تحيط عمليات إنقاذ الناجين من الكوارث العديد من التحديات نظرا لصعوبة تحديد أماكن الضحايا تحت الأنقاض وبين حطام الأبنية، مما حدا بالباحثين إلى تسخير الفئران والتكنولوجيا معا من أجل إنقاذ البشر.
تحول الحروب والكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والزلازل المدن إلى أنقاض، مخلفة ورائها الآلاف من الضحايا والملايين من المشردين في الأرض.
ورغما عن وجود تقنيات حديثة وصلت بالإنسان إلى أعماق الفضاء البعيد.. إلا أننا لا نستطيع الاستغناء عن بعض الحيوانات مثل الكلاب والقطط والخيول وغيرها من الحيوانات التي استأنست ودربت لخدمتنا.
ولكن يبدو أننا اليوم على عتبات زمن بات فيه استخدام الفئران لأغراض البحث والإنقاذ هو أمر مسلم به في القريب العاجل.
الفئران الأبطال
سنذهب بكم اليوم في رحلة إلى بلجيكا حيث قام الباحثين في منظمة APOPO غير الربحية بإطلاق مشروع قاموا فيه بتربية وتدريب فئران أفريقية ضخمة نسبيا ومرنة وخفيفة الوزن في ذات الوقت والتي تتمتع أيضا بحاسة شم قوية مما يمكنها من الوصول إلى المنكوبين تحت الأنقاض لإنقاذهم.
وأطلق المشروع على هذه الفئة من الفئران اسم “Hero Rats” أو “الفئران الأبطال” وذلك تعبيرا عن أهميتها وقدراتها الاستثنائية.
وقالت دونا كين، قائدة المشروع والعالمة في الأبحاث السلوكية، حول هذه التجربة الفريدة:
“تعرف الفئران بفضولها ورغبتها الملحة في الاستكشاف.. وهذين الأمرين من أساسيات نجاح عمليات البحث والإنقاذ”.
وأضافت دونا:
“إن مرونة أجساد الفئران وقوة حاسة الشم لديها تجعلها مثالية للوصول إلى الأشخاص المحصورين في المساحات الضيقة تحت الأنقاض”.
محاكاة عملية البحث الذكية
يتم تدريب الفئران لمدة تتراوح ما بين 9 إلى 12 شهرا في أماكن تحاكي مواقع الكوارث ويقوم الفريق بإلباسها سترة صغيرة مثبت عليها كاميرا رقمية وميكروفون ثنائي الاتجاه يعملان على نقل الصورة والصوت إلى فريق الإنقاذ.
وتأتي السترة معززة بجهاز لتحديد المواقع وسماعة تطلق صفيرا من أجل تسهيل مهمة الوصول إلى الضحايا والاتصال بهم.
وفي حال الاهتداء إلى موقع الشخص المنكوب، تقوم الفئران بسحب مفتاح السترة وتركها بجانب الضحية ومن ثم تسرع عائدة إلى مقرها للاستمتاع بجائزتها والتي هي عبارة عن وجبة طعام شهية تقدم لها نظير جهودها.
رفاهية وعناية فائقة
تحظى فئران الإنقاذ بالرفاهية حيث يخصص لها أوقات للعب ويتم تغذيتها بأجود أنواع الخضراوات والفواكه، بالإضافة إلى توفير العناية الطبية الفائقة لها على مدار الوقت.
ومن الجدير بالذكر أن منظمة APOPO تقوم أيضا بتدريب الكلاب وجيل آخر من الفئران لرصد أماكن الألغام الأرضية، وذلك بهدف الحد من ضحايا الحروب.
إن هذا المزيج المبتكر ما بين التكنولوجيا الذكية وتدريب الحيوانات لخدمة أهداف إنسانية نبيلة لهو أمر يدعو إلى الفخر ويستحق منا كل الاحترام والدعم.
هذا ولا يزال المشروع قيد التطوير منذ إطلاقه الرسمي عام 2021.. ونأمل أن يبصر النور عما قريب.
تابعنا على تويتر 𓅪
الفئران والتكنولوجيا معا من أجل إنقاذ ضحايا الكوارثhttps://t.co/lgPowhXW25
— نيو نيوز (@NewNews_NewNews) October 24, 2022
شكرًا لقراءتك هذا الخبر على نيو نيوز تكنولوجيا.. وندعوك لمشاركته مع أصدقائك وسماع رأيك في التعليقات أدناه. اشترك مجانا في نشرة آخر الأخبار وكن أول من تصله آخر الأخبار العربية والعالمية!
المصدر: سي أن أن
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية