ربما تظن أن وظيفتك هي الأفضل.. ولكن هذا لأنك لم تشاهد عمل المهندسين في مختبرات سلامة السيارات. فهم يقضون أيامهم في اختبار تصادم السيارات والشاحنات، ولا بد أنهم لا يعانون من أي ضغط أو قلق.
وبعيدًا عن أن عملهم قد يبدو مسليًا بالفعل، إلا أنه عمل جاد وله أهمية كبيرة في الحفاظ على سلامتنا جميعًا.
وها قد بدأت مهمتهم أن تصبح أكثر صعوبة! ولكن لما يا ترى؟
السيارات الكهربائية أثقل بكثير
يوضح (راؤول أربيلايز)، نائب رئيس مركز أبحاث المركبات في معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة، أنه مع انتشار السيارات الكهربائية، فإن وزن البطارية “يزيد من كتلة السيارة”.
ويقول (أربيلايز):
“إن أثقل سيارة اختبرها المعهد على الإطلاق هي أودي إي ترون – Audi e-Tron 2019، وهي سيارة دفع رباعي كهربائية، وكانت هذه السيارة تزن أقل من ثلاثة ألاف كيلوغرام، وبعض السيارات الكهربائية التي ستنتج في السنوات القليلة المقبلة ستكون أثقل بكثير، فقد يصل وزنها إلى أربعة ألاف كيلوغرام”.
ورغم أن (أربيلايز) لم يكن يشير إلى سيارة بعينها، إلا أنه في الأغلب كان يتحدث عن جي أم سي هامر إيف – GMC Hummer EV والتي تزن بطاريتها أكثر من 1325 كيلوغرام.
ويجدر بالذكر أن معهد التأمين والسلامة هو مختبر سلامة السيارات في القطاع الخاص، ويموله اتحاد من شركات التأمين، وله سمعة لأداء أصعب اختبارات السلامة في صناعة السيارات.
أجهزة اختبارات تصادم السيارات يمكنها السيطرة على الموقف
احتاج مهندسو المعهد إلى التحقق من أن أجهزة اختبارات حوادث السيارات الخاصة بهم يمكنها التعامل مع هذه السيارة الضخمة.
ولا يستخدم مهندسو اختبار التصادم محرك السيارة للوصول إلى السرعة المطلوبة. بل أنهم يقومون بتوصيل كل سيارة بكابل يسحبها إلى الخلف ومن ثم يدفعها إلى الأمام بالسرعة المطلوبة، وهذا كله من أجل التحكم في ظروف الاصطدام بأفضل ما يمكن للحصول على نتائج قابلة للتكرار – وقد وصلت سرعة دفع السيارات في المختبر إلى نحو 65 كم في الساعة في أسرع اختبارات المعهد.
واحتاج المهندسون إلى التأكد من أن معداتهم يمكنها أن تدفع سيارة تزن 4300 كيلوغرام لكي تصل سرعتها إلى نحو 65 كم في الساعة في مسافة لا تتعدى 182 متر قبل أن تصطدم بحاجز الاختبار.
ولكي يقوموا بذلك، استخدموا بعض سيارات الخردة مع مزيج من الألواح الفولاذية والحواجز الخرسانية ثقيلة الوزن لكي تعادل الوزن المتوقع للسيارات الكهربائية الجديدة.
والخبر السار أن أجهزة ومعدات اختبارات تصادم السيارات تمكنت من انجاز المهمة بنجاح.
هندسة سلامة السيارات تواجه تحديات جديدة مع السيارات الكهربائية
من المريح معرفة أن المركبات الكهربائية ستواجه نفس الاختبارات مثل السيارات التي تعمل بالبنزين. لكن حقيقة أن المعهد يشعر بالقلق من أنه قد يحتاج إلى بناء معدات جديدة لاستيعابهم توضح شيئا مهمًا.
فلا شك أن صناعة السيارات تتجه بشكل متسارع نحو المركبات الكهربائية، وتقريبَا كل واحد منا سيمتلك واحدة في المستقبل. ولكن ستكون هناك حتمًا فترة تداخل عندما تكون بعض السيارات على الطريق كهربائية، والبعض الآخر يعمل بالغاز أو البنزين.
وفارق الوزن مهم، وبالأخص في الحوادث.
وإذا كنت تشك في ذلك، شاهد هذا الفيديو. فهذه الاختبارات تبدو مختلفة جذريًا عن اختبارات اصطدام السيارات بالحواجز. فغالبا ما تبقى المركبات الأكبر حجمًا في مسارها بينما تطيح بالسيارات الأصغر حجمًا والأقل وزنًا!
وفي النهاية، لا تخبرنا اختبارات التصادم بشيء أكثر من احتمالية الأضرار التي تلحق بالمركبة واحتمالية إصابة شخص ما داخل السيارة المختبرة فحسب. فلا يمكننا التنبؤ بالأضرار والإصابات في السيارة الأخرى. ونحن جميعًا على وشك مشاركة الطرق مع السيارات الأخرى التي تفوق وزن سياراتنا بشكل كبير جدا.
فلا شك أن هندسة السلامة على وشك أن تصبح أكثر تعقيدا عن ذي قبل!
شكرًا لقراءتك هذا الخبر على نيو نيوز سيارتك.. وندعوك لمشاركته مع أصدقائك وسماع رأيك في التعليقات أدناه. اشترك مجانا في نشرة آخر الأخبار وكن أول من تصله آخر الأخبار العربية والعالمية!
المصدر: ماركت ووتش
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية