هل تصورت وجود رحلات سياحية ترفعك في السماء بكبسولة تحملها البالونات لمسافة تقارب 100 ألف قدم لتبتعد تمامًا عن حيز كوكب الأرض؟ صحيح أن تجربة السفر بالطائرة تسمح لك بالتحليق في الهواء، ولكن قد تبدو تجربة اجتياز طبقة ستراتوسفير من الغلاف الجوي مختلفة كليًا.
نيو نيوز - حول العالم
لم يعد يتطلب الأمر أن تصبح رائد فضاء كي تتمكن من السفر عبر الأكوان، حيث عمدت بعض الشركات الناشئة مثل SpaceX وBlue Origin وVirgin Galactic على مدار السنوات القليلة الماضية إلى ترسيخ فكرة السياحة الفضائية التجارية، وذلك من خلال تصميم كبسولات مضغوطة وبالونات فضائية ضخمة مملوءة بالغاز لاصطحاب السياح في رحلات جديدة بعيدًا عن كوكب الأرض.
شركات ناشئة توفر رحلات سياحية لعيش تجربة رؤية كوكب الأرض بصورة مبتكرة
يعتقد الباحثون أن تجربة السياحة الفضائية التجارية تعتبر فرصة رائعة للأشخاص المتطلعين نحو رؤية كوكب الأرض من منظور جديد، حيث سيتمكنون من الإلمام بتفاصيله وهم يحلقون على ارتفاعات شاهقة، فربما ستكون المرة الأولى بالنسبة لهم أن يتأملوا كوكبهم الذين يعيشون عليه لسنوات، ولكن وهم على بعد أميال منه.
في حديثه لمنصة CNBC قال ريان هارتمان، المدير التنفيذي لشركة World View:
إن الكبسولة الجديدة مصممة لنقل ثمانية أشخاص، بالإضافة إلى طاقم العمل المكون من فردين إلى طبقة الستراتوسفير.
مشيرًا إلى أن الكبسولة تتكون في الأساس من ساحة لتجمع الركاب بالداخل، بالإضافة إلى دورة مياه بالخارج.
وأضاف بأن رحلة المنطاد أو البالون الفضائي سوف تستغرق حوالي 6 ساعات، ولكنها ليست بالضرورة أن تنقل الركاب إلى الفضاء، حيث سيصل معظمها إلى ارتفاعات تتراوح بين 15 إلى 19 ميلًا فوق سطح الأرض داخل طبقة ستراتوسفير من الغلاف الجوي، وهو ما يتوافق مع القوانين الأمريكية التي تسمح بنقل السياح إلى مسافة 80 كيلومتراً على الأكثر من سطح الأرض.
أما جين بوينتر، المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك لشركة Space Perspective، فلها وجهة نظر مختلفة، حيث تعتقد أنه لا يوجد تعريف عالمي موحد لمفهوم “الفضاء”. تقول جين:
إن السفر خارج نطاق كوكب الأرض بوجه عام يمكن أن نطلق عليه مسمى رحلة فضائية، حتى وإن وصل ارتفاع الكبسولة إلى 98 ألف قدم خارج سطح الأرض، ففي الأحوال جميعها سيجتاز الركاب مسافة لا بأس لها داخل طبقات الغلاف الجوي.
اقرأ أيضا: للأثرياء فقط... 6 وجهات سياحية عالمية مميزة وباهظة التكلفة
رحلات المنطاد الفضائي لا تتطلب شروطا خاصة
ومقارنة بالرحلات الفضائية الصاروخية، توفر تجربة المنطاد الفضائي الإحساس الجسدي إحساساً طبيعياً يشبه إلى حد كبير وجودهم على متن طائرة، بمعنى أن الركاب لن يشعروا بانعدام الوزن.
قال فنسنت فاريت داستييس، المؤسس ورئيس الطيارين في شركة Zephalto:
لا يحتاج المسافر إلى أية متطلبات جسدية خاصة من أجل الصعود إلى المنطاد، فإذا كان بإمكانه ركوب طائرة عادية، فيمكنه أيضًا بالطبع ركوب المنطاد.
وقد عبرت الشركات الثلاث لشبكة CNBC عن سعادتها بنجاح التجربة التي لاقت حضورًا كبيرًا بين المهتمين بالسياحة الفضائية.
وتشير التقارير إلى أن شركة World Views تمكنت من حجز 1250 تذكرة حتى الآن، بينما باعت Space Perspective 1800 تذكرة.
ولم تخبر زيفالتو CNBC بعدد التذاكر التي باعتها، لكنها قالت إن رحلاتها الأولية محجوزة بالكامل.
ومع بدء التشغيل الفعلي للرحلات الفضائية التجارية، فسوف تتراوح أسعار التذاكر من 50 ألف دولار أمريكي للمقعد الواحد مع World View إلى نحو 184 ألف دولار أمريكي مع Zephalto، و125,000 دولار للمقعد الواحد مع Space Perspective.
وقد قامت شركة Zephalto فقط حتى الآن بإجراء اختبارات الطاقم حتى الآن، ولكن ليس على الارتفاع المستهدف للشركة وهو حوالي 15 ميلاً فوق سطح الأرض.
يذكر أنه في عام 2020 أجرت شركة فيرجين غالاكتيك أول رحلة تجريبية لطائرتها السياحية “يونيتي” التي تعمل بالطاقة الصاروخية، لتكون بمثابة أول رحلة سياحية مأهولة تتجه نحو الفضاء، حيث أقلعت الرحلة من الميناء التجاري للفضاء والمصمم لهذا الغرض في نيو مكسيكو بالولايات المتحدة، إيذانًا ببدء عهد الرحلات السياحية الفضائية في 2021.
المصدر: سي أن بي سي
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية
تعليقات 1