دخلت كل من اليابان وبريطانيا رسميا نفق الركود الاقتصادي المظلم، وذلك بعد أن أعلنت كلتا الدولتين عن انكماش واضح في الناتج المحلي الإجمالي للمرة الثانية على التوالي، مما يعني أن اثنين من أكبر اقتصادات العالم يعانيان انكماش النمو لربعين متتاليين فيما يعرف بـ “الركود التقني”… وهناك تساؤلات حول اقتصاد أمريكا.
نيو نيوز - بزنس
بسبب تراجع أعداد السكان… اليابان تتخلى عن مكانتها كثالث أقوى اقتصاد بالعالم لصالح ألمانيا، أما في بريطانيا، فلم يعد معدل النمو السكاني ومتوسط الأجور كافيًا لسد العجز في تراجع الإنفاق الاستهلاكي للمواطنين.
وذكر بول دونوفان، كبير الاقتصاديين في شركة UBS لإدارة الثروات العالمية، أن الانكماش الاقتصادي في اليابان مرتبط بتقلص عدد السكان. حيث انخفض عدد سكان البلاد بمقدار 800 ألف نسمة في عام 2022، وهو العام الرابع عشر على التوالي من الانكماش.
وقال دونوفان إن ذلك يحد من قدرة البلاد على النمو؛ لأنه يعني أن “عددا أقل من الناس يصنعون ويستهلكون أشياء أقل“.
وأضاف دونوفان بأن الواقع في المملكة المتحدة يبدو مختلفًا، حيث لم يعد النمو السكاني ومتوسط الأجور كافيا لدرء انخفاض الإنفاق الاستهلاكي، وهو أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد.
وقد دفعت أنباء الركود في كل من اليابان وبريطانيا إلى التفات الأنظار نحو القوة الاقتصادية الأولى في العالم، فهل سيأتي الدور قريبًا على الولايات المتحدة الأمريكية؟
خبراء يؤكدون: الاقتصاد الأمريكي على مسار مختلف، ولكن شبح الركود ليس ببعيد
قالت المستشارة الاقتصادية بالبيت الأبيض لايل برينارد في مؤتمر الرابطة الوطنية لاقتصاد الأعمال في واشنطن:
“إن الاقتصاد الأميركي يتحرك في مسار مختلف جذري عن بريطانيا واليابان بفضل تأسيس الشركات الجديدة وقوة الإنفاق استهلاكي، ودعم الإنفاق على البنية التحتية والطاقة النظيفة الاستثمار”.
ويعتقد بعض الخبراء أن الوضع الاقتصادي الأمريكي أكثر استقرارًا، فقد شهد الربعان الماضيين، نموًا أعلى بكثير من المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى الإنفاق الاستهلاكي القوي، هذا بالرغم من تراجع مبيعات التجزئة خلال يناير الماضي.
كما شهد سوق العمل استقرارًا وفقًا للمؤشرات الخاصة بمعدل البطالة في البلاد، والذي ظل أقل من 4% لمدة 24 شهرا على التوالي.
وبالرغم من اتفاق عدد من الخبراء على أن الاقتصاد الأمريكي لن ينزلق نحو الركود هذه العام، إلا أن ثمة تحذيرات من ركود محتمل؛ لأن الصدمات الاقتصادية -على حد قولهم- قد تأتي على نحو غير متوقع، مثلما حدث في الأزمة الوبائية العالمية.
وقد حذر خبراء من حدوث أحد السيناريوهات المحتملة للركود في الولايات المتحدة إذا لم يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة إطلاقا هذا العام.
مؤشرات انخفاض غير متوقعة في اليابان وبريطانيا أدت إلى دخولها في الركود الاقتصادي
وأظهرت بيانات حكومية انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لليابان 0.4 بالمئة على أساس سنوي في الربع من أكتوبر إلى ديسمبر بعد انخفاض 3.3 بالمئة في الربع السابق، مما خالف توقعات السوق بزيادة 1.4 بالمئة.
كما أظهرت أحدث بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية في بريطاني (ONS) أن الناتج المحلي الإجمالي، انكمش بنسبة 0.3 بالمئة بين أكتوبر وديسمبر. وذلك بعد نمو اقتصادي سلبي بنسبة 0.1 بالمئة في الأشهر الثلاثة من يوليو إلى سبتمبر، مما يعد الانكماش الأكبر من نوعه منذ الربع الأول من عام 2021.
شكرًا لقراءتك هذا الخبر على نيو نيوز بزنس.. وندعوك إلى مشاركته مع أصدقائك وسماع رأيك في التعليقات أدناه. اشترك مجانا 📩 في نشرة آخر الأخبار وكن أول من تصله آخر الأخبار العربية والعالمية!
المصدر: سي أن أن
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية