jارتفعت الشكاوى المقدمة من الطلاب إلى هيئة مراقبة الجامعات في المملكة المتحدة إلى مستويات قياسية في العام الماضي، وكان الطلاب الدوليون هم السبب وراء هذا الارتفاع.
أفاد تقرير صادر عن مكتب التحكيم المستقل، The Office of the Independent Adjudicator (OIA) والمعني بتلقي الشكاوى الواردة من الطلاب الجامعيين ضد المؤسسات التعليمية، بأن الشكاوى الواردة إليه من الطلاب في إنجلترا وويلز بنهاية عام 2023 قد وصلت إلى 3,137 شكوى، مما يشكل زيادة بنسبة 10% عن عام 2022.
ويشير التقرير إلى أن معظم الشكاوى قادمة في الأساس من الطلاب الدوليين، الذين يدفعون رسومًا دراسية أعلى من الطلاب المحليين، حيث بلغت عدد الشكاوى الخاصة بهم 1,268 شكوى في عام 2023 – وهو “أعلى مستوى حتى الآن”.
نيو نيوز - حول العالم
أوضحت الهيئة المستقلة بأن عدد الشكاوى المقدمة من الطلاب من خارج الاتحاد الأوروبي – والتي تمثل ما يقرب من 90% من الشكاوى المقدمة من الطلاب الدوليين – ارتفع بنسبة 43%، وذلك بالمقارنة بعدد الشكاوى المقدمة من الطلاب المحليين، والذي انخفض بصورة ملحوظة خلال الفترة نفسها.
وقد مثلت التحديات الأكاديمية التي يواجهها الطلاب مثل تصحيح الاختبارات والدرجات النهائية النسبة الأكبر من مضمون الشكاوى الواردة إلى الهيئة الرقابية.
الصعوبات التي يواجهها الطلاب الدوليون في جامعات المملكة المتحدة
أفاد التقرير بأن الطلاب الدوليين قد يواجهون بعض الصعوبات التي من شأنها التأثير في مسارهم الدراسي وبخاصة أن قدومهم إلى الدراسة في المملكة المتحدة يعد استثمارًا باهظ الثمن في حد ذاته، مما يجعلهم يشعرون بمزيد من الضغط من أجل تحقيق النجاح في دراستهم.
ومن أبرز المشكلات التي يواجهها الطلاب الوافدون من أجل الدراسة؛ القيود على تأشيرات السفر والتي قد تحول أحيانًا دون إمكانية استئناف برامجهم الدراسية، وربما قد يتعرضون في بعض الأوقات إلى الاستبعاد، بسبب عدم قدرتهم على الحضور المنتظم.
مخاوف تتعلق بالأدوار التي تمارسها وكالات توظيف الطلاب الجامعيين
وقد صدر التقرير بعد أن أثارت اللجنة الاستشارية للهجرة (MAC) بعض المخاوف بشأن وكالات توظيف الطلاب الدوليين، والذين اعتبرتهم اللجنة قد “يسيئون الترويج لخدمة التعليم العالي في المملكة المتحدة”.
وقال متحدث باسم OIA:
قد يكون من الصعب على الطلاب الدوليين الذين يأتون من خلفيات أكاديمية متباينة أن يحددوا توقعاتهم على وجه التحديد من التعليم العالي في المملكة المتحدة، لذا فمن المهم أن تكون المؤسسات التعليمية ووكالات التوظيف واضحة قدر الإمكان في شرح سياساتها للطلاب كي يتمكنوا من إحداث نوع من المقاربة ووضع تصورات دقيقة عن مستقبلهم الأكاديمي.
وبحسب التقرير، فقد كان عام 2023 مليئًا بالتحديات في قطاع التعليم العالي بوجه عام، من حيث الضغوط المالية التي تواجهها المؤسسات التعليمية، واستمرار ارتفاع تكاليف المعيشة بالنسبة للطلاب الوافدين، علاوة على تزايد نسبة المخاوف فيما يتعلق بالصحة النفسية للطلاب.
يذكر أن الطلاب مقدمو الشكاوى قد حصلوا بالفعل على تعويضات بقيمة 1.2 مليون جنيه إسترليني في عام 2023، وهو أعلى من العام السابق.
تصريحات مناقضة تكشف عن شعور معظم الطلاب بالرضا في جامعات المملكة المتحدة
على الجانب الآخر؛ أفاد متحدث باسم جامعات المملكة المتحدة (UUK) بأن الغالبية العظمى من الطلاب الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي البريطانية بوجه عام – والبالغ عددهم أكثر من مليوني طالب – يشعرون بالرضا التام من تجربتهم الدراسية.
مشيرًا إلى وجود بعض الحالات التي يكون فيها الطلاب غير راضين، وهنا يلعب التقرير الصادر عن مكتب التحكيم المستقل دورًا هامًا لمساعدة الجامعات على تحسين الخدمة وتقديم المزيد من الدعم للطلاب وبخاصة فيما يتعلق بالقضايا المالية والصحة العقلية.
كما أضاف بأن الجامعات ستأخذ التقرير الأخير بعين الاعتبار، وستواصل العمل الجاد حتى يحصل كل طالب على جودة التعليم الذي يستحقه.
وفي سياق آخر حذر تقرير حكومي صدر مؤخرًا من أن بعض جامعات إنجلترا قد تواجه خطر “الإغلاق” بعد انخفاض أعداد الطلاب الدوليين المسجلين للعام الدراسي الجديد، وذلك بسبب القيود المفروضة على الهجرة.
يذكر أن المستويات العالية من الهجرة القانونية هيمنت منذ فترة طويلة على الخطاب السياسي البريطاني، وكانت أحد الدوافع الرئيسية لاستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016.
المصدر: ذا إندبندنت
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية