بالاكتئاب.
وتم نشر هذه الدراسة تحت عنوان “وجه الاضطرابات العاطفية”، وشارك في التجارب ثمانية باحثين من مجموعة واسعة من المؤسسات من قطاع البحوث الطبية الخاصة والعامة، تقدم الطريقة الجديدة أسلوب سهل الاتباع لتقييم مدى تقدم المريض خلال العلاج، وفي بيئته المحلية أيضاً لمراقبة التغيرات الحادثة لهم.
كيفية إجراء اختبار الصحة العقلية من خلال الذكاء الاصطناعي
يقسّم عمل برنامج الذكاء الاصطناعي للصحة العقلية على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى
يتم القيام بجلسة أولية للشخص (المريض أو العينة القياسية) وهي عبارة على جلسة لتقدير حالة المريض مع أحد الأطباء.
المرحلة الثانية
عُرضت على المرضى (ونظرائهم في المجموعة القياسية) مقاطع فيديو لسلسلة من تعابير الوجه، وطُلب منهم تقليد كل منها، مع ذكر تقديرهم الخاص لحالتهم العقلية في ذلك الوقت، بما في ذلك الحالة العاطفية وشدتها. استمرت هذه الجلسة حوالي عشر دقائق.
المرحلة الثالثة
عُرض على المشاركين 96 مقطع فيديو لممثلين، استمر كل منها ما يزيد عن عشر ثوانٍ، وكانوا على ما يبدو يروون تجارب عاطفية مكثفة. ثم طُلب من المشاركين تقييم الانفعال والشدة التي تم تمثيلها في مقاطع الفيديو، بالإضافة إلى مشاعرهم المقابلة. استمرت هذه المرحلة حوالي 15 دقيقة.
فيما بعد قام العلماء بتزويد برنامج الذكاء الاصطناعي بالبيانات والمعلومات الناتجة عن الاختبارات والمراحل وقام الذكاء الاصطناعي بمناظرة النتائج الجديدة للمرضى محل الاختبار.
استنتج العلماء الذين عملوا على تطوير الذكاء الاصطناعي أن تقنية OEG قد لا تكون مجرد مساعد ثانوي للتشخيص والعلاج، بل من الممكن أن تصبح بديلاً محتملاً لبعض الأجزاء التقييمية لمسار العلاج النفسي، والذي يمكن أن يقلل من الوقت اللازم للمريض للتعافي.
تصريحات لأحد المشاركين في تطبيق Lissun حول الصحة العقلية
صرّح كريشنا فير سينغ، المؤسس المشارك لتطبيق Lissun، وهو تطبيق للصحة العقلية: “إن قضية الصحة العقلية أكثر أهمية مما يتخيله البعض وقد اتضحت أهمية الأمر خلال فترة تفشي وباء كورونا ما مهد الطريق للتوسع في مجال الرعاية الصحية الرقمية لمحاولة سد الفجوة في هذا المجال، إذ تجعل التكنولوجيا العلاج وأدوات الصحة النفسية الأخرى متاحة في أي وقت وفي أي مكان” بحسب ما نشر موقع “نيو انديانا إكسبرس”.
وختاما، نأمل أن يقودنا الذكاء الاصطناعي إلى المزيد من الابتكارات والاكتشافات لعله يساعد على تحسين الصحة النفسية والجسدية للبشر.
شكرًا لقراءتكم هذا الخبر على نيو نيوز تكنولوجيا… وندعوكم لمشاركته مع أصدقائكم ومشاركتنا آرائكم في التعليقات!
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية