لا شك أن مصر من أعظم الوجهات السياحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وإذا كنت تخطط للذهاب إلى هناك فيما قريب، فعليك بقراءة هذه التجربة الفريدة التي سيقصها علينا هذا السائح الإنجليزي في رحلته الأخيرة إلى مصر:
“كنا جميعًا جالسين في أحد المقاهي الشعبية في أول ليلة لنا في وسط القاهرة. وكنا نستمتع بشرب الشاي والقهوة ونحن نشاهد نهر النيل العظيم. كان الأمر أشبه بالحلم… حتى نظرت إلى الوراء لأجد أن الأهرامات كانت خلفنا مباشرة، وأدركت عندها أننا لم نلحظ الأهرامات منذ وصولنا.”
تعتبر مصر واحدة من أهم الدول في العالم لمحبي السياحة التاريخية نظرا لكونها مهدا للحضارة الفرعونية وما خلفته من آثار مذهلة كالأهرامات
وكانت تلك الليلة الأولى بمثابة درسًا لنا. ففي القاهرة، لن تكون بعيدًا أبدًا عن رؤية الإطلالات الساحرة لأقدم وأشهر عجائب العالم: الأهرامات الثلاثة.
ولطالما كانت الأهرامات محط الأنظار على مدى الآلاف من السنين. ولكي نكون أكثر دقة؛ حوالي 4500 سنة. فقد شيدها الفراعنة كمقابر لهم ليعيشوا فيها حياتهم الأخرى بعد الممات. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الأهرامات تمثل البدايات الأولى للحضارة التي نستمتع برؤيتها اليوم. فيجب أن تكون رحلة الأهرامات على قائمة الجميع، وكنا جميعًا في غاية الحماس لزيارتها.
وبكل تأكيد، هناك المزيد في العاصمة المصرية، بدايةً من المتاحف العريقة إلى العديد من الأسواق والمساجد.
ويجب ألا يفوتكم تناول وعاء كشري ساخن من أحد مطاعم القاهرة. فإنها من الوجبات المصرية الأساسية، والتي تتكون من المعكرونة والحمص والأرز والعدس، مغموسة بصلصة الطماطم المنعشة مع الفلفل الحار والخل والبصل المقرمش. والمكان الأفضل للذهاب لتناول الكشري هو “أبو طارق”، والذي يتميز بأضوائه الخضراء التي تعطي المكان طابع قديم بعض الشيء.
الأقصر: محطة تاريخية
كانت المحطة التالية في مغامرتنا المصرية هي مدينة الأقصر. وذهبنا إلى هناك بالطائرة في رحلة جوية استغرقت أقل من ساعة واحدة. وأقمنا هُناك في فندق سوفيتيل وينتر بالاس التاريخي، الذي نزلت فيه أجاثا كريستي أثناء استكشافها لمصر سابقاً، وكان هو المكان نفسه الذي أعلن فيه السيد هوارد كارتر للصحافة العالمية عن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون قبل 100 عام.
واستكمالاً للحديث عن الملك الشاب، قُمنا بزيارة مقبرته في وادي الملوك بالضفة الغربية، والتي تبلغ أكثر من 3500 عام، وتضم بعضًا من أروع الاكتشافات الأثرية التي تم العثور عليها على الأطلاق.
وبالطبع، كما تعلمون، يتمتع توت عنخ أمون بشهرة غير عادية، ما جعلنا لا نصدق أعيننا عندما رأينا جسده المحنط، رغم وجود العديد من المقابر المذهلة الأخرى لبعض الملوك الأقل شهرة. فكانت مقبرة الملك سيتي الأول هي الأكثر اتساعًا وحيوية، حيث امتلئت بالجداريات التي كانت تزين كل شبر من الممرات والغرف، وكان كل شيء محفوظ بعناية، لدرجة أنه كان بإمكاننا رؤية ضربات الفرشاة وعلامات الإزميل التي تركها الحرفيون منذ كل تلك السنوات.
وعلى الضفة الشرقية وداخل مدينة الأقصر نفسها، توجد معابد الكرنك المذهلة، والتي تم ضمها مؤخرًا إلى شارع أبو الهول القديم الذي تم اكتشافه حديثا بطول 2.7 كم. وكانت قد احتفلت المدينة بافتتاحها في نوفمبر الماضي، ما جعل توقيت زيارتنا لها أكثر من مثالي.
الغردقة: وقت للاسترخاء
بعد رحلتنا إلى الأقصر، قررنا أن ننفض عنا الرمال الصحراوية، ونتجه إلى الغردقة لنسترخي في البحر الأحمر. وحتى هناك، يمكنك أن ترى معالم الثقافة المصرية في متحف الغردقة الذي تم افتتاحه حديثًا، فهو مليء بالقطع الأثرية التي يبلغ عمرها آلاف السنين. ومع ذلك، يأتي معظم السياح إلى هنا للاستمتاع بالمياه الزرقاء الصافية والشواطئ الذهبية.
اخترنا الإقامة في منتجع ريكسوس بريميوم مجاويش ذا الخمس نجوم، والذي سرعان ما أثبت منذ افتتاحه في عام 2021 أنه الفندق الأكثر رفاهية في المنطقة.
فكانت الأجنحة مهندمة بشكل مبهر، وكان العديد منها يحتوي على حمامات سباحة خاصة والكثير من الحدائق. كما أن الفندق يضم ستة مطاعم، وبه مسبح ومنتجع أنجانا المذهل، والعديد من الاسطبلات والكابيانات الخاصة لضمان قضاء عطلة فاخرة على الشاطئ. وبينما كنت أحدق في البحر في أمسيتي الأخيرة، تذكرت ليلتنا الأولى التي قضينها في مدينة القاهرة الصاخبة، فلم أكن أظن أنني سأكون في مكان هادئ على البحر مثل هذا.
ولكن البحر الأحمر جزء لا يتجزأ من نسيج مصر، مثله مثل المقابر والآثار، وقد استكشفه القدماء على نطاق واسع، ما ساعد في توفير الغذاء والتجارة التي ساعدت، بدورها، في بناء الإمبراطورية المصرية. وبالنسبة لي، كانت تلك النهاية المثالية لمغامرتي المصرية”.
كيف تصل إلى مصر
للسفر داخليًا بين الأقصر والقاهرة يمكنك أن تركب الطائرة لمدة ساعة واحدة في رحلة مع مصر للطيران تبدأ من 46 جنيه استرليني للاتجاه الواحد. بينما توفر الخطوط الجوية البريطانية رحلات إلى القاهرة من مطار لندن هيثرو بأسعار تبدأ من 230 جنيه استرليني.
أفضل الأماكن للإقامة
تبدأ أسعار سوفيتيل وينتر بالاس في الأقصر من 225 جنيه استرليني للغرفة في الليلة الواحدة، وينخفض السعر إلى 205 جنيه استرليني في فصل الشتاء. بينما تبدأ أسعار ريكسوس بريميوم مجاويش في الغردقة من 496 جنيه استرليني للجناح في الليلة الواحدة ومن 745 جنيه استرليني للفيلا في الليلة الواحدة. وهناك أيضًا فندق شيراتون القاهرة الذي يقع على الضفة الغربية لنهر النيل، ويحتوي على مجمع من المطاعم والبارات. وتبدأ الأسعار فيه من 124 جنيه استرليني للغرفة في الليلة الواحدة.
الأنشطة والفعاليات
تبدأ رحلة القارب عبر نهر النيل من 25 جنيه استرليني للشخص الواحد. وتذكرة الدخول إلى المتحف المصري تتكلف 200 جنيه مصري (أي حوالي 9 جنيه استرليني) تذكرة الدخول إلى أهرامات الجيزة تتكلف 200 جنيه مصري (أي حوالي 9 جنيه استرليني).
تبدأ أسعار رحلات الغطس في الغردقة من 25 جنيه استرليني للشخص الواحد، بما في ذلك وجبة الغداء (مع شركة هابي دولفين)، بينما تتكلف تذكرة الدخول إلى متحف الغردقة 15 جنيه استرليني للبالغين.
بعد قرائتك لهذا المقال، لا بد أنك الآن تفكر جديا بزيارة مصر واستكشافها!
شكرًا لقراءتك هذا الخبر على نيو نيوز حول العالم.. وندعوك لمشاركته مع أصدقائك وسماع رأيك في التعليقات أدناه. اشترك مجانا في نشرة آخر الأخبار وكن أول من تصله آخر الأخبار العربية والعالمية!
المصدر: نيو نيوز
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية