يتوقع أن تحل تطبيقات الذكاء الاصطناعي محل البشر في العديد من الوظائف في قطاعات مثل الإعلام، والصحة والنقل وخطوط الإنتاج وغيرها… ليجد كل من أصحاب الياقات البيضاء والزرقاء أنفسهم تحت مظلة البطالة!
نيو نيوز - بزنس
كشف تقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” توقعات الخبراء بخصوص المهن التي من المحتمل تعرضها للاختفاء خلال العشر سنوات المقبلة, بسبب التحديات التي تواجهها العديد من مجالات الأعمال في ظل الطفرة الهائلة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يهدد مستقبل العاملين بتلك الوظائف، ويجعلهم عرضة للتسريح من قبل أصحاب العمل.
ووفقا لتصريح جانان دومان، مستشارة الإدارة الإستراتيجية في الصحيفة:
“لقد أصبحت الأتمتة جزءًا لا ينفصل عن كيان معظم مجالات العمل خلال السنوات الأخيرة، مما يفرض ضرورة البحث عن آليات للتكيف وإعادة هيكلة العديد من الوظائف تماشيًا مع الواقع الرقمي الراهن”.
تضمن التقرير 10 وظائف من المتوقع اختفاءها في المستقبل بسبب التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي:
أولا: قطاع الصناعة
في ظل الاتجاه نحو بناء منظومات صناعية ذكية، تسعى معظم الشركات الكبرى إلى تسريح الأيدي العاملة في خطوط الإنتاج، وذلك بهدف دعم الآلة وتقليل الأخطاء البشرية, مما يسهم في رفع كفاءة وجودة المنتجات، وينطبق ذلك بصفة خاصة على مجال صناعة السيارات.
وقد أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة كبرى في مجال الإنتاج والتصنيع بوجه عام من حيث الاعتماد على أتمتة الأنظمة الذكية في تقليل استهلاك الطاقة، ومراقبة الجودة المعززة، والتنبؤ بالأعطال المحتملة في الآلات، وإدارة سلاسل الإمداد، وغيرها من المراحل المختلفة داخل خطوط الإنتاج.
ثانيا: أنظمة مراقبة الجودة
تعتقد دومان أن مجال مراقبة الجودة يأتي في المرتبة الثانية من حيث القطاعات الأكثر تأثرًا بالذكاء الاصطناعي، حيث أثبتت التجارب الفعلية قدرة الأنظمة الذكية على كشف عيوب المنتجات بدقة تصل إلى 30% أكبر من قدرات التفتيش البشري، هذا بالإضافة إلى سرعة إتمام المهام, مما يعني إنتاجية أكبر في وقت أقل، ويعكس تحولًا جذريًا في مجال مراقبة الجودة.
ثالثا: التدقيق اللغوي والمونتاج
يأتي مجال التدقيق اللغوي ومونتاج الفيديو في المرتبة الثالثة، وقد يبدو هذا أمرًا طبيعيًا بالنظر إلى أن صناعة الإعلام والترفيه تعتبر من أكثر المجالات المتوقع تأثرها بالذكاء الاصطناعي في ظل تنامي التطبيقات الذكية المستخدمة في إنتاج المحتوى.
وبالنسبة للتدقيق اللغوي، فقد ظهرت برامج متقدمة تعمل على مراجعة النصوص وتدقيق الأخطاء بصورة أكبر كفاءة من الممارسات البشرية مثل التدقيق التلقائي المستند على تقنيات التعلم الآلي لتحليل النصوص واكتشاف الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية وتقديم اقتراحات من أجل تحسين نمط الكتابة.
ومع استمرار التقدم الهائل في أدوات التحرير المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تقوم بأتمتة المهام المتكررة والمعقدة في عملية المونتاج، من المتوقع أن يتأثر العاملون في مجال مونتاج الفيديو الإعلامي والترفيهي. ويتوقع الخبراء أن يسهم هذا التقدم في دفع أصحاب تلك المهنة إلى محاولة استغلال الأنظمة الذكية في التركيز بصورة أفضل على الجوانب الإبداعية في مهنتهم.
وتعمل التطبيقات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي على تحرير الفيديو بطريقة تلقائية، حيث تقوم أولاً بتحليل محتوى الفيديو ثم مطابقة اللقطات وضبط مستويات الصوت وإضافة المؤثرات وغيرها من المهام التي تستغرق في العادة وقتًا طويلًا من العاملين في مجال المونتاج.
رابعا: النقل وسيارات الأجرة
من المتوقع أن يشهد مجال سيارات الأجرة تأثرًا كبيرًا مدفوعًا بالثورة الهائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك في ظل تطور المركبات ذاتية القيادة والانتشار الواسع للتطبيقات الذكية مثل تطبيق “أوبر” الذي يوفر خيارات تنقل مريحة مقابل تكلفة ملائمة. مما يؤدي في نهاية الأمر إلى تقليل الطلب على السائقين البشريين وخدمات سيارات الأجرة التقليدية.
خامسا: العمل القانوني
تعتقد الباحثة أن بعض الوظائف في مجال العمل القانوني سوف تشهد تراجعًا ملحوظًا تحت مظلة الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها مهنة مساعدي المحامين. فقد أصبحت أدوات البحث القانونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي وبرمجيات أتمتة الوثائق قادرة على أداء العديد من المهام بصورة أكثر دقة وكفاءة من المساعدين البشريين. مما قد يؤدي بدوره إلى تقليص الأدوار التقليدية التي يقوم بها بعض العاملين في المجال القانوني.
اقرأ أيضا: سيسكو تسرح 5,500 موظف وتستبدلهم بتطبيقات الذكاء الاصطناعي
سادسا: الرعاية الصحية
هل تتصور أن يكون طبيبك الخاص هو مجرد روبوت آلي يقوم بفحصك وتشخيصك واقتراح العلاج المناسب؟ قد يبدو أمرًا غريبًا، ولكن هذا ما تتوقعه دومان التي أشارت إلى تأثر بعض المهن في مجال الرعاية الصحية مثل أخصائيي الأشعة، حيث أثبتت الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تفوقًا متزايدًا في مجال التصوير الطبي من حيث تحسين دقة تحليل الصور الطبية مثل الأشعة السينية والرنين المغناطيسي.
كما أشارت بعض الدراسات إلى استخدامات خوارزميات الذكاء الاصطناعي في إدارة المستشفيات وتحليل البيانات الصحية وتفعيل الاستشعارات الذكية التي تتنبأ بحالة المرضى، فضًلا عن قدرة تلك الخوارزميات على تشخيص الأمراض مثل بعض أنواع السرطان واعتلال الشبكية والسكري بدقة وفعالية.
سابعا: البرمجة وتطوير وتصميم المواقع الإلكترونية
تعتبر مهنة مطور المواقع الإلكترونية (الويب) من أكثر المهن الإبداعية التي تتطلب العديد من المهارات من أجل إنتاج موقع إلكتروني جذاب يقدم تجربة مستخدم شيقة للزائرين. ولكن ليس من الآن فصاعدا، فقد أصبحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي قادرة على إنشاء القوالب وتوليد النصوص البرمجية (الأكواد) وتصميم المواقع تلقائيًا.
وبالطبع، فإن التقنيات الحديثة ستسمح لغير المتخصصين بإنشاء مواقع احترافية ربما تتفوق في مضمونها على المواقع المصممة على أيدي المبرمجين ومطوري الويب، مما يفرض تحديات هائلة على أصحاب تلك المهنة.
إلا أن ثمة بعض الآراء التي تؤكد بأن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مجال تطوير المواقع لن يكون كافيًا وبخاصة في بعض المجالات التي تتطلب المزيد من الإبداع وحل المشكلات والمعرفة التخصصية.
ثامنا: موظفو المحاسبة (الكاشير)
في ظل التنامي الملحوظ في تقنيات الدفع التلقائي والمدفوعات عبر الهاتف المحمول، تتوقع دومان أن يقل الاعتماد على موظفي المحاسبة (الكاشير) البشريين في المتاجر خلال السنوات القادمة.
تاسعا: القطاع المصرفي
ساهمت التطبيقات الذكية مثل تطبيقات المصارف عبر الهاتف المحمول والخدمات المصرفية عبر الإنترنت في تقديم حلول إبداعية للمستخدمين تساعدهم على إتمام معظم المهام دون الحاجة إلى الاعتماد على نوافذ المصارف التقليدية، مما يقلل بمرور الوقت من الاعتماد على الموظفين المصرفيين التقليدين.
وقدم الذكاء الاصطناعي العديد من الحلول الذكية في العمليات المصرفية مثل التنبؤ بالمخاطر المحتملة وإدارتها والكشف عن الأنشطة الاحتيالية إلى جانب إدارة المحافظ الاستثمارية وتحليل بيانات العملاء من أجل تقديم عروض مخصصة تناسب كل منهم.
عاشرا: السياحة والسفر
يأتي مجال السياح والسفر في المرتبة الأخيرة من حيث المهن المتوقع اندثارها خلال العشر سنوات المقبلة. حيث أحدثت منصات وتطبيقات السياحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي طفرة كبرى في ذلك المجال الحيوي الهام. ويتوقع الخبراء أن يتأثر قطاع السفر بصورة جزئية في ظل التطور الهائل للتقنيات الذكية، مما يفرض حتمية مواكبة التطورات على العاملين في مجال السياحة كي يتمكنوا من الحفاظ على وظائفهم.
وفي ختام مقالها، أكدت دومان على ضرورة تطوير الخصائص والمهارات البشرية كي لا تنهزم القوة العاملة البشرية أمام طوفان قدرات الذكاء الاصطناعي غير المحدودة.
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية
تعليقات 1