كشفت دراسة حديثة أن التغير المناخي الاستثنائي في شبه الجزيرة العربية مؤخرًا والذي تسبب في حدوث فيضانات وسقوط أمطار رعدية غزيرة، ترجع في الأساس إلى ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري.
ووجد الباحثون القائمون على مبادرة World Weather Attribution أن هطول الأمطار الغزيرة في السنوات التي تشهد ظاهرة النينيو المناخية أصبح أكثر غزارة بنسبة 10% إلى 40% في شبه الجزيرة العربية، وأشاروا إلى أن التغيرات المناخية هي السبب المحتمل، ولكن لا يمكن تحديده بشكل مؤكد.
نيو نيوز - حول العالم
الأمطار الرعدية الأكثر غزارة منذ 75 عامًا
شهدت الإمارات على مدار أقل من 24 ساعة ما بين يومي 14 و15 أبريل 2024 أشد هطول للأمطار غزارة منذ 75 عامًا. وقالت الدراسة إن الدولة شهدت تدفقات من السيول بما يعادل أكثر من عام ونصف من الأمطار في تلك الفترة، حيث بلغت كمية الأمطار نحو 254.8 ملي متر.
وفي سلطنة عمان، أودت الفيضانات بحياة ما لا يقل عن 19 شخصا، من بينهم 10 أطفال جرفت حافلتهم المدرسية بسبب الفيضانات. وتسببت الفيضانات العارمة في إغراق عدة مناطق يمكن رؤيتها في صور الأقمار الصناعية من الفضاء.
الآثار السلبية لظاهرة التغير المناخي
تسببت كثافة الأمطار إلى حدوث فيضانات أدت إلى اضطرابات مؤقتة في سير الحياة والأعمال، حيث ألغيت الرحلات الجوية، وقضى الكثير من المارة في الشوارع ساعات من الحصار؛ بسبب المياه الغزيرة التي غمرتها وتسببت في غرق العديد من السيارات، وانسداد الطرق، وتسرب المياه إلى بعض المنازل في المناطق المنخفضة المنسوب.
كما تسبب تسرب المياه عبر أسقف بعض المراكز التجارية إلى تعطل المصاعد؛ مما اضطر الجميع إلى استخدام السلالم كي يتمكنوا من الوصول إلى وجهتهم.
هذا وفي وقت قياسي تمكنت فرق الطوارئ والإنقاذ في دولة الإمارات من احتواء الموقف، فضلا عن وجود بنية تحتية جيدة، ما أسهم في عودة الحياة إلى طبيعتها خلال بضعة أيام.
الاحتباس الحراري يحطم كافة الثوابت المناخية
قالت سونيا سينيفيراتني، الأستاذة في معهد علوم الغلاف الجوي والمناخ في ولاية كاليفورنيا:
“إن الفيضانات أظهرت أن المناطق الجافة يمكن أن تتعرض أيضا إلى الأمطار الغزيرة، مما يغير كافة الثوابت المتعارف عليها عن الأقاليم المناخية”.
وأضافت سينيفيراتني:
“إن ارتفاع درجات حرارة المحيطات بمعدلات قياسية يؤدي دورًا في زيادة قوة الأعاصير المسببة للفيضانات، وهو تهديد يتزايد مع زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري؛ بسبب ارتفاع معدلات حرق الوقود الأحفوري”.
كما أكد فريدريك أوتو، المحاضر الأول في علوم المناخ بمعهد جرانثام في لندن:
“إن ظاهرة النينيو – وهي تذبذب طبيعي في درجات حرارة المحيطات يؤثر في الطقس العالمي – كانت أيضًا من العوامل المسببة للحالة المناخية مؤخرا. مما يستوجب التدخل – على حد قوله – من أجل إبطاء معدلات التغيرات المناخية من خلال وقف حرق الوقود الأحفوري حول العالم، ووقف إزالة الغابات”.
مشيرًا أوتو إلى أن عمليات إزالة الغابات مسؤولة عن 12% على الأقل من التلوث الكربوني العالمي.
جهود عالمية تهدف إلى حل أزمة المناخ
هناك جهود ومساع عالمية تهدف الوصول إلى اتفاق عالمي بشأن ضبط مشروعات الوقود الأحفوري، وقالت وكالة الطاقة الدولية إنه يجب على العالم الحذر من مشاريع الوقود الأحفوري الجديدة إذا أراد الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف عالمي قائم الذي أجمعت عليه بلدان العالم في اتفاقية باريس لعام 2015.
ويعتقد العلماء أنه إذا استمر العالم في حرق الوقود الأحفوري، فإن العديد من مناطق العالم سوف تشهد موجات من الأمطار الغزيرة.
المصدر: سي أن أن
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية