شهد عام 2023 نموا اقتصاديا كبيرا بفضل نشاط قطاع السياحة والسفر، مما مهد الطريق لأن يشهد العالم عامًا قياسيًا في 2024، بحسب تنبؤات المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) فإن العام الحالي 2024 سيكون عامًا قياسيًا بالنسبة لقطاع السياحة والسفر، حيث من المتوقع أن يصل حجم المساهمة الاقتصادية للقطاع بالنسبة لإجمالي حجم الاقتصادي العالمي إلى أعلى مستوى له إطلاقا بواقع 11.1 تريليون دولار.
نيو نيوز - حول العالم
كشفت تقرير أبحاث التأثير الاقتصادي لعام 2024 (EIR) الصادرة عن هيئة السياحة العالمية أن قطاع السفر والسياحة عالميًا يشهد حاليًا نقلة نوعية، حيث بلغت الزيادة التي حققها القطاع هذا العام نحو 770 مليار دولار أمريكي وذلك مقارنة بالرقم القياسي السابق، مما يؤكد سلطته كقوة اقتصادية عالمية.
الازدهار في قطاع السياحة والسفر يسهم في زيادة حجم التوظيف
ووفقًا لتقرير EIR الصادر بالشراكة مع Oxford Economic، فإن الازدهار الذي حققه القطاع العالمي مؤخرًا يتجاوز حالة الانتعاش التي شهدها خلال فترة ما بعد الوباء، حيث يتوقع WTTC أن تتفوق 142 دولة من أصل 185 من الدول التي شملها التقرير على الأرقام القياسية الماضية التي حققتها على النطاق المحلي.
كما يؤكد تقرير EIR على أن النقلة النوعية التي يحققها قطاع السياحة حاليًا سوف تسهم في رفع معدلات التوظيف، حيث من المتوقع أن يدعم ما يقرب من 348 مليون وظيفة على مستوى العالم. ويمثل هذا زيادة بأكثر من 13.6 مليون وظيفة مقارنة بالحد الأقصى في عام 2019.
وقد عزز القطاع قوته العاملة خلال العام السابق 2023 بمقدار 27.4 مليون وظيفة إضافية، مما رفع المجموع إلى ما يقرب من 330 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم.
طفرة في حجم إنفاق قطاعي السياحة الدولية والمحلية
ويتوقع المحللون أن يقترب إنفاق الزوار الدوليين من الذروة التي شهدها العالم في عام 2019، ليصل إلى 1.89 تريليون دولار، في حين من المتوقع أن يرتفع معدل إنفاق السائحين المحليين أكثر من أي عام سابق رُصِد ليصل إلى 5.4 تريليون دولار.
هذا بالمقارنة بالعام السابق 2023، حيث ارتفع الإنفاق الدولي بنسبة 33.1% ليصل إلى 1.63 تريليون دولار، مما جعل هذا القطاع الدولي الهام ينبض بالحياة مجددًا في العديد من البلدان حول العالم، وبخاصة مع زيادة الإنفاق المحلي بأكثر من 18% ليصل إلى ما يقرب من 5 تريليون دولار.
الأزمات الجيوسياسية لم تقف عائقًا أمام الطفرات الاقتصادية
وبالرغم من حالة عدم اليقين الاقتصادي والأزمات الجيوسياسية، فإن قطاع السفر والسياحة قد حقق ازدهارًا واضحًا، وذلك من خلال ضخ ما يقارب 10 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي، مما جعله يصل إلى ذروة ما قبل الوباء، مما استعرض مرونته، وأثبت دوره الحاسم في الاقتصاد العالمي.
تمثل البصمة المالية لقطاع السياحة والسفر نحو 9.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بزيادة تقدر بـ 9.9 تريليون دولار في عام 2023، وهي الأكبر منذ 2019 الذي اعتبر بمثابة العام الذهبي للسفر، متخلفة عن ذروته بنسبة 4% فقط.
ويعتقد الخبراء الاقتصاديون أن الازدهار الذي شهده قطاع السياحة خلال العام السابق 2023 قد مهد الطريق طفرة غير مسبوقة خلال العام الجاري 2024.
تراجع حجم الإنفاق السياحي في الولايات المتحدة والصين
يزدهر قطاع السياحة والسفر عالميًا، رغم تراجع الولايات المتحدة والصين في إنفاق السياح الدوليين بوتيرة أبطأ مقارنة بالدول الأخرى.
خلال السنة الماضية، استمرت إنفاق السياح الدوليين في الولايات المتحدة على مستوى منخفض بنسبة كبيرة مقارنة بالعام 2019، بينما استمر إنفاق السياح في الصين بصورة منخفضة بنسبة تقرب من 60%.
وفي حديث لها قالت جوليا سيمبسون، الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس العالمي للسياحة إنه بالرغم من الأزمات السياسية والجيوسياسية، إلا أن قطاع السفر والسياحة ما زال يمثل قوة عالمية بارزة، حيث إنه يوفر دفعة اقتصادية كبرى لجميع دول العالم ويدعم الملايين من الوظائف.
مشددة على أنه بالرغم من استقرار قطاع السياحة والسفر نسبيًا على مستوى العالم، إلا أن العالم ما زال بحاجة إلى دعم الحكومتين الأمريكية والصينية لهذا القطاع الحيوي الهام.
نظرة مستقبلية لقطاع السياحة والسفر في 2034
ويتوقع WTTC مستقبلًا واعدًا لقطاع السياحة والسفر خلال العقد القادم، وبحلول عام 2034، سيزيد حجم إسهام هذا القطاع الاقتصاد العالمي على نحو ملحوظ فيما يقارب 16 تريليون دولار، مما يشكل 11.4% من المشهد الاقتصادي العالمي بأكمله.
ويتوقع أن تكون هذه صناعة السياحة مصدرا قويا يسهم في توفر وظائف جديدة، حيث تتاح فرص عمل لنحو 449 مليون إنسان من حول العالم. وسيساهم حوالي 12.2% من العمال في دعم هذا القطاع الحيوي، مما يعزز الدور المهم للسفر والسياحة في التوظيف على النطاق العالمي.
المصدر: دبليو تي تي سي
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية
تعليقات 1