هل فات الأوان للسيطرة على تفشي مرض جدري القردة؟

صرح الدكتور (أنتوني فوسي) كبير المستشارين الطبيين لرئيس الولايات المتحدة حول تفشي فيروس مرض جدري القردة، قائلًا: “يجب علينا أن نأخذ الأمر على محمل الجد. فنحن لا نعلم مدى تفاقم الوضع حتى الآن، ولكن يجب أن نتصرف واضعين في الحسبان أسوء ما يمكن أن يحدث، فقد يتفشى الوباء بشكل أوسع مما هو عليه الآن”.

أرقام الإصابات المعلنة أقل بكثير من الأرقام الحقيقية!

بينما حذر الدكتور (سكوت جوتليب) مفوض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية السابق من فوات الأوان للسيطرة على الفيروس واحتوائه. فقد صرح قائلًأ: “أظن أن باب السيطرة على هذا الوباء قد أُغلق بالفعل. وإذا لم يُغلق بعد، فهو بكل تأكيد على وشك الانغلاق”.

هذا وقد أفادت تقارير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض أن جدري القردة قد تفشى بالفعل في معظم أنحاء الولايات المتحدة، باستثناء عدد قليل من الولايات. وتشمل الولايات الأكثر تضررًا: نيويورك وكاليفورنيا وإلينوي وفلوريدا.

وتخبرنا أحدث التقارير أن عدد الحالات المحتملة والمؤكدة قد وصل إلى 1814 حالة على الأقل في الولايات المتحدة، اعتبارًا من يوم الجمعة، ما يجعل مجموع الحالات المؤكدة 12556 حالة في 68 دولة.

وقد علق الدكتور (فوسي) على هذه الأرقام، قائلًا: “لا شك أن هذه الأرقام أقل بكثير من الأرقام الحقيقية. ففي كل مرة يظهر وباء مثل ذلك، لا نعلم العدد الحقيقي للحالات، فقد لا تكون تلك الأرقام إلا غيض من فيض. لذا، يجب علينا أن ننشر وحدات الكشف عن المرض بشكل أوسع”. وقد أيد الدكتور (جوتيليب) الحاجة لانتشار وحدات الكشف يوم الأحد.

فيروس جدري القردة والشذوذ الجنسي

“إن تلك الأرقام مجرد جزءًا صغيرًا من الحالات الفعلية في غالب الأمر. وهذا لأننا لم نكن على دراية كاملة بأعراض المرض لوقت طويل. وقد كنا نبحث في مجتمعات بعينها، مثل المجتمعات التي يمارس فيها الرجال الشذوذ مع الرجال وفي عيادات الأمراض المنقولة جنسيًا. فكنا نبحث هناك ونجد حالات بالفعل، ولكن الحقيقية هي أن هناك حالات عديدة أخرى خارج هذه المناطق. ونحن لا نعلم عنها شيئًا لأننا لا نبحث هناك”.

هذا وقد أكدت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها – يوم الجمعة – وجود ثماني حالات إصابة بجدري القردة بين الإناث حديثي الولادة. ولكن لم يتم الإبلاغ عن أي حالات لدى الأطفال أو المراهقين حتى الآن.

وقد أضاف الدكتور جوتليب، قائلًا:

“لا شك أن المرض قد انتشر على نطاق أوسع في المجتمع، فلن أتفاجئ إذا ازداد عدد الحالات إلى الآلاف الآن. فقد أصبح هذا المرض جزءً لا يتجزأ من المجتمع. ورغم أنه من الصعب أن ينتشر بالدرجة المرعبة التي قد يتخيلها البعض، فمن المرجح أن يستمر في التواجد لفترة طويلة. فسيصبح جزءًا من الحياة، وربما ينتشر كمرض ينتقل جنسيًا، وربما ينتشر بطرق أخرى”.

ومن ثم بدأ الدكتور جوتليب في مقارنة الوضع ببداية جائحة كوفيد – 19، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ترتكب العديد من الأخطاء نفسها، من حيث عدم توفر عدد مناسب من مراكز الاختبار وعدم توزيع لقاحات كافية.

وأضاف قائلًا: “كان بإمكاننا السيطرة على هذا الوضع بشكل أفضل إذا كنا حازمين من البداية”.

والآن، تعمل المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها مع خمسة مختبرات لتوسيع مراكز الاختبار، وقد صرحت وزارة الصحة – يوم الجمعة – أن سعة مراكز الاختبار قد ازدادت من 6000 إلى 7000 اختبار في الأسبوع.

ولكن جوتليب أنتقد استجابة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض أيضًأ، موضحًا أن البيت الأبيض قد تدخل للسيطرة على الموقف، ومشيرًا إلى أن هذا الوضع لا يجب أن يكون هو التصرف الرئيسي الذي يحدث في كل مرة يتفشى فيها مرض جديد. فقد حدث الأمر نفسه في التعامل مع جائحة كوفيد – 19. ومن ثم أضاف أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إصلاح جذري في كيفية الاستجابة لهذه الأزمات والتعامل معها.

أعراض الفيروس تشمل البثور والحمى

ومن الجدير بالذكر أن مرض جدري القردة من فصيلة فيروس الجدري وجدري البقر. فيسبب آفات تشبه البثور، ويأتي بأعراض تشبه الأنفلونزا، مثل الحمى.

وتتركز الآفات عادة على الذراعين والساقين، ولكن في أحدث تفشي للمرض، تظهر بشكل متكرر بالقرب من الأعضاء التناسلية وحول فتحة الشرج، مما أثار بعض المخاوف من أن آفات جدري القردة قد يتم الخلط بينها وبين الأمراض المنقولة جنسيًا.

وينتشر الفيروس من خلال الاتصال الوثيق – بما في ذلك الاتصال الجسدي المباشر مع الآفات وكذلك إفرازات الجهاز التنفسي المشتركة التي تحدث نتيجة التلامس وجهًا لوجه. وقد يؤدي لمس الأسطح الملوثة بآفات جدري القردة إلى خطر انتشار الفيروس.

وعلى الرغم من أن جدري القردة ليس من الأمراض المنقولة جنسيًا، إلا أنه ينتشر في الغالب بين الرجال الشاذين جنسيا.

هذا وقد صرح الدكتور فوسي – يوم السبت – إنه يتوقع توزيع ما يصل إلى 700000 ألف لقاح بحلول نهاية يوليو. موضحًا أنه من حق جميع الأشخاص المعرضين للخطر أن يحصلوا على اللقاح، وليس فقط الحالات المشتبه بها.

وقد ضاعفت الولايات المتحدة جرعات لقاح جدري القرود ثلاثة أضعاف منذ الأسبوع الماضي، وفقًا لوزارة الصحة الأمريكية. ولكن الكمية لا زالت أقل من المطلوب للسيطرة على انتشار هذا الوباء المستجد.

شكرًا لقراءتكم هذا الخبر على نيو نيوز بزنس… وندعوكم لمشاركته مع أصدقائكم ومشاركتنا آرائكم في التعليقات!