تشهد الوجهات السياحية العالمية الشهيرة طفرة في أعداد السياح الوافدين سنويًا على نحو أصبح يفوق إمكانياتها بصورة مقلقة، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتلوث المدن وتشويه المواقع التاريخية وإثارة غضب السكان المحليين، مما دفع الخبراء إلى القول بأن السياحة المفرطة لم تعد فرصة كما في السابق، فهي الآن أصبحت تشكل تهديدًا واضحًا.
نيو نيوز - حول العالم
وفقًا لتقرير ناشيونال جيوغرافيك، فإن حوالي 80% من المسافرين يزورون 10% فقط من الوجهات في العالم، مما يبرهن على مخاطر السياحة العالمية في الوجهات التي تشهد إقبالًا متزايدًا من الزوار كل عام.
علق أستاذ الضيافة في جامعة نيويورك، كريستوفر جافني، قائلا:
“لقد تعلمنا أن نطلق العنان لخيالنا حول السفر، ولكن ما يحدث الآن جعل من السياحة مصدرًا للخطورة في بعض المجتمعات”
التقدم التكنولوجي أدى إلى طفرة في السياحة العالمية
يعتقد جافني أن التقدم التكنولوجي الهائل ومشاركة الاتجاهات الرائجة عالميًا بين الناس قد أدى إلى حدوث طفرة في السياحة العالمية.
وبالرغم من تراجع قطاع السياحة خلال ذروة الأزمة الوبائية العالمية، تتوقع منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة أن يصل عدد السياح العالميين إلى 1.8 مليار بحلول عام 2030 – ارتفاعًا من 1.5 مليار في عام 2019 وذلك نظرًا لأن فكرة الحصول على تذكرة طيران أصبحت أكثر سهولة بصرف النظر عن ارتفاع الأسعار.
ويشير جافني إلى أن أحد أسباب حدوث الطفرة العالمية في السياحة هو صعود الطبقة المتوسطة الناشئة في بعض المجتمعات مثل الصين والهند.
لافتًا إلى أن الحصول على معلومات عن الوجهات السياحية أصبح أمرًا في غاية البساطة في الوقت الراهن، مما دفع الكثيرون نحو بناء طلعاتهم حول المدن السياحية المختلفة.
يقول تيم ويليامسون، المدير الإداري لشركة Responsible Travel، وهي شركة بريطانية تروج للسياحة المستدامة:
“من المفارقات أن السياحة المفرطة يمكن أن تؤدي إلى تآكل عناصر الجذب الثقافي في الوجهات التي يستهدفها السياح في المقام الأول”
موضحًا بأن عدد كبير من المزارات التاريخية والثقافية في مدن عالمية قد تحولت بمرور الوقت إلى أسواق تجارية مزدحمة تعج بمحلات بيع الهدايا التذكارية.
اقرأ أيضا: قطاع السياحة والسفر عالميا يحقق أرقاما قياسية خلال عام 2024
السياحة المفرطة تسبب أزمات عالمية
شهدت إسبانيا رقما قياسيا بلغ 85 مليون زائر في عام 2023، وكانت برشلونة واحدة من أكثر المدن تأثرا، وفقا لتقارير سي إن بي سي، حيث تضاعف عدد الفنادق في المدينة أربع مرات في الفترة من 1990 إلى 2023.
وقد تصاعدت حدة التوترات في برشلونة، حيث خرج المتظاهرون من السكان المحليين الذين يشعرون بالضيق من تكدس أعداد الزائرين إلى الشوارع حاملين لافتات تطلب من السياح العودة إلى ديارهم.
وبناء عليه سعت الجهات الرسمية في بعض المدن السياحية إلى التوصل إلى حلول للحد من السياحة – أو على الأقل اتخاذ إجراءات لتحصيل المزيد من العائدات.
فمثلًا قامت برشلونة بزيادة ضريبة السياحة، وأعلن عمدة المدينة عن خطة لحظر جميع الإيجارات قصيرة الأجل من طراز Airbnb بحلول عام 2028.
كما نظمت أمستردام حملة بعنوان “ابق بعيدًا” تستهدف السياح، والتي تتضمن لوائح جديدة بشأن تحويل المنازل إلى إيجارات قصيرة الأجل والحد من حركة السفن السياحية.
وتطالب المدينة أيضًا من سائحيها حسن التصرف وزيارة معالمها الثقافية بدلاً من مجرد إقامة الحفلات، حسبما أفاد موقع Skift المتخصص في أخبار السياحة والسفر.
كما عمدت مملكة بوتان إلى الحد من حركة السياحة واستهداف المسافرين الأثرياء فقط، وذلك من خلال فرض رسوم يومية باهظة على الزوار وتحفيز الناس على البقاء لمدة أسبوع أو أكثر.
وينصح جافني المسافرين بالابتعاد عن الوجهات السياحية المزدحمة أو محاولة زيارتها في أوقات مختلفة من العام بعيدًا عن مواسم الازدحام.
وأضاف بأن محاولة البحث عن أماكن أخرى جديدة تسهم في إثراء التجارب الشخصية للمسافرين، مشيرًا إلى ضرورة احترام السكان المحللين في المدن السياحية بوجه عام وعدم ارتكاب الأفعال التي تسبب لهم الإزعاج.
المصدر: أكسيوس
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية