لقد أحدث التحول الرقمي الهائل الذي يعيشه العالم مؤخرًا ثورة كبرى في كيفية قيام الأفراد بعمليات التسوق وحجز تذاكر السفر وغيرها من الأمور الحياتية اليومية، ومع ذلك فما زالت عملية شراء العقارات صامدة إلى حد كبير أمام ذلك الطوفان من التغييرات الكبرى. التكنولوجيا الهائلة تضع وظيفة الوسيط العقاري على قائمة الوظائف المهددة بالانقراض… فهل تصبح عملية شراء العقارات وحجز الرحلات في المستقبل مؤتمتة بالكامل؟
نيو نيوز - بزنس
ساعدت التسوية الفلكية في الولايات المتحدة الأمريكية بين الوكالة الوطنية للوسطاء العقاريين وبائعي المنازل في فتح الباب أمام التكنولوجيا الجديدة لإعادة هيكلة دور الوكلاء العقاريين، كما حدث بالفعل مع الأشخاص الذين يعملون في وظائف أخرى، من عالم التمويل إلى السفر.
هناك بعض المواقع الشهيرة التي تقدم خدمات الوساطة العقارية للعملاء، مثل Redfin وZillow وهما منصتان للتواصل بين الوسطاء والمشترين عبر الإنترنت، إلا أنه من الملاحظ أن دور الوكيل العقاري ما زال قائمًا عند إتمام عمليات بيع وشراء المنازل.
تسوية تغير مصير عملية شراء المنزل للأبد
في خطوة شاملة من المتوقع أن تقلل إلى حد بعيد من تكلفة شراء وبيع المنزل، أعلنت الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين في الولايات المتحدة NAR عن تسوية مع مجموعات من بائعي المنازل، ووافقت على إنهاء الدعاوى القضائية التاريخية لمكافحة الاحتكار من خلال دفع 418 مليون دولار كتعويضات وإلغاء القواعد المتعلقة بالعمولات.
وبالتالي يمكن للتسوية الأخيرة بين الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين وبائعي المنازل أن تغير النموذج التجاري الحالي لبيع وشراء المساكن، حيث يواجه مشتري المنازل والبائعين احتمال دفع أجور وكلائهم بشكل منفصل، عوضا عن دفع البائعين عمولة مقسمة بين الجانبين.
وهذا بدوره يفتح الباب أمام التكنولوجيا الجديدة لإعادة هيكلة دور الوكلاء العقاريين، كما حدث بالفعل مع الأشخاص الذين يعملون في وظائف قطاعي التمويل والسفر.
وقال كيفن سيرز، رئيس NAR، في بيان:
على الرغم من أن التسوية تأتي بتكلفة كبيرة، إلا أننا نعتقد أن الفوائد التي ستوفرها لصناعتنا تستحق هذه التكلفة.
هل يحتاج أصحاب المنازل حقًا إلى الوسيط العقاري لخدمات البيع والشراء؟
قد يؤثر التحول الرقمي على وظيفة الوسيط العقاري في المستقبل القريب نتيجة الأتمتة
وقد أثارت التسوية الأخيرة التساؤلات حول ما إذا كان أصحاب المنازل مازالوا بحاجة فعلًا إلى وجود وسيط عقاري وبخاصة في ظل انتشار التكنولوجيا التي يمكن لكل من البائعين والمشترين استخدامها بأنفسهم عند شراء وبيع منازلهم.
أفاد التقرير الصادر عن NAR لعام 2023 أن ما يقرب من نصف مشتري المنازل بدأوا في القيام بعمليات البحث عبر الإنترنت لأنفسهم دون الاستعانة بالوساطة العقارية.
ويقول الخبراء:
إن السلوك المستحدث لأصحاب المنازل يرتبط جزئيًا بمسألة العمولة التي يتقاضاها الوكيل العقاري وما يكتنفها من غموض في أحيان كثيرة، حيث إن أتمتة عمليات الشراء والبيع في ظل التكنولوجيا ستؤدي إلى المزيد من الشفافية.
مشيرين إلى أن رقمنة الكثير من المعاملات العقارية ستقلل إلى حد بعيد من التكاليف التي يتكبدها كل من البائع والمشتري.
زاعمين بأنه حتى مع إمكانية حدوث تغييرات جذرية، إلا أن الحقيقة الوحيدة التي ستبقى ثابتة حول دور وكلاء العقارات، إن المشترين سيكونون على الأرجح مترددين في اتخاذ قرار مالي مصيري دون الاستعانة بخبرتهم ودعمهم المهني.
إلا أن توماس بيسكورسكي أستاذ العقارات بجامعة كولومبيا قال لشبكة CNN:
أعتقد أن الأتمتة الكاملة، مثل سوق أمازون لبيع وشراء المنازل، لا تزال بعيدة المنال.
ويعتقد الخبراء أن الوسيط العقاري يجب أن يستفيد من التقدم التكنولوجيا في عالم التسويق العقاري بوجه عام لإثبات وجوده أمام الجميع، وذلك من خلال العمل على تنمية مهاراته كمتخصص في تقديم استشارات احترافية في عالم العقارات، حيث إن الوكلاء يخدمون غرضًا إنسانيًا أساسيًا لدى العملاء، ألا وهو طمأنة مشتري المنازل بشأن أكبر القرارات المالية في حياتهم.
وتهدف تسوية NAR على نحو رئيسي إلى فصل وكلاء المشترين والبائعين. في حين أن بائعي المنازل دفعوا في السابق عمولة (بشكل عام 5% إلى 6%) قُسِّمَت بين الوكلاء، فإن التسوية قد تضع مشتري المنازل في مأزق لدفع عمولة وكيلهم مقدمًا.
وقال الخبراء لشبكة CNN إن ذلك قد يؤثر في كيفية تفكير مشتري المنازل في الاستعانة بوسيط عقاري.
المصدر: سي أن أن
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية