لقد نجح النجم (رونالدو) في لفت الانتباه بالفعل إلى كرة القدم السعودية.. والسؤال هنا: هل سيتمكن من الاحتفاظ بذلك؟
ما هو تأثير رونالدو؟
إن تأثير رونالدو في كل مكان حولنا. فهو تأثير حقيقي وافتراضي يهيمن على وسائل التواصل الاجتماعي ويمكنه حتى التأثير على سوق الأسهم. كما يمكن أن يجلب أيضًا فوائدًا طويلة الأجل.
وعلى الرغم من كل مشاكل (كريستيانو رونالدو) الأخيرة، فلا يزال تأثيره قويًا لدرجة أنه، مساء الثلاثاء، لفت انتباه وسائل الإعلام العالمية للحظات بعيدًا عن موكب جنازة بيليه في البرازيل إلى غرفة الصحافة المزدحمة في الرياض.
هذا وقد قال مدرب فريق النصر (رودي جارسيا) بابتسامة على وجهه: “يجب أن أقول أنني مندهش للغاية من عدد الأشخاص الموجودين هنا اليوم. عادةً، لا يوجد سوى ثلاثة أو أربعة صحفيين هنا للحديث عن المبارة..”.
وفي هذه المناسبة، لم يكن هناك مقعد فارغ في (مرسول بارك). فقد أراد الجميع رؤية رونالدو يتحدث للمرة الأولى منذ انتقاله المثير للجدل إلى الشرق الأوسط.
ورغم أنه أشار بالخطأ إلى جنوب إفريقيا بدلًا من المملكة العربية السعودية في أول حديثه، لكنه كان الأداء الصحفي الأكثر إثارة للإعجاب لرونالدو منذ شهور. فقد قال كل شيء على أتم وجه. وتحدث عن التأثير على الجيل القادم، وتغيير النظرة إلى المملكة العربية السعودية.
وعندما سؤل عن راتبه الباهظ، برر ذلك بأنه لاعب فريد ويستحق عقد براتب فريد من نوعه! وبرر راتبه المذهل بالقول إن العقد الفريد يفيد لاعبًا فريدًا. وأصر على أنه قد تلقى عروضًا متعددةً من أكبر الأندية في جميع أنحاء العالم، لكنه رفضها جميعَا لصالح فريق النصر.
حتى أنه تحدث عن كرة القدم النسائية!
وعلى الرغم من ذلك، حاول رونالدو أن يخفي حزنه وهو يقول أنه لا يكترث بآراء الآخرين حول هذا الانتقال.
وكانت هناك العديد من محاولات المحبين من الصحفيين لالتقاط صورة معه وهو يخرج من الغرفة، فضلًا عن تقليد المعجبين لحركاته الشهيرة. وكان مثل هذا السلوك من الصحفيين، بالطبع، موضع شك كبير، لكن الإثارة والحماسة في النصر، وبين كرة القدم السعودية، مفهومة تمامًا.
ذكريات تأثير رونالدو على إيطاليا
فهذا هو ما حدث في إيطاليا قبل أربع سنوات فقط.
ففي ذلك الوقت، كان تأثير (كريستيانو رونالدو) في كل مكان. وإذا كنت من سكان إيطاليا في هذا الوقت، فكان بإمكانك أن تراه في وجوه الأطفال الذين يرتدون جميعًا نفس القميص، وهو قميص رونالدو!
أو عند تشغيل التلفزيون الخاص بك على أي قناة.
وكان التأثير واضحًا على الصفحة الأولى من كل صحيفة في كل كشك للجرائد في كل مدينة إيطالية.
والأهم من ذلك هو أن ذلك التأثير كان متواجد بشدة على الانترنت. ففي ظرف 24 ساعة، بين 10 و11 يوليو، تم تعزيز حسابات يوفنتوس المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي بأكثر من 2.2 مليون متابع. واستمرت هذه الأرقام في النمو بشكل مطرد خلال الأشهر التالية.
كما ازدادت مبيعات القميص رقم 7 بشكل منقطع النظير!
لكن مشكلة يوفنتوس في هذه المرحلة المبكرة كانت مواجهة زيادة التكاليف، وليس فقط الإيرادات.
ففي نهاية العام الأول لرونالدو مع يوفنتوس، شهد النادي خسارة بمقدار 40 مليون يورو، على الرغم من أن النادي كان قد قدم أكثر من 150 مليون يورو في مكاسب رأس المال في سوق الانتقالات.
خلاصة القول أنه من خلال التعاقد مع رونالدو، بدأ يوفنتوس في مسار لا يمكن لأحد التخلي عنه. فهذه عملية لا يمكنك عكسها. وتوجب على النادي أن يستمر في النمو والفوز.
ولكن لم ينجح النادي فأي منهما! وبالطبع، رونالدو أدى واجبه على أكمل وجه. فقد رفع الصورة العامة للنادي خارج الملعب، وسجل الأهداف بحرية داخل الملعب.
ومع ذلك، فشلت كل من المشاريع المالية والرياضية للنادي. ولا شك أن الوباء لعب دورًا كبيرًا في ذلك، حيث خسر يوفنتوس الملايين من عائدات المباريات. ومع ذلك، كشفت أزمة كوفيد-19 أيضا عن الطبيعة الهشة لإطار النادي المالي. وفي وسط يأسهم لتحقيق التوازن بين الدفاتر، ارتكبوا عددًا من الأخطاء المحاسبية والتوظيفية التي ما زالوا يحسبون تكلفتها إلى يومنا هذا.
وفي النهاية، خفف انتقال رونالدو إلى مانشستر يونايتد عام 2021 بعض الضغوط المالية على يوفنتوس – ولكن ليس جميعها على أي حال من الأحوال. وكان خروجه أفضل لكلا الطرفين.
وجه الشبه بين تجربة يوفنتس ونادي النصر
والآن، ربما تجد نفسك تتساءل عن العلاقة بين تجربة يوفنتس الفاشلة مع رونالدو وانتقاله إلى السعودية، لأنه على الرغم من وجود بعض الاختلافات المهمة، إلا أن هناك أوجه تشابه واضحة من حيث الأهداف.
فمثلًا، كلتا الصفقتين تهدف إلى ما هو أكثر من مجرد نجاح رياضي.
فقد اعترف رئيس يوفنتوس السابق (أندريا أنيلي) بأنهم أخذوا في الاعتبار الفوائد التجارية عند التعاقد مع رونالدو.
ولا شك أن النصر لا يحتاج إلى التعاقد مع رونالدو لأسباب مالية، ولكنهم حريصون على الاستفادة من العلامة التجارية للنجم.
فقد قال (مصلي المعمر): ” هذا الانتقال لا يقتصر على كرة القدم فحسب… فهو مفيد تجاريًا بالنسبة لنا من حيث الربحية”.
وأضاف رئيس مجلس إدارة نادي النصر أن مجرد وجود رونالدو سيساعد “على تحقيق المزيد من النجاح للنادي والرياضة السعودية والأجيال القادمة”.
وفي عصر لاعبي الكرة المؤثرين، وقع النصر بلا شك مع الأكثر تأثيرًا. فيتابع العديد من المشجعين الأصغر سنًا لاعبي كرة القدم هذه الأيام، بدلا من الأندية، ولا أحد في العالم لديه محبين أكثر من رونالدو.
ومع ذلك، في حين أنه قد نجح بالفعل في لفت الانتباه إلى كرة القدم السعودية، فإن الحفاظ على ذلك سيكون أكثر صعوبة.
رونالدو ليس صانع معجزات
يقول رونالدو إنه يريد تحطيم المزيد من الأرقام القياسية في الدوري السعودي، بعد تحطيمه للعديد من الأرقام القياسية في أوروبا، لكن من غير المرجح أن تحمل أهدافه وأرقامه نفس التأثير، ما يعني أنها لن تولد نفس المستوى من الإثارة عبر الإنترنت.
تمامًا مثل الترحاب يوم الثلاثاء، من المرجح أن تجذب مبارياته الأولى اهتمامَا من خارج المملكة العربية السعودية، لكن إلى متى ستستمر هذه الضجة؟
فهناك خطرًا واضحًا هنا، وهو أن يصبح رونالدو خارج الصورة في الشرق الأوسط. وبعد اقصاءه المؤلم من كأس العالم 2022، أصبح من الواضح أن براعته الرياضية في طريقها إلى الزوال، ما يعني أن “تأثير رونالدو” معرض لخطر التلاشي أيضًا.
ولنا أن نتذكر عندما انضم إلى يوفنتوس، بدأ الجميع، حتى أمثال نيمار، في التبشير بالعودة إلى أيام مجد الدوري الإيطالي. لكن هذا لم يحدث قط.
ولا شك أن رونالدو لاعب عظيم، ولكنه لن يصنع المعجزات. ففي حالة الدوري الإيطالي، لم يستطع بمفرده إحياء الدوري الذي أسيئت إدارته بشكل صارخ على مدى عقود طويلة.
ولكن لن يكون الترويج المناسب مشكلة في الدوري السعودي بالطبع. فيمكنهم صرف المزيد من المال في تسليط الضوء على تأثير رونالدو في المملكة العربية السعودية.
السبب الحقيقي وراء انتقال رونالدو إلى السعودية
لا شك أن مستوى لعب الدوري السعودي ومظهره أقل من مستوى دوري الدرجة الأولى الإيطالي، في حين كان هناك حديث بالفعل عن انضمام (لوكا مودريتش) و(نجولو كانتي) إلى رونالدو في النصر، سيكون من الصعب عليه تحويل المملكة العربية السعودية فجأة إلى واحدة من أكثر الوجهات جاذبية لأعظم لاعبي الكرة – بغض النظر عن عدد الأرقام القياسية التي سيحطمها.
ولكن في النهاية، لن يقاس نجاح هذه الخطوة بالأهداف أو الجوائز. فسيتوقف الأمر كله على ما إذا كانت المملكة العربية السعودية ستستطيع أن تفوز بحق استضافة كأس العالم 2030. فقد يكون هذا هو السبب الحقيقي وراء هذه الصفقة، وهو أن يضع رونالدو كرة القدم السعودية في صورة إيجابية قبل التصويت في مؤتمر الفيفا في غضون عامين.
كما قال (رونالدو) نفسه يوم الثلاثاء، ” أنا متحمس لهذه الفرصة لتطوير هذا النادي، وهذا البلد المدهش. فأنا أريد تغيير النظرة إلى المملكة العربية السعودية وكرة القدم بها.”
وها نحن مستعدون لإكتشاف القوة الحقيقية لتأثير رونالدو!
شكرًا لقراءتك هذا الخبر الرياضي على نيو نيوز كرة قدم.. وندعوك لمشاركته مع أصدقائك وسماع رأيك في التعليقات أدناه. اشترك مجانا في نشرة آخر الأخبار وكن أول من تصله آخر الأخبار العربية والعالمية!
المصدر: جول
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية
تعليقات 1