بسبب الذكاء الاصطناعي: خريجو علوم الكمبيوتر يكافحون للعثور على وظائف

نيو نيوز - تكنولوجيا

أراد أبراهام روبيو أن يصبح مهندس برمجيات منذ الطفولة. فعلى منصة الألعاب Minecraft، كان يحب الاستكشاف وإجراء التعديلات على ألعاب الفيديو التي أنشأها المعجبون والتي تغير عناصر مثل مظهر الشخصية.

في نهاية الأمر، لم يكتف روبيو باكتشاف تعديلات جديدة — بل أراد بناء تعديلاته الخاصة. 

قاده هذا الشغف المبكر إلى دراسة البرمجة في كلية بلومفيلد بجامعة ولاية مونتكلير في نيوجيرسي، وتخرج بدرجة علمية في علوم الحاسوب وبرمجة الألعاب. 

لكن العثور على وظيفة في مجال تطوير البرمجيات أثبت أنه أمر صعب. فقد تقدم روبيو بطلب للحصول على 20 وظيفة منذ تخرجه.. ولم يتلق أي عرض بعد. 

“أذهب إلى موقع LinkedIn كل يوم تقريبا، وأتصفح فقط، محاولا معرفة الفرص المتاحة،” قال روبيو، مضيفا أنه “لم يتلق أي رد من معظم الشركات حقا”.

لسنوات، ومع ازدهار وادي السيليكون واستثمار جميع أنواع الشركات في قدرات تقنية جديدة، بدت درجات علوم الكمبيوتر أو حتى الشهادات من معسكرات تدريب البرمجة، وكأنها تذكرة ذهبية لوظيفة مستدامة وجيدة الأجر في صناعة سريعة الخطى.

لكن في السنوات الأخيرة، أصبحت فرص العمل أكثر تنافسية، وأصبح من الصعب الحصول عليها. 

وجدت أكسفورد إيكونوميكس في تقرير صدر في مايو أن توظيف الخريجين الجدد في وظائف علوم الكمبيوتر والرياضيات انخفض بنسبة 8% منذ عام 2022.

وانخفضت الوظائف الشاغرة لوظائف تطوير البرمجيات على موقع العمل Indeed بنسبة 71% بين فبراير 2022 وأغسطس 2025، وفقا لبيانات Indeed التي شاركها بنك الاحتياطي الاتحادي في سانت لويس.

انخفضت فرص العمل في مجال تطوير البرمجيات منذ عام 2020

بعد ارتفاع الطلب على مطوري البرامج خلال المراحل الأخيرة من وباء كوفيد، أصبح عدد الوظائف الشاغرة لهذا الدور الآن أقل بنحو 35% مقارنة بشهر فبراير 2020.

ومع تسابق عالم التكنولوجيا لتحقيق تقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، يقول بعض الخريجين الجدد إن هذا يبدو وقتا مثيرا على نحو خاص لدخول الصناعة.

ومع ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي يمكن الشركات أيضا من أتمتة بعض أجزاء عملية الترميز وتطوير البرمجيات، مما يقلل الحاجة إلى العمال البشريين، خاصة في الأدوار المبتدئة. 

بينما تستمر تقييمات عمالقة التكنولوجيا’ في الارتفاع، فقد خضع العديد منهم لجولات متعددة من تسريح العمال في السنوات الأخيرة في أثناء سعيهم لإنجاز المزيد من العمل مع عدد أقل من الأشخاص، وهو الاتجاه الذي تم تسريعه فقط عن طريق الذكاء الاصطناعي.

فعلى سبيل المثال، أصبحت شركة مايكروسوفت ثاني شركة تصل قيمتها السوقية إلى 4 تريليون دولار. 

وجاء ذلك بعد أسابيع فقط من إعلان الشركة أنها ستقوم بتسريح 9 آلاف موظف في جولتها الثالثة من التخفيضات في الأشهر الأخيرة. 

وقال الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، في أبريل/نيسان 2025، إن ما يصل إلى 30% من أكواد الشركة تتم كتابتها من قبل الذكاء الاصطناعي. 

“الوظائف في مجال التكنولوجيا جيدة، ولكنني سأقول إن سوق العمل حاليا يجعل الأمر يبدو وكأنه من المستحيل تقريبا الحصول على واحدة،” قال جوليو رودريجيز، الذي تخرج العام الماضي من كلية إلمز في ماساتشوستس. 

وقال جوليو إن الأمر استغرق أكثر من 150 طلبا قبل أن يحصل على وظيفة مهندس بيانات في وقت سابق من هذا الصيف. 

وأضاف جوليو، “وعندما تحصل على واحدة، فإنك تشعر بالخوف أيضا من عمليات التسريح العديدة التي تشهدها العديد من الشركات”. 

تحدثت سي أن أن مع ستة باحثين عن عمل حول كيفية تنقلهم في سوق العمل، ودرب المعلمين الجيل القادم من المهندسين في الصناعة، بالإضافة إلى المبرمجين الحاليين وقادة التكنولوجيا حول ما إذا كانت درجات علوم الحاسوب يمكن أن تصبح قديمة. 

ما يقوله لسان حال الباحث عن عمل:

“أشعر وكأنني أتنافس مع الذكاء الاصطناعي فقط لأخطو أول خطوة إلى الداخل”.

كان لدى نيك فينوكور وظيفة أحلامه بعد تخرجه في ديسمبر من جامعة ميشيغان بدرجة في علوم الكمبيوتر — عُين كقائد مشاريع استراتيجية في شركة Scale AI الناشئة لتصنيف البيانات، وكان من المقرر أن يبدأ في أغسطس. 

“لقد كنت متحمسا للغاية، لقد كانت فرصة عظيمة،” قال فينوكور. 

ولكن بعد أن استثمرت شركة Meta 14.3 مليار دولار في Scale AI في يونيو/حزيران 2025، واستحوذت على رئيسها التنفيذي، تلقى فينوكور رسالة بريد إلكتروني تفيد بإلغاء عرضه وسط إعادة هيكلة الشركة، ولا يزال من حينها يبحث عن وظيفة.

وفي حين يعتقد فينوكور إلى حد كبير أن حالة الاقتصاد والمنافسة الشديدة بين خريجي علوم الكمبيوتر الجدد هي المسؤولة عن سوق العمل الصعبة، فإن دور الذكاء الاصطناعي قد خطر بباله بالتأكيد. 

وقال إن أدوات برمجة الذكاء الاصطناعي مثل Microsoft Copilot وAnysphere’s Cursor تشبه “موجة مد كبيرة تلوح في الأفق لتغيير دور المهندس المبتدئ.”

أقر متحدث باسم شركة Scale بأن بعض الموظفين تم تسريحهم أو ألغيت عروضهم في يوليو، لكنه قال إن Scale تقوم الآن بتوظيف أعداد كبيرة من الموظفين لشغل وظائف في جميع أنحاء الشركة.

ولجأ بعض خريجي علوم الكمبيوتر الجدد إلى TikTok لمشاركة الإحباطات حول سوق العمل التكنولوجي الحالي.

نشرت مستخدمة TikTok تدعى ليلي، والتي تستخدم اسم @queenofslack على التطبيق، مقطع فيديو الشهر الماضي تثني الطلاب الآخرين عن دراسة علوم الكمبيوتر بسبب صعوبة البحث عن عمل. 

“أعتقد أن الاستثمار وصعوبة (علوم الكمبيوتر) لا تستحق عدم استقرار الوظيفة،” قالت ليلي. “إذا كان دافعك الحقيقي هو الحصول على راتب ووظيفة مريحة، فلا أستطيع أن أقول إنني أوصي بهذا”.

ومن بين أكثر من 250 تعليقا على الفيديو، كانت العشرات منها من زملاء خريجي علوم الكمبيوتر أو الطلاب الذين أعربوا عن مخاوف مماثلة بشأن مسار حياتهم المهنية. 

ويعاني خريجو الجامعات، على نطاق واسع، من صعوبات. وخلص تقرير صادر عن أكسفورد إيكونوميكس في مايو/أيار 2025 إلى أن معدل البطالة بين الخريجين الجدد أصبح الآن أكبر من المتوسط الوطني.

ولكن بالنسبة للباحثين عن عمل في مجال التكنولوجيا، فإن البيانات مثيرة للقلق على نحو خاص. 

ويقدر بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك الآن معدل البطالة بين خريجي علوم الكمبيوتر وهندسة الكمبيوتر الجدد (6.1% و7.5% على التوالي) أعلى من معدل البطالة بين الأشخاص الذين درسوا تاريخ الفن (3%) واللغة الإنجليزية (4.9%) والفنون المسرحية (2.7%). 

تواجه بعض شركات التكنولوجيا معدلات بطالة مرتفعة

تعد تخصصات علوم الكمبيوتر والهندسة من بين التخصصات العشرة ذات أعلى المعدلات.

وقال الخريجون الجدد لشبكة CNN إنهم لا يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سوف يلغي وظائف هندسة البرمجيات بالكامل. 

وكما قالت بريان فورد، التي تخرجت من جامعة ولاية نيويورك في نيو بالتز في شهر مايو/أيار 2025:

“الكود يحتاج دائما إلى الصيانة.. ولكن هناك مخاوف من أن التكنولوجيا سوف تغتصب الفرص المتاحة للأشخاص الذين يتطلعون إلى اقتحام هذا المجال”. 

بالنسبة للوظائف المبتدئة، “يريدون منا أن نحصل على الكثير من التدريب الداخلي أو الكثير من المشاريع، وعندما تكون في المدرسة، لا تحصل حقا على القدر نفسه من الفرصة،”

وقال فورد: “أنا شخصيا عملت كمستشار مقيم للمساعدة على دفع تكاليف المدرسة.” 

وقال فينوكور إن الباحثين عن عمل في مثل عمره هم في “pickle” — يريدون المشاركة في طفرة الذكاء الاصطناعي، لكنهم يتنافسون ضد المطورين الأكثر خبرة للحصول على وظائف، خاصة وأن بعض الشركات تبطئ أو تغير خطط التوظيف الخاصة بها. 

“إنها هذه الأرضية الوسطى الغريبة جدا والمثيرة؛ لأن (الصناعة) على شفا هذه التكنولوجيا المجنونة. لكن… من الصعب تعيين مهندس مبتدئ،” قال فينوكور. 

أو كما يقول روبيو: “أشعر وكأنني أتنافس مع الذكاء الاصطناعي لمحاولة إدخال قدمي إلى الباب.” 

يعيد البعض الآن النظر فيما إذا كانت هندسة البرمجيات هي حقا مسار وظيفي قابل للتطبيق. 

“أنا متشائم جدا الآن،” قال داني ستالماكوف، مطور برمجيات مقيم في ألمانيا، وتخرج بدرجة الماجستير في علوم الكمبيوتر عام 2022. 

أخبر مسؤولو التوظيف ستالماكوف، الذي قال إنه قدم مئات الطلبات على مدى ستة أشهر، أن هناك ببساطة عددا كبيرا جدا من المتقدمين لكل دور، لكنه يرى أيضا فائدة الذكاء الاصطناعي، الذي يتعامل الآن مع 80% من أعماله التطويرية.

وعلق ستالماكوف قائلا:

“في حين أن زيادة الإنتاجية أمر لا يصدق، إلا أنها مثيرة للقلق أيضا.. فالشركات التي كانت تحتاج إلى خمسة مطورين قد تحتاج الآن إلى ثلاثة فقط”.

وأضاف ستالماكوف: “تأثير الذكاء الاصطناعي على البرمجة جعلني غير متأكد حقا من مستقبلي في تطوير البرمجيات، ولا أعرف حقا ما هي خطوتي التالية إذا ظل السوق على هذا النحو”. 

المعلمون: ‘كل دور معطل’ 

يتعين على المعلمين الذين يدرسون البرمجة وعلوم الكمبيوتر تغيير مناهجهم الدراسية لإعداد الطلاب لسوق عمل سريع التطور. 

وقالت ماجدالينا بالازينسكا، مديرة كلية بول جي ألين لعلوم وهندسة الكمبيوتر بجامعة واشنطن، إن تباطؤ التوظيف لا يرجع فقط إلى أن الذكاء الاصطناعي يتولى أعمال البرمجة. 

كما تعمل شركات التكنولوجيا على تحديد الحجم المناسب بعد موجة التوظيف في عصر كوفيد، وتحتاج إلى الإنفاق بحكمة وسط استثمارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بمليارات الدولارات. 

قالت بالازينسكا إن الأمر ليس كله هلاكا وكآبة، فأكثر من نصف خريجي المدرسة البالغ عددهم حوالي 675 خريجا من العام الدراسي 2024-25 وجدوا بالفعل وظائف بدوام كامل في شركات بما في ذلك أمازون وميتا ومايكروسوفت وجوجل. 

ومع ذلك، قالت بالازينسكا:

“إن المدرسة تتطور لتتلاءم مع عصر الذكاء الاصطناعي، وسيتم إطلاق دورة جديدة (تطوير البرمجيات بمساعدة الذكاء الاصطناعي) هذا الخريف، حيث سيتعلم الطلاب عن ممارسات هندسة البرمجيات الحديثة ودور الذكاء الاصطناعي كأداة لهذا العمل”. 

وأضافت بالازينسكا، إن بعض الفصول المتقدمة ستسمح للطلاب أيضا باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي “، مما يمكن أعضاء هيئة التدريس من رفع مستوى صعوبة وتعقيد المشاريع”. 

لكن الدورات التمهيدية ستظل تحظر استخدام الذكاء الاصطناعي في الواجبات الدراسية، حتى يتعلم الطلاب الأساسيات دون الاعتماد كثيرا على التكنولوجيا. 

“لقد كانت فلسفتنا دائما هي أن علوم الكمبيوتر هي مجال يتقدم بشكل أسرع من أي مجال آخر، لذا فإن إعداد الطلاب للتقدم في هذا المجال هو أهم شيء يمكننا القيام به،” قالت بالازينسكا. 

وأضافت: “ستكون هناك وظائف لأولئك الذين يتعلمون أحدث التطورات في مجال الحوسبة وأولئك الذين يتمتعون بمهارات ومعرفة ممتازة”.

معدل البطالة أعلى بين الخريجين الجدد عززه الذكاء الاصطناعي

وفي حين انخفضت معدلات البطالة الإجمالية في السنوات الأخيرة، فقد ارتفع معدل خريجي الجامعات الجدد الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و27 عاما، وهو ما يتجاوز الآن المتوسط الوطني.

ليست الجامعات فقط هي التي تغير نهجها. وقد تكيفت أيضا معسكرات التدريب على البرمجة في المدارس المتخصصة التي غالبا ما تلبي احتياجات الأشخاص الذين يغيرون مساراتهم المهنية أو الطلاب الذين يتطلعون إلى متابعة مهن في مجال التكنولوجيا دون الحصول على درجة جامعية مدتها أربع سنوات.

وقد أدت فكرة الحصول على راتب مجز مكون من ستة أرقام دون الحصول على شهادة جامعية تقليدية، إلى جانب الطلب المتزايد على التوظيف من جانب صناعة التكنولوجيا، إلى طفرة في الالتحاق بهذه المعسكرات التدريبية طوال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. 

لكن دانييل جراسي، الرئيس التنفيذي لمعسكر التدريب التكنولوجي General Assembly، قال إنه لاحظ تحولا خلال العامين الماضيين في أنواع العملاء القادمين إلى مدرسته. 

في حين اجتذبت مدرسة General Assembly في المقام الأول مهندسي البرمجيات الطموحين طوال معظم فترة وجودها التي استمرت 14 عاما، إلا أن المدرسة تجتذب الآن أيضا اهتماما من كبار المسؤولين التنفيذيين ومديري الموارد البشرية ومحترفي المبيعات المهتمين بتطوير مهاراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي. 

ونتيجة لذلك، بدأت الجمعية العامة في إنشاء برامج مصممة خصيصا لمساعدة العاملين في جميع مستويات الشركة، من مستوى الدخول إلى مجلس الإدارة، سواء كانت الأدوار فنية أم لا، على اكتساب مهارات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقا لجراسي. 

“قبل ستة أشهر، أو قبل تسعة أشهر… أدركنا أن كل دور معطل،” قال غراسي لشبكة سي أن أن. 

قال جيفري بيرجين، كبير مسؤولي التعلم بالمدرسة، إن الجمعية العامة قامت بدمج تعاليم مهارات الذكاء الاصطناعي في برامجها عبر التخصصات، بحيث أصبح كل ما تقدمه “يحتوي الآن على عنصر الذكاء الاصطناعي”.

وتقدم المدرسة دورات في تحليل البيانات وتصميم تجربة المستخدم وعلوم البيانات وتكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى هندسة البرمجيات. 

وقال بيرجين إن المدرسة تريد “التأكد من أن الأشخاص لديهم ما يحتاجون إليه، سواء من حيث القدرة على تطبيق تلك المهارات أو أخذ تلك المهارات إلى مقابلات العمل، وإلى أصحاب العمل، وجعل تلك المهارات يتردد صداها حقا.” 

أصحاب العمل: ‘علوم الكمبيوتر هي أكثر بكثير من مجرد كود برمجي’

يقول قادة التكنولوجيا إنهم سيظلون بحاجة إلى الشباب الحاصلين على درجات علمية في علوم الكمبيوتر، حتى لو كان هناك عدد أقل من الوظائف المتاحة.

“الشيء الذي يدرسه الناس هو علوم الكمبيوتر، والتي هي أكثر بكثير من مجرد البرمجة”.

وقال ديباك سينغ، نائب رئيس وكلاء المطورين والخبرات في Amazon Web Services، لشبكة سي أن أن:

“إن الأمر يتعلق بفهم كيفية عمل هذه الأنظمة، فالجزء المتعلق بالتفكير النقدي لا يتغير، ولا يزال يتعين عليك أن تكون قادرا على التفكير، ويجب أن تكون مبدعا”. 

وأضاف سينغ: “أعتقد في الواقع أن الأمر يصبح أكثر أهمية لأن لديك المزيد من الوقت لتكون مبدعا مع الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بالعمل الشاق”. 

ومع ذلك، قد يكون هذا بمثابة عزاء بارد للخريجين الجدد، نظرا للتحذير الأخير الذي أطلقه الرئيس التنفيذي لشركة أمازون آندي جاسي من أن الشركة ستحتاج إلى عدد أقل من العمال البشريين في المستقبل مع تولي الذكاء الاصطناعي المزيد من المهام. 

وبعيدا عن التكنولوجيا الكبيرة، تركز العديد من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي أيضا على النمو مع أصغر الفرق الممكنة. 

“طفرة الذكاء الاصطناعي لا تتبع أنماط دورات التكنولوجيا السابقة”، كتب كايل هولم، نائب رئيس المجموعة الاستشارية للتعويضات في شركة سيكويا الاستشارية، في منشور على مدونته الشهر الماضي. 

“النموذج التقليدي للشركات ذات النمو المرتفع التي تعمل على توسيع عدد الموظفين، والاستثمار في فرق العمل، وتوزيع الأسهم على نطاق واسع، لا يسير بنفس الطريقة هذه المرة”.

وقال ديفيد باراخاس، الذي يعمل مهندس برمجيات بدوام كامل منذ أكثر من عقد من الزمان، إنه سيشعر “بالخوف” من ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي في البرمجة إذا كان مهندسا مبتدئا. 

لكن وبشكل عام، فهو يعتقد أن الذكاء الاصطناعي سوف يغير الوظيفة بدلا من القضاء عليها تماما، طالما أن المهندسين الطموحين يتبنونها. 

وأضاف باراخاس:

“الذكاء الاصطناعي لن يحل محلك كمهندس برمجيات.. لكن مهندس ذو ذكاء اصطناعي سيحل محلك كمهندس برمجيات”.