يبدو أن الهند قد أصبحت على موعد سنوي مع حالة من الفوضى جراء انتشار لعنة الهواء الملوث الذي يعم الأرجاء مع بوادر قدوم فصل الشتاء. حيث طلبت الحكومة في نيودلهي من السكان البقاء في منازلهم، وتم تعطيل المدارس بصفة مؤقتة حتى إشعار آخر.
نيو نيوز - حول العالم - الهند
بالرغم من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة من منع تسيير مركبات الديزل على الطرق، وتوقف أعمال البناء وغيرها، إلا أن كل تلك الجهود يبدو أنها غير كافية للحد من تدفق موجات التلوث السنوية نحو العاصمة الهندية، فما زال الملايين من السكان يشعرون بعدم القدرة على التنفس بسبب الهواء المشبع بالدخان السام.
كارثة تلوث بيئي بكل المقاييس
صحيح أن هذه الكارثة في الهند تشبه أسوأ موسم حرائق شهدته كندا في يونيو الماضي، والذي تسبب في تحول سماء مدينة نيويورك الأمريكية إلى اللون البرتقالي، إلا أن المأساة الهندية السنوية قد فاقت كل التوقعات، حيث بلغت نسبة تركيز المواد السامة في الهواء أكثر من 500 ميكروجرام لكل متر مكعب والتي فاقت الحد الأقصى من التركيز البالغ 300 ميكروجرام، أي بمقدار الضعف تقريبا، مما يشكل خطرا جسيما على الصحة العامة لمواطني الهند.
يقول بعض الخبراء أنه قد يصعب الوقوف على أسباب تلوث الهواء السنوي المكثف الذي يصيب نيودلهي ومعظم شمال الهند في بداية الشتاء، إلا أن المؤشرات الواضحة تؤكد على أن الانخفاض في درجات الحرارة يلعب دورًا كبيرًا حيث يستقر الهواء البارد في المنطقة، محجبًا الملوثات ومنعها من الانتشار فوق جبال الهملايا. كما أن عوادم السيارات، والغبار الناتج عن مواقع البناء يسهمان على نحو كبير أيضًا في الكارثة.
حرائق حقول الأرز في الهند هي المتهم الأول
أظهرت صور الأقمار الصناعية أكثر من ألف حريق من حرائق المخلفات في حقول الأرز في ولاية بنجاب الهندية، والتي يعتبرها العلماء المتهم الأول عن أزمة الضباب الدخاني التي تصيب الهند سنويًا في التوقيت نفسه تقريبا من كل عام.
ويعتقد المزارعين أن هذه الطريقة للتخلص من المخلفات الناتجة عن حصاد محصول الأرز، هي طريقة فعالة ورخيصة لتطهير الحقول بعد حصادها، وإعدادها لمحصول العام المقبل.
ويجمع المواطنون في الهند على أن تهاون السلطات سنويًا في محاسبة المزارعين المتسببين في تصاعد الأدخنة الكثيفة جراء حرائق الأرز هي السبب الرئيسي وراء استمرار حدوث تلك الأزمة مرارًا وتكرارًا.
ومع استمرار الدعوات العالمية للحد من الانبعاثات الضارة كخطوة في سبيل التصدي لأزمة التغيرات المناخية العالمية، فهل يمكن أن ينعم مواطنو الهند العام المقبل بأجواء أفضل خالية من التلوث مع حلول فصل الشتاء؟
شكرًا لقراءتك هذا الخبر على نيو نيوز حول العالم.. وندعوك لمشاركته مع أصدقائك وسماع رأيك في التعليقات أدناه. اشترك مجانا في نشرة آخر الأخبار وكن أول من تصله آخر الأخبار العربية والعالمية!
المصدر: نيو يورك تايمز
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية