إذا لم يخبرك أحد، وإذا لم تلاحظ بنفسك بعد، فإن الجو قد أصبح حارًا للغاية! ليس حارًا فحسب، بل أن الموجة الحرارية التي تضرب أوروبا حاليًا قد حطمت جميع الأرقام القياسية. وهو ما يعكس توقعات العلماء عن الآثار المدمرة بسبب تغير المناخ، رغم أنها توقعات لما بعد 30 عامًا من الآن.
الموجة الحرارية التي تضرب أوروبا حاليًا قد حطمت جميع الأرقام القياسية بسبب تغير المناخ واندلاع حرائق غابات كبيرة
تمر إنجلترا الآن بفترة صعبة، حيث تصل درجة الحرارة هناك إلى 40 درجة مئوية، وهو ما يُعد الرقم القياسي الحالي لارتفاع درجات الحرارة في البلاد. هذا وقد شهدت مناطق في فرنسا درجة حرارة تصل إلى 43 درجة مئوية يوم الاثنين، بينما تعاني إسبانيا من حرائق غابات مستعرة. وقد اضطرت حكومة المملكة المتحدة – لأول مرة في تاريخها – أن تصدر تحذيرًا رسميًا بالخطر الذي تشكله درجة الحرارة على حياة المواطنين، مناشدةً الجميع بالبقاء في المنزل.
وقد تظن أن الناس ستصبح أكثر وعيًا بالآثار الحقيقية لتغير المناخ بعد كل ما يحدث الآن، وخاصة أن هذه الموجة الحرارية قد ضربت إنجلترا خارج الإطار الزمني لدورة النّينو، والتي عادة ما تشهد أعلى درجات الحرارة في العام. ولكن لم يكترث معظم الناس بهذه الموجة، مستشهدين بأن المملكة المتحدة قد مرت بفترة مشابهة في عام 1976. لذا، نطرح السؤال الآتي: هل يمكننا مقارنة الموجة الحرارية لعام 1976 بما يحدث الآن بإنجلترا، أم أن الجميع مازال في حالة إنكار تام لأثار تغير المناخ؟
مقارنة حول تغير المناخ بين عام 1976 وعام 2022
في عام 1976، شهدت المملكة المتحدة أعلى درجات الحرارة منذ بدء السجلات. فقد عانت المملكة من الجفاف الشديد عندما ضربتها موجة حرارية شديدة استمرت لستة عشر أيام على التوالي، ولم تنخفض بها درجة الحرارة عن 30 درجة مئوية. وكان فصل الصيف عامها أحد أشد فصول الصيف حرارة وجفاف في القرن العشرين بأكمله. كما تسببت تلك الموجة في زيادة نسبة الوفيات بأكثر من 20%.
وفي ذروتها، ارتفعت درجة الحرارة إلى 35.9 درجة مئوية. ورغم ارتفاع درجات الحرارة على مر السنين، كان هذا حدثًا نادرًا ولم يتكرر مرة أخرى لسنوات عديدة.
والآن، دعونا نقارن تلك الموجة بما يحدث حاليًا. فمن المتوقع أن تصل درجة الحرارة في إنجلترا إلى ذروتها عند 41 درجة مئوية، ولكنها قد ارتفعت بالفعل إلى 40 درجة مئوية، محطمة الرقم القياسي السابق لعام 1976. ومع ذلك، قد تحطم هذا الرقم بالفعل منذ ثلاث سنوات في عام 2019، عندما وصلت درجة الحرارة في كامبريدج إلى 38.7 درجة مئوية. وقد أصبح من الواضح أن معدل تلك الأرقام القياسية مرعبًا، ناهينا عن ذكر استمرارية فصول الصيف الحارة والجافة.
فعلى مدي السنوات الثلاثين الماضية، ارتفع متوسط درجات الحرارة بشكل لا يمكن إنكاره، وفقًا لتقرير المناخ لمكتب الأرصاد الجوية عام 2022. وفي خلال تلك الفترة، مرت إنجلترا بتسعة من أصل عشرة من أكثر الأيام سخونة على الإطلاق.
هذا وقد علقت البروفيسورة (هانا كلوك)، عالمة المناخ في جامعة (ريدينغ) على هذا الأمر في بيان لها إلى (بي بي سي)، قائلةً:
“لا شك أن ما حدث عام 1976 كان موجة حرارية شديدة، وقد مررنا بموجات أخرى منذ ذلك الوقت، ولكن المشكلة هي أن تلك الموجات قد أصبحت أشد وأكثر من ذي قبل بسبب تغير المناخ”.
ولكن هذا ليس كل شيء. فليست المملكة المتحدة وحدها من تعاني من ارتفاع درجات الحرارة منذ عام 1976، بل العالم أجمع. وإذا قمنا بمراجعة خريطة ناسة للتقلبات المناخية، سنجد أن موجة عام 1976 كانت أقل انتشارًا وأقل كثافة بكثير من تلك التي تحدث هذا العام.
وقد شهدت المملكة المتحدة والعديد من الدول الأخرى – في العامين الماضيين – موجات حرارية عديدة لا تقارن بموجة عام 1976. فقد ارتفع متوسط درجة الحرارة بشكل ملحوظ، واصبحت حالات تقلب المناخ كثيرة ومتكررة، والجميع يؤكد أن هذه العوامل مرتبطة بشكل مباشر مع تغير المناخ.
فقد حان الوقت للانتباه!
بوكينج
شكرًا لقراءتك هذا الخبر على نيو نيوز حول العالم.. وندعوك لمشاركته مع أصدقائك وسماع رأيك في التعليقات أدناه. اشترك مجانا في نشرة آخر الأخبار وكن أول من تصله آخر الأخبار العربية والعالمية!
المصدر: نيو نيوز
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية