مع تسارع وتيرة الثورة التكنولوجية التي يقودها الذكاء الاصطناعي، لم يعد المسافرون بحاجة إلى قضاء ساعات طويلة في مقارنة أسعار تذاكر الطيران والفنادق. فقد ساهمت فرص التعاون المتزايدة بين شركات التكنولوجيا ومنصات السفر في ابتكار أجيال جديدة من أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة وحدها على تنفيذ كافة الإجراءات الخاصة بالسفر من ترتيبات الحجز وحتى اختيار خطط الأسعار المناسبة.
نيونيوز- تكنولوجيا
بالرغم من اعتماد ملايين المسافرين حول العالم على أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث عن خيارات السفر الملائمة لهم ومقارنة العروض المتاحة، إلا أن ظهور ما يعرف بوكيل الذكاء الاصطناعي أو Agentic AI يعتبر طفرة كبرى في مجال صناعة السياحة والسفر بوجه عام.
ويقول الخبراء أن ذلك النوع من الذكاء الاصطناعي الناشئ سيكون قادرًا على إتمام عمليات الحجوزات ودفع المبالغ المطلوبة بصورة كاملة مع تدخلات بشرية محدودة النطاق.
وكيلك الذكي دليلك في جميع رحلاتك
وبحسب تقرير صدر في شهر سبتمبر 2025 عن شركة ماكينزي ومجلة Skift المتخصصة في قطاع السفر، فمن المتوقع أن تشهد أدوات الـ Agentic AI نموًا سريعًا خلال السنوات المقبلة، وبخاصة أن نحو 80% من مسؤولي السفر التنفيذيين يخططون لتوفير أدوات الذكاء الاصطناعي الوكيل والاعتماد عليها بصورة تامة خلال السنوات الخمسة القادمة.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” فقد أصبح بإمكان المسافرين الذين يستخدمون أدوات Agentic AI تحديد كافة المعايير الخاصة برحلاتهم من توقيت السفر والميزانية المناسبة، ثم إدخال بيانات بطاقاتهم البنكية إلى الروبوت الآلي الذي يتولى بدوره مهمة اقتراح الخيارات ووجهات السفر الملائمة لهم وإتمام عملية الحجز نيابة عنهم بشكل كامل.
ويعمد حاليا بعض عمالقة التكنولوجيا مثل إكسبيديا وغوغل وغيرهم إلى تجربة هذه الأدوات الذكية الجديدة، مع خطط واضحة لطرحها في الأسواق قريبا.
هل يمتد تأثير الوكيل إلى صناعات أخرى؟
لا تقتصر إمكانات هذا النوع من الذكاء الاصطناعي على صناعة السفر والسياحة حصرا. فهو يمثل الجيل التالي من أدوات الذكاء الاصطناعي، القادرة على التفكير واتخاذ القرارات وتنفيذ المهام بصورة ذكية نيابة عن البشر مع تدخل محدود منهم، وذلك في مجالات عدة مثل تنظيم جداول الأعمال، وإدارة الموارد والمشتريات في الشركات، وأيضا حجز المواعيد الطبية.
ويتوقع الخبراء أن يتحول الـ Agentic AI إلى أداة يومية أساسية في العديد من المجالات الأخرى أيضاً كالخدمات المصرفية والرعاية الصحية وتجارة التجزئة.
وبفضل خوارزميات التعلم الآلي، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي الوكيل في مجال صناعة السفر والسياحة تجمع ما بين قدرات تحليل كميات هائلة من المعلومات المتوفرة عبر الإنترنت، والتعلم المستمر، وبالتالي اتخاذ القرارات الملائمة والوصول إلى الخيارات الأفضل للمسافر بصورة آنية في أسرع وقت ممكن.
هل يمكننا الثقة في أدوات الذكاء الاصطناعي؟
لا تزال قضية خصوصية المستخدمين هي العقبة الأكبر أمام تزايد الاعتماد على الجيل الجديد من أدوات الذكاء الاصطناعي.
فقد أشار تقرير “حالة السفر 2025” الصادر عن شركة Skift إلى أن أكثر من 90 في المائة يثقون بالمعلومات التي يحصلون عليها من أدوات الذكاء الاصطناعي، إلا أن نحو 2 بالمائة فقط مستعدون لمنح هذه الأدوات الحق الكامل في اتخاذ القرارات النهائية المتعلقة بالحجوزات وإتمام كافة إجراءات السفر.
بينما ذكر تقرير آخر نشره Booking.com في يوليو الماضي أن أكثر من نصف المستطلعين قد أعربوا عن قلقهم إزاء الآلية التي تستخدم بها منصات وشركات السفر بياناتهم الشخصية، هذا في الوقت الذي أكد فيه نحو 12 في المائة فقط ثقتهم في أدوات الذكاء الاصطناعي وقدرتها على القيام بكافة الإجراءات المتعلقة بحجز رحلاتهم.
ويعتقد الخبراء أنه يتعين على المطورين ابتكار أساليب حديثة وطرق آمنة تشجع المسافرين على تقديم بيانات بطاقاتهم الائتمانية للذكاء الاصطناعي، وبخاصة في ظل احتمالية ارتكاب الروبوتات الذكية لبعض الأخطاء التوليدية التي قد تؤدي إلى نوع من الاستجابات المضللة.
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية





















