وجدت دراسة طبية حديثة أن الألياف الغذائية تلعب بالفعل دورًا مهمًا في الحد من مرض التهاب الأمعاء (IBD) الذي يؤثر في 3 ملايين شخص في الولايات المتحدة، ويشير العلماء إلى أن دراسة التفاعل بين النظام الغذائي والبكتيريا والعوامل الوراثية قد يفيد في الحد من تطور المرض الشائع.
نيو نيوز - صحتك
يتطور داء الأمعاء الالتهابي (IBD)، الذي يمكن أن يظهر إما على شكل التهاب القولون التقرحي أو مرض كرون، من التهاب في الأمعاء أو الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى مجموعة من اضطرابات في عملية الهضم، والتي قد تسبب الشعور بالألم أحيانًا.
صحيح أن العلماء لم يتمكنوا حتى اللحظة من الوقوف على الأسباب الجذرية لهذه الاضطرابات، لكن دراسة حديثة تشير إلى وجود صلة بين كل من العوامل الوراثية، والنظام الغذائي، والجراثيم الموجودة في الجهاز الهضمي التي يمكن أن تؤدي إلى تطور مرض التهاب الأمعاء.
التهاب الأمعاء قد يتطور منذ عمر الطفولة
وجدت الدراسة التي نشرت في مجلة Cell Host & Microbe العلمية المحكمة، أن الألياف تؤدي دورًا مهمًا في إحداث التفاعل بين جراثيم الأمعاء، والبطانة المخاطية للجهاز الهضمي. حيث تعمل الألياف على تعزيز نمو سُمك الغشاء المخاطي؛ مما يسهم في منع الالتهاب.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يولدون بدون إنترلوكين 10، وهو السيتوكين المرتبط بـ IBD، يتطور IBD عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة أو الطفولة.
وأظهرت التجارب المعملية أنه بالنسبة للفئران التي تفتقر إلى إنترلوكين 10، يساهم نقص الألياف في تدهور بطانة المخاط القولوني، مما يؤدي إلى تطور التهاب القولون بصورة جلية، حيث تبين أن النظام الغذائي الخالي من الألياف يشجع نمو البكتيريا المحللة للموسين (muciniphila)، والتي تستهلك الطبقة المخاطية في الجهاز الهضمي، مما يقلل الحاجز الذي يوفره المخاط لبطانة الأمعاء.
ويؤكد ذلك أن الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف قد تكون ذات قيمة للأفراد الذين يعانون مرض التهاب الأمعاء.
سكان المجتمعات الصناعية هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأمعاء
أفاد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بأن نحو 6 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم يعانون مرض التهاب الأمعاء، ووفقًا للدراسة التي نشرت العام الماضي في دورية Gastroenterology الطبية الصادرة عن الرابطة الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، فإن الدول الصناعية تسجل أكبر أعداد من حالات مرض التهاب الأمعاء، والأشخاص الذين يهاجرون إلى المجتمعات ذات الطبيعة الصناعية بوجه عام، ويبدؤون في تناول الأطعمة فائقة المعالجة غير الصحية هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض الخطير.
خفض الألياف في النظام الغذائي قد يفيد في بعض الحالات
قد يمنع الأطباء مرضاهم من تناول أنواع معينة من الألياف التي قد تزيد من حدة التهاب الأمعاء
أفاد العلماء بأن أنواعًا معينة من الألياف الغذائية يمكن أن تؤدي في الواقع إلى تفاقم أعراض مرض التهاب الأمعاء، حيث وجدوا أن الألياف الغذائية من فئة الفركتان – وهي ألياف قابلة للذوبان من الفواكه والخضروات – تسببت في تطور الحالة الالتهابية لدى الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء (IBD) الذين لم تتمكن أجسامهم من امتصاصها.
ويوصف لبعض الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء، وخاصة الأطفال، نظام غذائي منخفض الألياف فيما يعرف باسم التغذية المعوية الحصرية (EEN)، حيث أثبت التكنيك الجديد نجاحًا ملحوظًا في الحد من نسبة التهاب الأمعاء لديهم.
وقال الدكتور رودولف بيدفورد، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي المعتمد في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، والذي لم يشارك في الدراسة:
إن مرضى التهاب الأمعاء الالتهابي يطلب منهم في كثير من الأحيان الحد من استهلاكهم للألياف في أثناء النوبات الشديدة من الالتهاب من أجل المساعدة على تقليل الاضطرابات الهضمية، خاصة عند الاشتباه في وجود تضيقات معوية.
وعلى الجانب الآخر، تقول الطبيبة ميلاني ميرفي ريختر، اختصاصية تغذية معتمدة غير مشاركة في الدراسة أيضًا:
أظهرت الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف نتائج واعدة في الحد من أعراض مرض التهاب الأمعاء لدى المرضى على المدى الطويل. وهذا يعني أنه عندما لا يعاني المرضى من أعراض حادة أو نوبات احتدام، تُشجّع الأطعمة الغنية بالألياف للمساعدة على تنويع تكوين الأمعاء؛ مما يمكن أن يفيد على نحو إيجابي درجة حموضة أمعاء الشخص ونفاذيتها وقدرتها على إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة.
وأوصت ريختر بأهمية تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك المفيدة لصحة الأمعاء بوجه عام، حيث تساعد على تنويع الميكروبيوم في الجهاز الهضمي، وتساعد على تخفيف بعض الأعراض المرتبطة بكل من التهاب الأمعاء ومتلازمة القولون العصبي مثل آلام البطن أو الانتفاخ أو الإمساك.
المصدر: ميديكال نيوز تودي
اشترك في نشرة نيو نيوز الإخبارية
كن أول يصله آخر الأخبار العربية والعالمية