أعلنت شركة الأمن السيبراني الأمريكية كراود سترايك عن توقف خدماتها الخاصة بأنظمة الحوسبة في جميع أنحاء العالم، مما تسبب في تعطل أنظمة تشغيل مايكروسوفت ويندوز في العديد من أجهزة المستخدمين الذين أبلغوا عن انقطاع الخدمة وظهور ما يعرف بـ “شاشة الموت الزرقاء” على أجهزتهم، فضلًا عن تعطل الكثير من المجالات الحيوية في دول عدة مثل الرحلات الجوية والأنظمة الطبية، وأسواق الأوراق المالية العالمية.
تسبب الخلل التقني العالمي في انخفاض أسهم كراود ستاريك ومايكروسوفت في التداولات الأوروبية، والشركة الرائدة تنفي تعرض خدماتها للهجمات السيبرانية، مؤكدة على أن العطل المعلوماتي العالمي ناجم عن “تحديث فيه خلل” تم إجراؤه لأحد برامج الشركة المعلوماتية.
نيو نيوز - تكنولوجيا
قالت كراود سترايك إن الانقطاع بدأ في ساعات متأخرة من ليل الخميس الموافق 18 يوليو، نافية كافة المزاعم والادعاءات حول تعرض خدمات كراودستاريك للهجمات الإلكترونية.
وصرح رئيس مجموعة كراود سترايك الأمريكية للأمن السيبراني، جورج كورتز، عبر منصتي إكس ولينكدإن:
تم التعرف على المشكلة التي أدت إلى تعطل معلومات العديد من الشركات، ويتم حاليًا العمل على إصلاحها. وأكد أن الحادثة ليست ناتجة عن هجوم أمني أو سيبراني، مشيرًا إلى أن الخلل قد أصاب أنظمة ويندوز فقط، بينما لم تتأثر أنظمة ماك ولينكس.
ما هو سبب الخلل التقني العالمي؟
بحسب ما نقلته وسائل إعلام عالمية، فإن الخلل ناجم في الأساس عن تحديث أجرته شركة كراودستاريك في إحدى منتجاتها المسؤول عن حماية الأنظمة من الهجمات الإلكترونية، وهو برنامج EDR مما أدى إلى ظهور شاشة الموت الزرقاء على أجهزة المستخدمين.
برنامج اكتشاف نقطة النهاية والاستجابة (EDR) يعمل في الخلفية على أجهزة العملاء، ويُستَخدَم من قبل شركات الأمن السيبراني لمراقبة الهجمات المحتملة على شبكاتهم. يساعد هذا البرنامج في الكشف المبكر عن التهديدات الخفية والاحتيالات والهجمات الأخرى التي تواجه المؤسسات.
الخلل التقني يضرب حركة الطيران في عدد من دول العالم
أدى الخلل التقني في أنظمة مايكروسوفت ويندوز وظهور شاشة الموت الزرقاء إلى تعطل الرحلات الجوية في عدد من الدول حول العالم. وكان مطار “سيدني” في أستراليا أول المتأثرين، حيث تعطلت الرحلات الجوية فيه، وسادت حالة من عدم اليقين والفوضى بين المسافرين.
وفي غضون ساعات انتقل الخلل التقني إلى الولايات المتحدة، حيث توقفت الرحلات الجوية، وعلقت العديد من شركات الطيران في البلاد مثل يونايتد ودلتا وأمريكان إيرلاينز العمل إلى حين عودة الأمور إلى طبيعتها.
أما في ألمانيا، فقد نشر مطار برلين على منصة إكس، بأنه “يعاني تأخيرات في تسجيل الوصول بسبب خطأ فني”. وبعدها استؤنفت حركة الطيران جزئياً في مطار براندنبورغ الألماني وسط معاناة نسبية للركاب من الانتظار لساعات أطول.
وفي إسبانيا، أعلنت الشركة المشغلة للمطار الإسباني عن أن جميع العمليات التشغيلية تتم بصورة يدوية مؤقتًا، مؤكدة أنه جاري العمل على حل المشكلة في أسرع وقت ممكن.
وفي المملكة المتحدة، تسبب العطل التقني في مطار إدنبره إلى إصابة شاشات المغادرة بالخلل، حيث عرضت معلومات خاطئة عن مواعيد الإقلاع وبوابات الوصول، مما أثر بدوره على حركة الركاب داخل صالات السفر.
كما أعلنت شركة الخطوط التركية إلغاء 84 رحلة بعد العطل المعلوماتي الذي أصاب قطاعات في تركيا، مشيرة إلى استئناف العمل مباشرة فور إصلاح العطل.
وفي هولندا، أبلغ مطار شيفول في أمستردام، عن تأخير ناجم عن “انقطاع تكنولوجيا المعلومات”، ولم يشر إلى عدد الرحلات الجوية التي من المقرر إلغاؤها.
وأكدت وسائل إعلام دولية في الوقت ذاته أن مطارات بكين لم تتأثر بالانقطاع العالمي في الخدمات التكنولوجية.
هل تأثرت حركة الطيران في الدول العربية؟
بالنسبة للإمارات العربية المتحدة، قال متحدث باسم مطارات دبي، إن مطار دبي الدولي يعمل بشكل طبيعي، رغم تعطل النظام العالمي، مشيرًا إلى أنه تم تحويل العمليات التشغيلية إلى نظام بديل، مما سمح باستئناف عمليات تسجيل الوصول.
وفي مصر، أعلنت الحكومة المصرية أن جميع الرحلات المغادرة تسير بشكل طبيعي وفقًا لجداول التشغيل المقررة لها.
كما لم تتأثر المطارات والرحلات الجوية في دول عدة مثل الأردن، ولبنان، والعراق. حيث أعلنت جميعها عن استقرار حركة الطيران حتى اللحظة، مؤكدة على أن الجهات المختصة تقوم بعمليات متابعة وتدقيق في المطارات للتأكد من سلامتها.
اقرأ أيضا: اختراق حسابات وتسريب نحو 10 مليار كلمة مرور في عملية قرصنة كبرى
قطاعات أخرى تأثرت بالخلل التقني
لم يقتصر التأثير العالمي للعطل التقني على حركة الطيران وحسب، بل تأثرت الخدمات الإعلامية والمصرفية والطبية في دول عدة. فقد تعطلت بعض المحطات الإعلامية، مثل قناة سكاي نيوز في المملكة المتحدة، ولكن عادت إلى البث بعد ذلك بوقت قصير.
وأصيب القطاع الصحي في بريطانيا بشلل تام، حيث أفادت صحيفة The Guardian بأن نحو ما يعادل 60% من إجمالي العيادات في إنجلترا تأثرت بشكل مباشر، إذ تستخدم هذه العيادات نظامًا يسمى EMIS لإدارة سجلات المرضى والمواعيد، والذي توقف عن العمل بصفة مؤقتة.
كما تعطلت أنظمة الدفع في المتاجر الأسترالية بما في ذلك متاجر Woolworths، إضافة إلى تأثر مؤسسات مالية مثل بنك أستراليا الوطني.
وأيضًا تأثرت خدمات المترو في واشنطن، حيث أخبرت الجهات المختصة الركاب بأن يتوقعوا حدوث تأخيرات بسبب مشاكل تكنولوجية.
وتم نشر إعلان من قبل شركة السكك الحديدية البريطانية على وسائل التواصل الاجتماعي، يُشير إلى وجود صعوبات تقنية واسعة النطاق تؤثر في كافة شبكتها.
وحسبما أفادت وكالة الأنباء البريطانية (بي. أيه. ميديا)، فقد انضمت بورصة لندن إلى البنوك وشركات الطيران التي أعلنت عن خلل تقني، حيث توقفت الخدمة الإخبارية التنظيمية بها عن العمل صباح اليوم.
ذكرت وكالة رويترز أن عدة أسواق أوراق مالية رئيسية لتداول النفط والغاز في لندن وسنغافورة واجهت مشاكل في إتمام الصفقات، بسبب انقطاع الإنترنت اليوم الجمعة.
وتراجعت الأسهم الأوروبية بسبب انخفاض أسهم الشركات الأساسية والتكنولوجيا العالمية، بسبب إعلان عدد من الشركات في قطاعات مختلفة مثل الطيران والمصارف والاتصالات في أنحاء العالم كافة عن تأثر عملياتها بانقطاعات الخدمة في الأنظمة.
من هي شركة Crowdstrike؟
صحيح أن الكثيرين ربما لم يسمعوا من قبل عن اسم الشركة الرائدة في مجال الأمن السيبراني، ولكن الأزمة الأخيرة جعلت منها حديث الساعة.
تعد شركة كراودستاريك التابعة لمجموعة CrowdStrike Holdings الأمريكية من أكبر الشركات العالمية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني التي شاركت في التحقيقات في العديد من الهجمات الإلكترونية البارزة حول العالم.
تأسست كراودستاريك في عام 2011 في مدينة أوستن بولاية تكساس الأمريكية، وكانت مؤسسوها كل من جورج كورتز وديمتري ألبيروفيتش وجريج مارستون.
ومن أبرز التحقيقات التي شاركت فيها كراودستاريك، اختراق شركة Sony Pictures في عام 2014، حيث كشفت الشركة عن أدلة تورط حكومة كوريا الشمالية، وأظهرت كيفية تنفيذ الهجوم.
وشاركت كراودستاريك في تحقيقات الهجمات الإلكترونية التي وقعت بين 2015 و 2016 على اللجنة الوطنية الديمقراطية (DNC)، وقد تم تسريب بريدها الإلكتروني في عام 2016، والذي ضم معلومات تتعلق باللجنة الوطنية الديمقراطية.
الجدير بالذكر أن اتساع قاعدة عملاء كراود ستاريك التي تقدر بـ 24 ألف عميل قد يزيد حجم تعقيد المشكلة، وذلك نظرًا لأن الشركة أعلنت أنه من المحتمل أن يتم تطبيق الإصلاح بشكل منفصل على كل جهاز متأثر، مما يزيد العبء على أقسام تكنولوجيا المعلومات في جميع المؤسسات المتأثرة بالعطل التقني الفادح.
المصدر: وكالات
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية