تراجع سهم تسلا منذ شراء الرئيس التنفيذي (إيلون ماسك) لتويتر، ما أدى إلى انهيار أكثر من 45% من الأسهم في حوالي شهرين.. فما هي الأسباب الخفية
في المجمل، انخفض سهم شركة (تسلا) إلى أكثر من 65% منذ شهر يناير، وهو الوقت الذي بدأ فيه (إيلون ماسك) بالاستثمار في تويتر. وبالمقارنة، انخفض مؤشر أسهم (ناسداك) إلى حوالي النصف خلال تلك الفترة.
هذا وقد قال (ماسك) في يوم الثلاثاء أنه سيترك منصبه كرئيس تويتر عندما تجد الشركة خليفة له، وقد ساعد هذا الخبر في تعزيز سهم تسلا مؤقتًا قبل أن يهبط مرة أخرى من جديد.
والآن، تواجه شركة السيارات الكهربائية انخفاضًا في الطلب وسط مخاوف من الركود والمنافسة الشرسة وتحديات الإنتاج الناجمة عن الوباء.
انتقاد ماسك لإهماله في إدارة تسلا
علاوة على ذلك، انتقد بعض المحللين وكبار المستثمرين (ماسك) لأنه لا يركز بالشكل الكافي على تسلا، موضحين أن الشركة تحتاج الي قائد حقيقي لأنها تواجه العديد من التحديات في الوقت الراهن.
ومن جانبه، قال (دان ايفز)، الذي عمل مع شركة (تسلا) لفترة طويلة، وهو الآن المدير الإداري لأبحاث الأسهم في شركة (Wedbush):
“إن ماسك نائمًا على عجلة القيادة من المنظور الإداري لتسلا في الوقت الذي يحتاج فيه المستثمرون إلى مدير تنفيذي وقائد حقيقي للخروج بهم من عنق الزجاجة”.
وأضاف (ايفز) أن ماسك يصب كامل تركيزه على شركة تويتر بدلاً من تسلا، الأمر الذي أصبح كابوسًا مستمرًا للمستثمرين. ويأمل الجميع أن يتم اختيار مدير تنفيذي جديد في الأسابيع المقبلة. ولكن تسلا لم ترد بعد على طلب التعليق.
وبعيدًا عن مخاوف المستثمرين بشأن (ماسك)، تعود خسائر أسهم الشركة جزئيًا إلى المنافسين المتمردين وتراجع الطلب على السيارات الكهربائية.
فقد أوضح تقرير S&P Global Mobility في الشهر الماضي أن تسلا لا زالت شركة السيارات الكهربائية الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة، ولكنها تراجعت في الأشهر الأخيرة، حيث وفّر المنافسون مجموعة من البدائل بأسعار معقولة.
كما أوضح التقرير أن الشركة تستحوذ على 65% من حصة السوق من السيارات الحديثة في الولايات المتحدة في الربع الثالث من هذا العام، بعدما كانت تستحوذ على 71% في العام الماضي و79% في عام 2020.
وبالرد على الطلب الضعيف على تسلا، أعلنت الشركة أنها ستقوم بتخفيضات 7500 دولار على طراز 3 وطراز Y في الولايات المتحدة في هذا الشهر، ما أدى إلى هبوط سهم تسلا حوالي 9% في اليوم التالي.
ولا يزال تركيز المستثمرين موجه على (ماسك) وعلى تركيزه الشديد على تويتر.
هذا وكان قد باع إيلون ماسك – أغنى رجل في العالم – حوالي 40 مليار دولار من أسهم تسلا منذ أواخر العام الماضي، بما في ذلك بيع 3.6 مليار دولار مؤخرًا في الأسبوع الماضي، حيث إنه قام بتمويل الاستحواذ على تويتر.
وقد كان لذلك دورًا في تخفيض أسهم (ماسك) في (تسلا)، ما طرح تساؤلات حول مستوى مشاركته المستمر مع الشركة.
الأمر الذي جعل بعض كبار مستثمري (تسلا) يدعون (ماسك) إلى توجيه اهتمامه الأساسي إلى تسلا التي تمتلك رأس مال قدره 392 مليار دولار، وهو أكبر بكثير من قيمة تويتر التي أنفق ماسك عليها 44 مليار دولار.
هذا وقد قال (روس جيربر)، المدير التنفيذي لشركة (Gerber Kawasaki Wealth & Investment Management) في تغريدة له يوم الأحد أنه من مصلحة مساهمي (تسلا) أن يعود (إيلون ماسك) للشركة ليعمل بدوام كامل.
ماسك يدافع عن نفسه
وفي هذا الصدد، دافع ماسك عن أعماله في تويتر كونها جزءًا من مجهود شاق لإنقاذ الشركة من المخاطر المالية، التي وصفها في مقابلة على (مساحات تويتر) يوم الثلاثاء بأنها “حالة إطفاء حريق طارئة”، وأضاف أن هذا سبب أفعاله التي قد تبدو زائفة أو غريبة.
“في مقابلة على (تويتر سبيسز)، تعهد ماسك بالتوقف عن بيع أسهم تسلا حتى عام 2024 على الأقل، على الرغم من أنه انتهك التزاماته سابقًا بوقف مبيعات الأسهم. وأضاف في تلك الأثناء أنه لم يفوته “اجتماعًا مهمًا واحدًا للشركة” منذ أن استحوذ على تويتر”.
كما قال في يوم الخميس أنه يتوقع هبوط الاقتصاد هبوطًا حادًا العام المقبل، مما سيقلل الطلب على المنتجات باهظة الثمن.
ومن المؤكد أن هذا العام قد ضرب شركات صناعة السيارات في جميع أنحاء القطاع، حيث تراجعت أسهم (فورد) بنسبة 45% في عام 2022 و(جنرال موتورز) بنسبة 43% و(تويوتا) بنسبة 26%.
هذا وقد أدت زيادة أسعار الفائدة في المجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض، مما جعل شراء السيارات أكثر صعوبة للمستهلكين الذين يعانون من ارتفاع معدلات التضخم بالفعل. وفي الوقت نفسه، تستمر اختناقات الإنتاج الناجمة عن الوباء، مما أدى إلى زيادة التكاليف وتأخير التسليم.
وفي الأشهر الأخيرة، أدت قلة ثقة المستهلك إلى زيادة الضغط على القطاع.
ويقول (ايفز) أنه على الرغم من تلك الرياح المعاكسة، يمكن لشركة تسلا وقف نزيفها المالي، وتحويل أعمالها إلى Wedbush Securities.
وأشار (ايفز) أن تراجع حوالي 70% من أسهم تسلا في الأشهر الأخيرة بسبب تركيز ماسك على تويتر، وحثه على توجيه تركيزه للشركة والتوقف عن بيع أسهم تسلا.
وقال (ايفز): “بالتراجع خطوة إلى الوراء، تظل قصة تسلا التحويلية كما هي بلا ضرر أو ضرار”، مضيفًا أنه يتوقع تسارع الطلب العالمي على السيارات الكهربائية بشكل كبير خلال السنوات المقبلة.
كما قال إن تسلا هي “القائد الواضح المستعد للاستفادة الكاملة بغض النظر عن أي ظروف طارئة”.
شكرًا لقراءتك هذا الخبر على نيو نيوز بزنس.. وندعوك لمشاركته مع أصدقائك وسماع رأيك في التعليقات أدناه. اشترك مجانا في نشرة آخر الأخبار وكن أول من تصله آخر الأخبار العربية والعالمية!
المصدر: إيه بي سي نيوز
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية